اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > الموصل في ظل الحروب العثمانية

الموصل في ظل الحروب العثمانية

نشر في: 6 يونيو, 2010: 05:01 م

تعرض المجتمع الموصلي في فترة الحكم العثماني الى متغيرات حسب ظروف الدولة العثمانية في الجوانب السياسية والعسكرية ، اذ انعكس ذلك على المجتمع الموصلي . ولذلك يلاحظ التحاق بعض شباب الموصل ابان اندلاع الحرب العثمانية–الروسية (1877-1878م)
 والمعروفة في تاريخ الدولة العثمانية بـ (طقوسان أوج) ، أي حرب الثالثة والتسعين ، اشارة الى العام الذي حصلت فيه الحرب ذاته الموفق 1293رومية/1877م ، في حين عرفت هذه الحرب لدى العراقيين ومنهم الموصليون بـ (طقنا ووز) ، وتجدر الاشارة الى ان المشاركين من اهالي الموصل كانوا ضمن القوات العراقية الاخرى التي قدر عددها بـ (ثلاثة عشر فوجا) ، الى جانب مجاميع اخرى من المتطوعين انتظموا مع القوات العثمانية. قدم أهالي الموصل التضحية في هذه الحرب أسوة باخوانهم في سائر المدن العراقية اذ بلغت تضحياتهم ما يقرب (80%) من المجموع الكلي لاعداد العراقيين الذين اشتركوا في الحرب ، وتوفي معظمهم بسبب البرد الشديد وعدم توفر الغذاء ولذلك لم يعد الى مدينة الموصل الا العدد القليل من الجنود. وكان اندفاع أهالي الموصل للاشتراك في هذه الحرب بنخوة اسلامية خالصة ، وذلك لان الدولة العثمانية هي دولة اسلامية حاربت وقارعت الدول الاجنبية التي استهدفت الارض الاسلامية ، وظهر العنصر الجهادي لاهالي الموصل في هذه الحرب من خلال اشتراك بعض مشايخهم في هذا الجهاد وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن الشيخ محمد طاهر الخالدي النقشبندي ، اذ ودع اهالي الموصل المجاهدين بنشيد محتواه الدعوة للجهاد وحسن الظن بالله تعالى والصلاة والسلام على رسول الله. كما اشترك بعض أهالي الموصل الى جانب القوات العثمانية في الحرب العالمية الاولى عام 1914م ، وعرف المشتركون الموصليون في هذه الحرب بتسمية (طابور ابو شخاطة). ويبدو ان اشتراك اهالي الموصل بهذه الحرب لم يقتصر على من تقدم ذكرهم ، اذ استعين بالمساجين لغرض سوقهم في هذا الطابور ، ولغرض الثقة بالسجين الذي سوق للاشتراك بالحرب ، فان السلطات العثمانية طلبت ان يكون هناك كفيل من كل سجين يشترك بالحرب ، وفي حالة عدم وجود الكفيل يحضر شخصان يشهدان على ان السجين يمكن الاعتماد عليه في الحرب ، ويبدو ان اشتراك السجناء في الحرب كان نظير اطلاق سراحهم من السجون.2. الاوبئة والمجاعات في الموصل : شهدت الموصل مجاعات عديدة كتلك التي حدثت في عامي 1794 و1795 ، حيث ترافق غزو الجراد مع موجات البرد فأكل الجراد ثلث مزروعات قرى الموصل فيما أتلف البرد زروع (41) قرية اخرى ، وفي حزيران عام 1795م غزا الجراد الموصل وأتلف محاصيل الحبوب من الحنطة والشعير ، والتهم محصول القطن المزروع في اطراف الموصل وشهدت الاسواق غلاء الاسعار. وفي عام 1799م ظهر الجدري في مدينة الموصل وظهرت أول اصابات بالمرض في محلة خزرج ، ثم أخذ يسري نحو المحلات الاخرى ، واستمر هذا المرض الخطير يفتك بأرواح الناس حتى منتصف شهر صفر سنة (1215هـ/1800م) وبلغ عدد المصابين الذين لقوا حتفهم في اليوم مائة وثمانين نسمة( ) ثم انتقل الى كركوك والسليمانية . وفي عام (1215هـ/1800م) سرى الطاعون في اكثر احياء الموصل ، وبلغ عدد الذين لاقوا حتفهم في اليوم "مائة وثمانون او اقل خمسة" . وغلت الاسعار وكان اغلب الضحايا الذين يموتون من النساء والاطفال وهرب العدد الكثير من اهالي المدينة الى القرى المجاورة . ويذكر العمري في غرائب الاثر ان والي الموصل محمد باشا الجليلي قد ذهب الى سنجار لمحاصرة المتمردين من اليزيدية وخلال عودته الى الموصل علم بوجود المرض فخشي على جيشه فأبقاه خارج المدينة . وقد علق العمري قائلا :"انه رأى رجلا من العساكر بعيدا عن الناس خوفا من القرف ولما نفعه الخوف" . والى جانب هذه الاوبئة فقد شهدت الموصل عام 1821م اتشار مرض الكوليرا (الهيضة) واول ظهور له كان في البصرة . واخذت الكوليرا تفتك بارواح الناس وقد اطلق الناس عليه داء (الزوعة) او الهواء الاصفر. اما عام 1878م الذي عانت الموصل فيه من الغلاء الشديد فقد عرف عند اهالي الموصل باسم (غلاء الليرة) وقد سقطت امطار غزيرة في هذا العام ، وكان الموسم الزراعي يبشر بالخير الوافر والرخص . ولكن قبل موسم الحصاد ، هبت رياح سموم لافحة أحرقت الزروع فضلا عن موجات البرد القارص حتى جمد نهر دجلة ، وتعذر جلب الحنطة من بغداد وديار بكر ، فازداد الضيق بالناس ، حتى اضطر بعضهم الى اكل لحوم الحيوانات النافقة ، ومات خلق كثير جوعا ووجعا لأكلهم الجيف( ) . وفي عام 1896-1900م غزا الجراد الموصل فاتلف زروع قريتين في اطراف الموصل الشمالية باستثناء قرية جكان (حاليا غمرت هذه القرية بمياه سد الموصل) . وبسبب ذلك ، تأخر المزارعون في هذه القرية عن زراعة محصول القطن وكان مقدار المزروع منه عشرة وزنات من حب قطن وبسبب غزو الجراد ، تأخر زراعة القطن في الموصل على نحو عام . اما في عام 1906م فقد تفشى مرض (ابو هدلان) في قرى الموصل الذي اخذ يصيب الماشية ولا سيما الابقار ، وحال اصابة الابقار بهذا المرض ، يضطر المربون الى ذبحها مما يؤدي الى ارتفاع اسعار اللحوم وغلائها ، وبالتالي يؤثر في المستوى المعاشي لأهالي الم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

ثورة العشرين الأسباب والنتائج

بيوتات الكاظمية في العهد الملكي

الكاظمية المقدسة في العهد الملكي

تاريخ العملة العراقية :منذ عهد الملك فيصل الاول وحتى بداية العهد الجمهوري

محاولة تقديرية لجرد أسماء الضباط الأحرار في العراق

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram