علي جابر في مدينة الصدر وقبل مدة من الزمن، فقدت عائلة طفلها البالغ تسع سنوات من العمر.جريمة الخطف ترويها الام قائلة: طرقت الباب امرأة بحجاب يخفي وجهها وطلبت مني ان اشير لها للزقاق المؤدي للمدرسة الابتدائية بدعوى انها لديها طفل فيها تاخر عن المجيء.
رأت طفلي في باب البيت وطلبت ان يكون دليلها، وافقت وذهبت معه، ولم يعد منذ فترة شهر! الان هناك من يتصل بنا لدفع فدية مقابل عودته!مواطن اخر يقول عن الجريمة التي كان ضحيتها:في حوالي الثالثة صباحا، دخل داري في منطقة قريبة من العبيدي، افراد ملثمون يرتدون ملابس الشرطة الوطنية وراحوا يشهرون السلا ح بوجهي و افراد عائلتي، وقاموا بفتح الدواليب وتقليب الفراش والملابس، وخرجوا ورافقتهم الى الباب، اعتقادا مني بانهم في واجب رسمي فلم اشك فيما كانوا يرومون فعله.الزوجة عند دخولي الدار اشارت الى علب الحلي الذهبية المفرغة من محتوياتها ولم تجد مبلغا يزيد على الاربعة ملايين كنا ندخره.اتصلت بنقطة التفتيش القريبة في الليلة نفسها. املي كبير بالقاء القبض عليهم.جرائم عديدة تقع في مناطقنا مستغلة ثغرات، وفوضى لم تكن بهذا الحجم من قبل.هذه الجرائم التي نسمع عنها كثيرة، ومتعددة بعضها ينحو منحى اللصوصية وبعضها جرائم القتل واخرى في الاحتيال والنصب يقول عنها او عن الجريمة بصورة عامة بهذا الشأن المحامي فالح الخزاعي: ارتكاب الجريمة وممارستها يختلف من مجتمع الى آخر ،وبصورة عامة تكثر في المجتمعات الصناعية المتطورة ذات الحياة المتشعبة، وهي من الخطورة بمكان و تنعكس على المجتمع برمته ويقول ايضا : هناك نوعيات من المجرمين منهم العاديون و منهم المحترفون و الذين يتخذون من الجريمة حرفة و مهنة و اسلوبا من اساليب العيش و هناك المجرم بالعادة، و هو الذي يعتاد على ارتكاب الجريمة تحت تأثير حاجة ملحة لاشباعها ولا يقدر على مقاومتها او الكف عنها و مثلهم (المدمنون على المخدرات و المتسكعون و المشردون) و غالبا ما يرتكبون الجريمة غير المنظمة او غير الخطرة و انما لسد حاجاتهم،في حين هناك المجرم المحترف الذي ينظر الى هؤلاء المجرمين نظرة ازدراء و احتقار و يرى نفسه اعلى منهم و يتصف بعض المجرمين بالذكاء و المكر ايضاً . من جانبه يقول الباحث القانوني ناجي علوان داود:ان المجرمين يعتادون السكن في مناطق سكنية رخيصة حيث تنعدم الرقابة الاجتماعية و لا اثر للمؤسسات المهتمة بالثقافة وحقوق الانسان والتي يمكن لها ان تبث الوعي المجتمعي ،يتنقلون من مكان الى آخر، و لا يرغبون في الاستقرار او شراء عقارات سكن ضمن المناطق السكنية لان الناس تنفر منهم و تبتعد فهم يتواجدون في اماكن بعيدة عن الانظار، او عشوائية لايعرف فيها الجار جاره، يخططون لارتكاب الجرائم ولهم اساليبهم الخاصة في الترويج عن انفسهم بطرق خاصة ايضا ،لا يميلون الى ارتياد الاماكن التقليدية، و لا يتصلون بالاخرين من المجتمع الا في حدود ما يحتاجه نشاطهم الاجرامي، و الا فأنهم لا يطمحون الا بلقاء اقرانهم و مجالسة من يشبههم في الحانات او الملاهي الليلية ، في هذه اللقاءات يشعرون بالانتماء و تأكيد الذات ، لا يعرفون حياة اسرية مستقرة و لا يريدون زوجة، او اولاد لانها تشكل عبئاً عليهم و تتعارض مع مفاهيمهم الخاصة لان علاقتهم بالاخرين قائمة على عدم الثقة و استغلالهم الى ابعد حد انها حياة تبادل المنافع لهذا فالمجرمون لا يتزوجون و ان تزوجوا كانت نتيجة هذا الزواج الفشل فالمجرم له علاقات غير شرعية كثيرة . المواطنة راجحة ابراهيم تساهم معنا بالقول: هناك العديد من المصطلحات و الالفاظ التي يتعامل بها المجرمون و هي اللغة الدارجة بينهم في عالمهم الاجرامي و هي ككل لغة للتواصل لتحقيق التضامن الاجتماعي او التكافل الاجتماعي بين افراد الجماعات الصغيرة و هذا ينطبق على كل مهنة او طبقة اجتماعية حين تشيع بين افرادها مصطلحات خاصة اذا سمعها الاخرون حسبوها تعني معاني آخرى غير ما اريد لها فهي بمثابة (الشفرة) و الجريمة اليوم قائمة على التخطيط و الاتقان و المهارة و بالنهاية يؤدي الى بناء (الشخصية الاجرامية) . القانوني ناصر خالد راضي قال: غالبا ما يعمل المجرمون ضمن جماعات عمل منظمة بعضها دائم و بعضها موسمي ينتهي بإنتهاء اغراضه و يعمل الجميع تحت قيادة احد الافراد و الولاء المطلق في عالم الجريمة هو الاساس لاستمرار العيش للبعض وعندما تهيأت مناطق عشوائية ينطلق منها القتلة واللصوص لغياب الرقابة عنهم لذلك الجرائم التي تم ذكرها في مدينة الصدر والعبيدي تجد قربها مناطق عشوائية وغيابا للدولة ممثلة بمراكز الشرطة، والدوريات التي لها الدور في الحد منها.من جانبي اتعاطف مع هذه الام المسكينة واتمنى من اجهزتنا الامنية ان تعمل جاهدة وتعيد لها طفلها.
فـي المناطق الفقيرة ..الجريمة.. وجوه متعددة!
نشر في: 6 يونيو, 2010: 05:44 م