إياد الصالحي
مخاض عسير يواجهه تصويت الهيئة العامة لاتحاد كرة القدم بعد غد الثلاثاء، الرابع عشر من أيلول الجاري، لاختيار مجلس إدارة جديد يقود الكرة العراقية بجميع مفاصلها للدورة الانتخابية (2021-2025) وتسمية الرئيس "الشرعي" الثالث بعد حسين سعيد 2004 وعبدالخالق مسعود 2014،
حيث تم إبطال دورة ناجح حمود 2011 بقرار محكمة كأس الدولية، فيما قدّم عبدالخالق مسعود الفائز بانتخابات 2018 إستقالته مع زملائه طواعية وأنتُدِبَتْ هيئة تطبيعية من قبل الاتحاد الدولي للعبة قُبيل حسم المحكمة الدولية الإجراءات الانتخابية التي طعن بها الكابتن عدنان درجال مع عشرة مرشّحين معترضين.
وبرغم المدّة القليلة المتبقية على بدء عملية الاقتراع، لم يزل البعض يحصر تفكيره في اسم المرشّح الذي يمتلك فرصة الفوز بالرئاسة أو أحّد النائبين أو العضوية، ومع تقديرنا للجميع في نيل ثقة الهيئة العامة، إلا أننا غير متفائلين بإحداث تغيير جذري في منظومة كرة القدم، وهي تتلقى استمارات مرشّحين جُلّهم جُرِّبوا سواء في عمل الاتحاد نفسه أم الاتحادات الفرعية أم الأندية، ولم ينجحوا في تحسين الواقع العام الذي ظلّ يجري برتابة لمواكبة الأنشطة المحلية والدولية، ويُراد له الاستمرار على هذا المنوال إذعاناً للمصالح الانتخابية التي تفرض المساومة العلنية (الصوت المرهون بالاسم المضمون)!
عذراً، طوال ثمانية عشر عاماً، لم يشهد أي مؤتمر انتخابي لكرة القدم تقديم المرشّح نفسه لما يحمله من افكار لتطوير اللعبة بشكل استثنائي عمّا مرّ من مؤتمرات، فما أن يأذن رئيس اللجنة الانتخابية ببدء عملية الاقتراع التي لا تأخذ سوى ساعتين أو ثلاث أو أربع حتى تنتهي ويفرّغ الصندوق من أوراق أعضاء الهيئة العامة وتُجمَع أصوات كل مرشّح ويُعلن عن اسماء الفائزين لأربع سنوات، بينما يبرز السؤال الوجوبي ألا تستحق السنوات الأربع التمهّل لمعرفة مزايا كل مرشّح خلال مؤتمر تحديد مصير قيادة الاتحاد؟
تقاليد متكرّرة قُبيل كل مؤتمر انتخابي لاتحاد الكرة، يتم التركيز في منح الصوت للمرشّح على مدى علاقته بالهيئة التي يتحوّل اعضاؤها الى مخاتير تزكية ما أن سألتَ أحدهم عن سبب اختياره الرئيس حتى قال لك (خوش شخصية) وذاك النائب (حبّاب ومرتّب) والعضو الفلاني (ابو الكلفات) وتخرج محدّثاً نفسك هل دخلت في قاعة لتحليل السلوك أم لاتخاذ قرار حاسم تتوقّف عليه مسيرة اتحاد كبير يؤثّر في مشاعر ملايين الناس وهي تترقب منجزات وطنية على صعيد المنتخبات والأندية ورموز التمثيل في الاتحادين الدولي والآسيوي؟!
من دون شك، نزاهة المرشّح وحُسن سلوكه وأمانته وغيرته في الدفاع عن حقوق بلده، من مُسلّمات التفضيل بينه وبين منافس ربما يعاني نقصاً في إحداها، لكنّنا يجب أن نتوقّف عن دعم أي مرشّح بدءاً من الرئيس الى آخر عضو يحضر قاعة الانتخاب باسمه فقط ولا يمتلك أدنى درجات الثقافة والخبرة والإدراك بواجباته الانسانية والإدارية ليشكّل علامة فارقة في مجلس إدارة الاتحاد المُنتخب!
يجب أن يبقى تاريخ المرشّح كلاعب أو مدرب خارج القاعة، ولن يؤثر على صوت الناخب، والصحيح أيضاً أن يكون صوته مُجلجلاً بأفكار تَعِد بنقلة مفاجِئة تُحدّث نظام الدوري الممتاز، وترتقي بآلية تحضير الفرق الوطنية، وتطوّر الملاكات التدريبية والتحكيمية والإدارية ،وتسمّي خبراء أجانب معروف عن خبراتهم الاحترافية في أوروبا وغيرها كي يباشروا برسم ستراتيجية فنية لجميع اللجان، وترفع الأيدي المحلية عنها مهما كانت مُلمّة بسنوات العطاء إذ لم تعد قادرة على جعل اتحادنا منافساً بشؤونه الإدارية أضعف اتحاد عربي في المنطقة، ليس طعناً بالكفاءات الوطنية، بل للخلاص من المجاملات والضغوطات التي أضعفت دور اللجان وصلاحيات مسؤوليها وأفردت حيازة القرار لشخص واحد وربّما لمكالمة متنفّذ!
رئيسان ونائبان وستة وعشرون مرشّحاً للعضوية لم تحدّد لهم معايير الترشيح الفنية والإدارية المسبوقة التي تكشف مدى مؤهليتهم لنيل الثقة في إجراءات انتخابية لن تكون شكلية كل مرّة تحسمها جلسات السمر لعقد التوافقات والصفقات في أحد الفنادق عشية التوجّه لقاعة المؤتمر، بل ليحسب المرشّح ألف حساب إذا ما تجرّأ بكتابة اسمه على استمارة خوض الامتحان الانتخابي بكفاءة عالية أو يحترم قدر نفسه وينسحب .. ويمتنع عن ذلك!