اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مباراة كرة قدم أم فيلم الرسالة ؟!

العمود الثامن: مباراة كرة قدم أم فيلم الرسالة ؟!

نشر في: 8 سبتمبر, 2021: 10:54 م

 علي حسين

أعتذر مقدماً، لأنني أتحدث في هذه الزاوية عن كرة القدم، بعد أن صدعت رؤوسكم بأحاديث عن طرائف الساسة وعجائبهم، وكنت أعيد وأصقل في حكايات الكتب وروايات الماضي، ولكن ماذا يفعل كاتب مثلي وهو يرى أن البعض يعتقد أن مباريات لكرة القدم يقف عليها مستقبل البلاد، ماذا أفعل حين أجد مَن يتحدث عن فشل الرياضة ، وهو يعيش كل يوم في غابة كثيفة من الفشل والخراب تبدأ بالخدمات ولا تنتهي عند التعليم .

لست ضليعاً في شؤون الرياضة، مثل الظاهرة مؤيد البدري الذي ترك التلفزيون عام 1993، لتستولي عليه برامج الردح السياسي التي انتشرت في الآونة الأخيرة، بعد ان تحول مقدمو البرامج إلى فلاسفة سياسيين واجتماعيين ينافسون المرحوم كارل ماركس. ولكني أعرف أن ما جرى هو منافسة في مباراة كرة قدم ينبغي وضعها في إطار سباق رياضي بعيداً عن الشعارات الحماسية مثلما فعل رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم وهو يعلق على فوز المنتخب الإيراني على نظيره العراقي بأن "الفوز على العراق كان هبة من الله للأمة الإيرانية"، مضيفاً، "لقد رأينا يد الدعم الإلهي والإرشاد والرحمة، في نظام الوجود والإيمان والثقة بالله". وكأن الرجل يعيش أحداث فيلم الرسالة ، ويتصور أن في العراق أقوام تنتمي إلى كفار قريش.

الحماس للفرق الوطنية مطلوب والحلم في الفوز حق مشروع للجميع، لكن القضية في البداية والنهاية هي منافسة رياضية ينبغي وضعها فى إطارها الصحيح، بعيداً عن "الهبة الإلهية"، وعبارات مثل "نظام الوجود والإيمان"، وكأن الفريق العراقي لم يدخل الإسلام بعد. في المقابل وجدنا صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في العراق تكيل التهم مع أطنان من الشتائم على لاعبي الفريق العراقي، وكأننا ضبطناهم وهم يخونون الوطن، صحيح أننا شاهدنا فريقاً يترنح في الملعب، وبدا افراده أشبه بمجموعة من المتنزهين، ويمكن أن تقول ما شئت عن أداء الفريق وانعدام الروح الرياضية وغياب إرادة الفوز، لكن ليس من حقنا ان ننهش بسمعتهم بهذه الطريقة، فهذا أمر مثير للاشمئزاز، وكاننا نسينا أنهم أنفسهم الذين اعتبرناهم قبل أيام جنود العراق الأشاوس، والمدافعين عن الوطنية "والغيرة العراقية".

للأسف البعض يعتقد أن فوزنا في مباراة لكرة القدم، يمكن أن يضعنا في مصاف الدول العظمى، وينسى أننا حتى هذه اللحظة نستجدي الكهرباء، ومدننا في المراكز الأولى لأسوأ المدن أمناً وخدمات ورفاهية.

أيها السادة لا مفاجأة على الإطلاق، في أن نخسر مباراة لكرة القدم، ألم نحصل كل عام على المركز الأخير بين البلدان التي تعيش في رفاهية، وهذا العام وبحمد الله تغلبنا على أفغانستان في التطلع للمستقبل، ما المفاجأة فى بلد استقال من التاريخ والجغرافيا والسياسة بمحض إرادته، وقرر الجلوس فى مقاعد المتفرجين والمشجعين؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram