ساطع راجي/المدى
عوامل كثيرة دخلت على خط الانتخابات النيابية المرتقبة في بلاد لا يمر عليها يوم واحد دون مستجدات، وأهم مؤثر جديد هو قانون الانتخابات، ومع ذلك فالرأي الغالب هو ان الانتخابات لن تحدث تغييرا كبيرا في تركيبة البرلمان أو الحكومة مع حفاظ القوى التقليدية على قوتها، وشكك مراقبون في تصريحات لـ"المدى" في قدرة المرشحين الفرديين على احداث تغيير مهم.
وفي هذا السياق يقول د. باسل حسين رئيس مركز كلواذا لقياس الرأي العام ان "شكل البرلمان القادم سيكون على نحو مركب فهو سيتضمن تحالفات واحزاب القوى التقليدية التي اعتدنا على ان تكون حاضرة في البرلمان من جهة وايضا قوى تدخل لأول مرة لاسيما في المشهد الانتخابي الشيعي من جهة أخرى".
وأضاف حسين لـ"المدى" قائلا "كما سنشهد دخول الاحزاب السياسية ذات التوجه الولائي وصاحبة السلاح إلى جانب الاحزاب والشخصيات الشبابية التشرينية التي وقفت في تقاطع معها، فضلا عن دخول المرشحين الأفراد كرقم مهم داخل البرلمان القادم مع تصارع الائتلافات والاحزاب السياسية على ضمهم إليها".
وتابع حسين"السمة الأخرى التي سيتصف بها البرلمان هي غياب الأرقام الكبيرة وتوزع المقاعد على نحو أفقي مما يعطل تشكيل الحكومة او يؤخرها على نحو كبير، ولاشك ان الصدمة ستكون حاضرة للكثير فوزا أو خسارة".
* الطائفية دخلت من الشباك
من جانبه، يتوقع الاعلامي عبدالهادي مهودر في حديثه لـ"المدى" ان " البرلمان المقبل لن يشهد تغييرا جوهريا وربما لايسمح حتى قانون الانتخابات الجديد باجراء تغيير شامل وكبير في الخريطة، اما زيادة ونقص اعداد مقاعد الكتل فهي طبيعية ان حصلت ويتحكم بها مستوى ونسبة المشاركة في الانتخابات وهي جزء من اللعبة السياسية".
واضاف مهودر "الموازين التي بنيت على التوافق الطائفي والقومي لن تتأثر كثيرا الا ظاهريا لكونها دخلت من الشباك بعناوين اخرى، وبلا شك ستدخل وجوه جديدة بدل القديمة في عملية تجميل مطلوبة، والتنبؤ صعب ومفتوح على كل الاحتمالات لأن الاحداث التي تسبق اجراء الانتخابات ستؤثر ايضا في خيارات الناخب ومشاركته حتى الليلة الاخيرة".
واستدرك "المهم اكثر من شكل البرلمان هو شكل واعضاء الحكومة المقبلة التي ليس للناخب رأي فيها".
* دور المقاعد السنية وقوائم الظل
من جهته قال الكاتب عبدالامير المجر لـ"المدى" إنه "من الصعب تخيل شكل واضح للبرلمان القادم، لان قانون الدوائر المتعددة سيجعل من احجام بعض الكتل اخف بكثير مما كانت عليه، وربما يرفع من احجام اخرى، لكن هناك اسلوبا في غاية الخبث والمكر السياسي اتبع هذه المرة، وقبلها بشكل اخف، وهو اسلوب قوائم الظل، ان جازت التسمية، اي قوائم كبيرة او معروفة، باتت تشكل قوائم اخرى باسماء مختلفة لكي تزيد من غلة مقاعدها، طبعا بعد الانتخابات، حيث تلتئم هذه في التحالفات القادمة".
واضاف المجر "هذا الأمر يجعل تصور الاثقال المتوقعة صعبا، لكن المؤكد انه سيختلف عن السابق ـ واعتقد ان المقاعد السنية ستزيد حتما بسبب قانون الدوائر المتعددة وستكون رقما صعبا في المعادلة الجديدة، لكن الرهان يبقى على من يستطيع عقد تحالفات مع الكرد، او مع اي من القوتين الكبيرتين، لانه سيضمن الكتلة الاكبر اذا ما ضمت الكتلة قوى شيعية طبعا، لتكون هناك كتلة وطنية، تستطيع ان تشكل الحكومة، وهو ما يجري التنافس عليه الان من قبل الكتل القوى الشيعية".
وإستدراك المجر أيضا "يبقى هذا رهن نتائج الانتخابات التي نعتقد انها ستاتي بمفاجآت غير متوقعة للجميع".
*فائزون بلا تأثير
وتوقع الناشط السياسي د. علي العنبوري ان لايشهد البرلمان المرتقب تغييرات حقيقية.
وقال العنبوري لـ"المدى" "ان التشكيلة النيابية الاساسية لم تتغير منذ أول انتخابات، ولا يمكن لهذه الانتخابات ان تحدث تغييرا جذريا مع امكانية حدوث تغيير شكلي بسيط، بينما الكتل الشيعية والسنية والكردية ستبقى في نفس ثقلها الحالي وستتحصل على نفس العدد تقريبا من المقاعد مع زيادة او نقصان غير مؤثرين في تركيبة او طريقة اداء البرلمان والبلاد".
وتوقع العنبوري "حصول كتل جديدة على خمس او عشر مقاعد لمنح الشكل السياسي شرعية أكبر لكنهم سيذوبون في القوى الكبيرة لاحقا او انهم لن يقدموا اداء مختلفا عن بقية مكونات البرلمانات".
