يوسف فعلإذا أردت ان تنجح في إدارة مشروع رياضي فعليك اتباع الخطوات الهادئة والمستقرة وفق تخطيط مسبق للوصول الى الهدف المنشود، لكن هذه المقولة لا تلتقي بنقطة مع ما يحدث لدينا في الوسط الرياضي من الفوضى الإدارية والتصرفات غير المسؤولة لرؤساء الأندية والانتشارالعبثي للأندية بشكل غير معقول
بحيث أصبحت الأندية حملا ثقيلا على الرياضة بدلا من ان تكون منبعا لتخريج الطاقات الواعدة واكتشاف المواهب الفتية ورفدها للمنتخبات الوطنية. ولم يقتصر التوسع على الأندية الأهلية ، وانما شمل اندية المؤسسات التي تشظت بصورة مفاجئة الى أندية شبه وهمية اقل حجما وتأثيرا من الأندية الأم ، وهذا التوسع الأفقي غير المنظم او المدروس أرهق رياضتنا وادخلها في دوامة لا مخرج منها وبات من الصعب السيطرة على مقاليد الأمور، وجعل الأندية تغير بوصلة عملها الى أسلوب جديد لا يمت الى طبيعتها بصلة بعد ان تحولت اغلب واجهات الأندية الى ركام ومحال لبيع الخضراوات والسكراب ، وبدلا من معالجة القضية ودراستها بصورة علمية وبتأن لوضع حد لها وإعادة مسار الاندية الى جادة الصواب، استمر مسلسل انتشار الاندية في مختلف مناطق البلاد وسط سكوت مطبق من أصحاب القرار الرياضي ، وهذه الأندية لا تمتلك المقرات المناسبة او الملاعب الخاصة بها وتعاني قلة الموارد المادية وتعتاش على منح وزارة الشباب والرياضة ، وكل ما تملكه بناية متهالكة في ارض مهجورة معلقة عليها لافتة باسم النادي مكتوبة بخط بائس، واعضاء الهيئة العامة لتلك الأندية تتكون من اقارب ومعارف رئيس النادي واعضاء الادارة .ولم تقدم تلك الأندية الآيلة للسقوط الفقيرة فنيا وماديا اية خدمة للرياضة ، بل أنها أسهمت بدق اسفين في إيقاف دعم عدد من الاندية المستحقة لتوزيع المنح بالتساوي من دون وجود ضوابط معينة تميز هذا النادي او ذاك ،وغاب عن اذهان القائمين على الاندية الرياضية ان كثرتها تولّد افرازات وسلبياتها غير منظورة على المدى البعيد ، وفوائدها قليلة، والاغرب ان المشكلة تفاقمت في جميع المحافظات ومنها امتدت الى مراكز الاقضية والنواحي والقرى فعدد الأندية المتزايد جعل من الصعب دعمها جميعا ،وولد ذلك مشكلات، لها اول وليس لها آخر، زاد من مآسي رياضتنا التي تعاني اصلا ادران الماضي ومخلفاته التي لا تحصى!وازاء تلك المعطيات لابد من اعادة جدولة الاندية وتحديد المعايير الخاصة للموافقة على تأسيسها وفق ضوابط تتناسب مع متطلبات تطور الرياضة ومنها إلزام النادي ايجاد مقر لائق له وملاعب متنوعة جيدة لمختلف الألعاب ورصيد مادي يغطي تكاليف مشاركاته في البطولات المحلية وتطبيق الأساليب الصحيحة في التعاقد مع اللاعبين وغيرها من مستلزمات نجاح مسيرتها، ويمكن دراسة اسباب تطور الاندية في الخليج العربي واندية الجوار للفائدة من الامور الايجابية التي تتلاءم مع طبيعة مجمتعنا لان العمل بالأسلوب الحالي أكل عليه الدهر وشرب وأصبح من الذكريات، ولا يخدم الرياضة التي تصرف عليها الملايين من دون ان تعطي ثماراً بسبب غياب آلية العمل الواضحة للأندية لإتباع المجاملات في التعاطي مع الرياضة.لا يمكن ان تتطور الرياضة من دون النهوض بواقع الأندية والارتقاء بمستواها المادي والبنى التحتية لها مع ضرورة تقليص عددها وفق نظام صارم يطبق على الجميع من دون استثناء لان تحقيق الانجاز ليس بكثرة العدد وانما بالعمل وتسخير الجهود لكسر المستحيل والصعود على منصات التفوق.yosffial@yahoo.com
نبض الصراحة: أندية متهالكة
نشر في: 6 يونيو, 2010: 05:30 م