TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بلموندو وابو مازن ومصائب أخرى

العمود الثامن: بلموندو وابو مازن ومصائب أخرى

نشر في: 7 سبتمبر, 2021: 11:45 م

 علي حسين

عرفت السينما عبر تاريخها الذي تجاوز القرن بسنوات، الكثير من النجوم الذين ملأوا الشاشة سحراً وأناقة وأفكاراً، من العبقري شارلي شابلن إلى سبينسر تريسي يقدم لنا عجوز همنغواي يصارع البحر باسماً رافضاً الاستسلام إلى اليأس، إلى كيرك دوغلاس في وسبارتاكوس كواحد من أبرز أبطال الثورات الطبقية، مروراً بريتشارد برتون يعلن احتجاجه على الماضي،

ولن ننسى عراب السينما مارلون براندو والوسيم آﻻن ديلون ديلون، واسماء كثيرة ملأت حياتنا بالبهجة ، وكان منهم جان بول بلموندو الذي رحل عن عالمنا قبل يومين لتقرر فرنسا أنها ستقيم تكريماً وطنياً لنجمها المحبوب ، والذي وصفه الرئيس الفرنسي بالكنز الوطني .

سيقول البعض يالك من كاتب رعديد تنسى أننا في بلد تتحوّل محافظاته كل يوم بقدرة وكفاءة مسؤوليها إلى محافظات"فاشلة"، مسموح فيها سرقة المال العام، وتفشي الرشوة والمحسوبية ومعها المخدرات "الصديقة"، وممنوع فيها صوت الاحتجاج لأنه رجس من عمل الشيطان!. وأتمنى عليكم أن تعذروني فقد كنت أنوي الكتابة عن التضحية والإيثار الذي قدمه السيد عادل عبد المهدي وهو يواجه المؤامرة "الإمبريالية" مثلما أخبرنا عدد من النواب في أحاديث بعضها مضحك ومعظمها يدعو إلى الرثاء، فالرجل اليوم غارق في البحث عن المتآمرين، فيما غالبية الناس لا تزال تضرب أخماساً في أسداس ولم تعد تعرف من قتل أكثر من 700 متظاهر؟.

لماذا ندعو الناس إلى الانتخاب؟ هل من أجل المفاضلة بين عبد الحسين عبطان والخبير الأمني محمد الكربولي؟! ماذا حدث بعد تسعة عشر عاماً من ممارسة الديمقراطية في بلاد الرافدين؟ حدث أنّ العشائر قررت أن تفرض سلطتها بالقاذفات!

لا أدري ألم تتعب أحزابنا "الموقّرة" من الشعارات والكلمات المتقاطعة مثل الإصلاح والتغيير؟ أيها السادة اسمحوا لي أن اقترح عليكم اقتراحاً ساذجاً لا تعقيد فيه ولا شعارات، لماذا لا تنسوا مصطلحات الشفافية والديمقراطية والاستحقاق الانتخابي، لنؤسِّس لدولة لا مكان فيها لأحزاب طائفية ومؤسسات فاشلة .

ياسادة القضية لا تحتاج إلى بيانات وشعارات ومزايدات فقط لو تتركون إدارة البلاد لأناس أكفاء يستطيعون أن يرسموا البسمة والثقة على وجوه الناس. ولا إلى تهديد ووعيد. يحتاج فقط إلى صدق في مواجهة النفس وفي الاعتراف بالفشل.

لذلك، أنا حزين لغياب جان بول بلموندو أكثر من حزني على إصرار البعض على حرمان الشعب العراقي من عبقرية أحمد الجبوري "أبو مازن" لأنني في الحالة الأولى افتقدت ممثلاً أخّاذاً ، كان علامة من علامات بغداد ، حين كنا نصطف لمشاهدة صوره معلقة على جدران سينما غرناطة ، التي تحولت بفضل " الشفافية والاصلاح " الى مكب للنفايات ، أما في الحالة الثانية فإن نموذج ابو مازن يثير الأسى والضحك .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram