TOP

جريدة المدى > سياسية > أوقـات صعـبة لصـالات السينـما فـي العــراق

أوقـات صعـبة لصـالات السينـما فـي العــراق

نشر في: 5 يونيو, 2010: 09:18 م

 بغداد/ (ا ف ب) تشير الافلام لدى عرضها في ، كان وهوليوود ، الى الاحلام والنجومية، لكن الامر مختلف في العراق لان صالات السينما تعيش احتضارا مرده قلة المشاهدين الذين يبحث بعضهم عن عروض تثير شكوك الآخرين وريبتهم.
وفي سينما"اطلس"وسط بغداد، احدى آخر خمس صالات لعرض الافلام في العراق، تم تعليق ملصقات لصور مثيرة بهدف جذب الباحثين عن ذلك.ويظهر الملصق الخاص بفيلم"فانيلا سكاي"الممثلة كاميرون دياز مرتدية ثوب سباحة يكشف جسدها كله تقريبا في حين تظهر إحدى الصور الكبيرة الممثلة الايطالية مونيكا بيللوتشي برداء مبلل يبرز مفاتنها.وفي الصالة التي يلفها الغبار وتمزق معظم مقاعدها الحمر، جلس نحو خمسة عشر شخصا لمشاهدة الفيلم في حين تنطفئ الاضواء وتعود إلى الاشتعال تلقائيا بشكل يوتر الاعصاب هذا اذا لم ينقطع التيار الكهربائي.وهمس ابو احمد (52 عاما) باذن احد المشاهدين قائلا: ان"السينما انتهت في العراق، فلا يوجد مشاهدون داخل الصالة بينما كانت سينما اطلس مزدحمة ابان التسعينات"من القرن الماضي.وكمؤشر على السمعة السيئة التي تلحق بمن يحضر الى السينما، يرفض ابو احمد الكشف عن اسمه قائلا ان"العاطلين عن العمل ومن يريد تمضية الوقت يأتون الى هنا اما انا فقد جئت لاني احب الافلام البوليسية".في هذه الاثناء، كانت شاشة السينما الشاحبة تعرض صورا مهتزة للفيلم، لان النسخة المعروضة ليست الا قرصا مدمجا يتم شراؤه من الباعة الجوالين.ويدافع سعد هاشم احمد (53 عاما) صاحب صالة سينما اطلس عن الامر قائلا: ان"فيلم 35 ملم الموجود في مصر مثلا يكلف عشرين الف دولار ولا املك ما يكفي لشرائه".ويضيف احمد الذي بدا اكبر من عمره بشاربه الكث وشعره الاشيب ان"السينما انتهت في العراق".ويتابع بصوت حزين ويائس بعد سنوات من المعاناة لاعادة الحياة إلى صالته، ان"العراقيين لا يفهمون ما تعنيه السينما وبالتالي لم نعد نكسب شيئا".ويرى احمد ان الاوضاع الامنية تشكل العامل الابرز الذي يسئ الى معظم الاعمال.ويقول"بعد سقوط نظام صدام حسين تدهورت الاوضاع الامنية ثم وقعت الحرب الطائفية ونكبت كل عائلة عراقية بضحية، فكيف تريد منهم الذهاب الى السينما"؟وهناك صالتان ايضا في بغداد واثنتان في اقليم كردستان اما الصالة الوحيدة التي كانت في مدينة البصرة، فقد اغلقت ابوابها بعد تفجيرات العاشر من الشهر الحالي.وكان هناك ما لا يقل عن خمسين صالة قبل العام 2003 بينها ثلاثون في المحافظات.بدوره، قال احد المشاهدين بصوت خافت رافضا الكشف عن اسمه ايضا ان منظومة القنوات الفضائية وجهت طعنة إلى السينما،"فالناس يشاهدون التلفزيون في منازلهم ولا يخرجون منها".وبعض المشاهدين يبحث عن افلام جنسية او عن ممارسة الشذوذ الجنسي في الصالة.ويضيف الرجل"تعلمون جيدا ان المجمتع العراقي محافظ جدا والناس غير معتادين السينما، كما ان افكارهم في غير محلها احيانا".في غضون ذلك، يسعى اثنان من العراقيين هما فؤاد البياتي وثائر حاج محمد، لاعادة الحياة إلى صالة سينما"سميراميس"التي كانت احدى المراكز الثقافية ابان الستينات والسبعينات لمشاهدة احدث الافلام الاوروبية والمصرية.ويطمحان الى اعادة الفترة الذهبية إلى الصالة.ويقول محمد بصوت مرتفع ان"الشعب العراقي مثقف جدا، ويحترم الفن السابع، قبل عشرين عاما كنا نتابع هنا افلاما فرنسية للممثلين الآن ديلون وكاترين دونوف وايف مونتان".ويؤكد"وجود رغبة كبيرة لدى الشبان والعائلات في العودة الى صالات السينما من جديد"مشيرا الى سعيه وراء"برامج وعروض مسرحية كوميدية، فالعراقيون يحبونها كثيرا".وينهي المنتج الذي يحلم بتنظيم مهرجان للافلام الفرنسية ان"صالتنا محترمة ونظيفة ونأمل عودتهم مجددا".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بتدخل واشنطن: ثاني تراجع للفصائل بعد «قانون الحشد»
سياسية

بتدخل واشنطن: ثاني تراجع للفصائل بعد «قانون الحشد»

بغداد/ تميم الحسن في تحوّل لافت هو الثاني من نوعه خلال أشهر، أبدت فصائل مسلّحة مرونة إزاء مطالب أميركية، بعد أن تراجعت سابقاً عن تمرير قانون «الحشد الشعبي». وخلال الأيام الماضية، صدرت عن عدد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram