TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > من هي عادلة خاتون؟!

من هي عادلة خاتون؟!

نشر في: 6 يونيو, 2010: 04:58 م

رشيد الصفار لعل الفضل في بحوثنا هذه يعود الى ما كتبه الاستاذ امين المميز عن بغداد في كتابه المميز والذي احدث ضجة او ضجات تثير كوامن كثير من العارفين من الكتاب والمحيطين بتاريخ بغداد واعيان اشخاصها في مختلف عهودها وادوارها،
 وكان من هؤلاء الاعيان التي ردد ذكرها المؤلف المميز اكثر من خمسين مرة عداً هي"عادلة خاتون"ابنة والي بغداد احمد باشا بن سحن باشا بن مصطفى باشا الوزير السباهي والسباهية: صنف من الحرس الخيالة الخاص او الممتاز في البلاط العثماني، ولعل الدافع الاساس الذي حمل المميز على تكرار ذكرها والثناء عليها هو رابطة النسب التي توثقت بينهما وذلك ان عبد الرحمن باشا"الى كركوك"هو زوج فاطمة خانم او خاتون بنت حسن باشا والي بغداد حكم من عام 1116 -1136 هـ، 1704/1723 المعروف تاريخيا بـ فاتح همدان، وابن الوزير مصطفى باشا السباهي الاموي الاصل المار ذكره. وان زوجته فاطمة هي عمة عادلة خاتون صاحبة الجامعين المشهورين الكبير والصغير والمنسوبين بالاسم اليها ويقع الاول منهما – اعني جامع عادلة خاتون الكبير، في مدخل شارع المستنصر مقابل المحكمة الشرعية الحالية وقد شيدته عام 1168 =1754 م، واما الاخر وهو الجامع الصغير فكان موقعه في محلة"الدنكجية"(عكد الصخر) في شارع المأمون الحالي عند مدخل سوق الصفافير (الضيق) مقابل المتحف البغدادي حاليا، اما الان فقد دخل في الشارع العام بعد توسيعه، فشيد الوارثون بديلا عنه جامعا في محلة الصرافية يحمل اسم عادلة خاتون كذلك وذلك في عام 1382 هـ = 1962 م، اما عادلة خاتون فتوفيت عام 1182 هـ = 1768 ودفنت مع والدها احمد باشا، وجدها حسن باشا، بجوار مرقد ابي حنيفة (رض9 في المقبرة المعروفة قديما بـ مقبرة الخيزران، بعد حياة حافلة بالكفاح والصراع، مشحونة بالاحداث والمفارقات فهي، وان لم تكن والية على بغداد، ولكنها تأمرت وتآمرت على الولاة، وذلك لأمتلاء نفسها بالعزة المشوبة بالغرور والغيرة، لأنها ابنة وال ابن وال ابن وزير، هذا من جهة الاب، واما من جهة الام فهي ابنة امير عربي، غير ان والدها المرحوم"احمد باشا"سعى في تزويجها من الآغا المملوك المعتق ربيبه المعروف بـ طسليمان باشا"فيما بعد وذلك عام 1145هـ 1732 م، وقد خلف سليمان والدها احمد باشا بعد وفاته عام (1160 هـ =1747/) فأصبح يدعى سليمان أبا ليلة وابا سمرة وسليمان الاسد لانه كان قد اشترك مع والدها –احمد باشا- في قتل اسد اعترضهم في منطقة عقرقوف – في الكرخ- كما كان يدعى كذلك بـ دواس الليل، لانه غالبا ما كان يخرج ليلا متنكراً ليتفقد شؤون الرعية –من ذلك سمي ابا ليلة، وكانت له حملات مفاجئة، وكبسات معروفة على حملات مفاجئة، وكبسات معروفة على العصاة والمتمردين، ذكرها غير واحد من المؤرخين. غير ان السيدة عادلة خاتون – على ما عرفنا من سيرتها وتربيتها – لم تكن راضية او مقتنعة بهذا الزواج، الذي اراده لها والدها، احمد باشا، من هذا الزوج الذي كان مملوكا لجدها"حسن باشا"ووالدها احمد- كما ذكرنا اذ من عليه والدها بالعتق بعد ان كان قد تربى في بيت جدها ووالدها مع جملة المماليك الذين جلبوا من بلاد الكرج"تفليس"في عهد جدها حسن الذي عرف عنه انه"مؤسس اسرة المماليك في العراق". ولعل هذا الزواج الفاشل وكون عادلة خاتون نفسها عاقرا كأختها،"عائشة خاتون"وهما الشقيقتان الوحيدتان لابيهما –حيث لم ينجب ولداً ذكرا – هما اللذان جعلا من عادلة خاتون تلك المرأة الجبارة المتحكمة. التي ضمت بين جنبيها نفساً معقدة انطوت على جملة من المتناقضات، فهي كما ذكرها قريبها"الاستاذ المميز"مشيدة الجامعين المذكورين باسمها، وصاحبة الاملاك والموقوفات عليهما وعلى الذرية من الوارثين وهي كذلك لها مبررات كثيرة وخيرات وفيرة، وكان لها الفضل في انشاء مدرسة جماعة من اتباعها سماهم"المميز"(الانصار) كانت تعتمد عليهم في فرض سيطرتها على السلطات في بغداد حتى اكتسبت لقب (الملكة الوالدة) وكان هؤلاء الانصار يعلقون على صدورهم شارات مطرزة بالحرير مكتوباً عليها طلاب مدرسة عادلة خاتون، لتمييزهم عن غيرهم من موظفي الدولة ورعايا البلاط. وقد ذكر"المميز"ايضا: ان هذه المدرسة صارت في العهود الاخيرة لتدريس الفقه الحنفي وقد درس فيها كثيرون من رجال الفقه والقانون على يد اشهر علماء بغداد يومذاك، امثال السيد محمود الالوسي، مفتي بغداد، والسيد صبغة الله الحيدري، وكان آخرهم الملا نجم الدين الواعظ رحمه الله، مفتي بغداد اخيرا، الذي اسندت اليه جهة التدريس في هذه المدرسة فلقب يومئذ بـ"مدرس العدلية"نسبة الى تلك المدرسة ن فبقي فيها مدة طويلة يتقاضى رواتبه من المتولين على اوقاف عادلة خاتون- كما اوضح المؤلف"المميز"علاقة وزارة العدل بالمحكمة الشرعية الحالية ذلك ان عادلة كانت قد اوصت بقطعة الارض المحصورة بين الجامع ونهر دجلة لتكون محكمة للشرع الشريف، وشيدت دا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram