علي حسين
ماذا يحصل لنا نحن معشر الكتاب عندما نرى العالم يتغير بين ليلة وضحاها، بينما نحن منشغلون بتصريحات المرشح للانتخابات عن الموصل "حروش الجربا" الذي أعلن أنه لن يتقبل النقد والمحاسبة عندما يصبح نائباً، لأن قانون القبيلة لا يسمح بالنقد لشخصية مهمة مثل "حروش"؟ .
تخيل جنابك أن عالية نصيف لا تريد مغادرة قبة البرلمان من أجل استمرار "وهج" الديمقراطية العراقية، طبعاً لم تنس السيدة عالية ان تحذرنا من الاقتراب من صورها، فهي ستقف بكل شجاعة أمام المؤامرة الإمبريالية الماسونية التي تحارب كفاءة "بحجم" و"وزن" عالية نصيف. ماذا تفعل عزيزي القارئ عندما تجد مرشحين لا يفرقون بين المواطنة و"الطماطة"؟، ماذا تفعل وأنت ترى القوى المدنية عاجزة عن مواجهة أحزاب السلطة بعد عشر سنوات من الاحتجاجات التي انطلقت عام 2011 وراح ضحيتها مئات الشهداء ..وان عيون البعض من " المدنيين " على الحكومة في الليل وعلى الاحتجاجات في النهار .
كتبت من قبل مقالاً عن انتفاضة الشعب التونسي ضد حركة النهضة قلت فيه: كنت أخشى على أشقائنا في تونس من شعارات تنادي بدولة القانون، لأنها شعارات براقة سرعان ما يلتف الساسة حولها فيفرغونها من مضامينها الحقيقية، فينتشر الفساد المالي والإداري وتكشر المحاصصة عن أنيابها لتتقاسم الأموال والمنافع لتحرم الشعب منها. فما مر بتونس مر بالعراق من قبل حيث قام الساسة عندنا قبل الانتخابات برفع شعارات الخطاب الوطني، ومقولات مثل المنصب للكفاءات، والدولة لخدمة المواطن، والعدالة الاجتماعية للجميع. فما الذي حدث بعد ذلك؟ قرر أشاوسة حركة النهضة بقيادة الغنوشي نسف اللعبة الديمقراطية بأكملها والانقلاب على هذه الخطة، والعودة بالبلاد إلى زمن " الانتهازية " ، ودفع شعب تونس ضريبة شعارات أحزاب السلطة مثلما دفعنا وتحولت تونس من دولة للقانون إلى حلبة للصراع.. ليجد الشعب التونسي مثلما المصري الذي انخدع بجوقة محمد مرسي والليبي الذي تعبث به الميليشيات المتطرفة، وقبلهما العراقي أنفسهم أمام ساسة لا يجيدون غير لعبة "غزو المناصب" وبيع الوهم للناس، من خلال المتاجرة بالدين للوصول إلى كرسي الحكم.. بعد سنة واحدة في مصر وعشر سنوات في تونس ومثلها في المغرب، وأكثر في العراق، اكتشف الشعب المغربي أن حزب العدالة والتنمية أحد فروع الأخوان المسلمين في بلاد المغرب فاشل بامتياز.. يريد مسؤولوه أن يبيعوا الكذب لمدة عشر سنوات جديدة عجاف على أنه منجزات، مستغلين حاجة الناس إلى الأمن والخبز والاستقرار.. وأن أحزابهم ولاؤها للجماعة وليس للوطن، وأن من يعارضهم ينفذ أجندة أجنبية تريد نشر الفسوق والكفر.
كشفت لنا الانتخابات الأخيرة في المغرب، والخسارة المدوية للحزب الحاكم، حزب العدالة والتنمية ، أن مثل شعارات العدالة والتنمية مجرد اكاذيب هدفها نشر الإحباط وقتل الأمل في النفوس.
جميع التعليقات 1
كاظم مصطفى
هو حال احزاب الاسلام السياسي الشيعي والسني احزاب خربه لتخريب اي منجز حضاري