بغداد/ أفراح شوقيارتفاع درجات الحرارة والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي اعاد الى السوق تجارة المهافيف، حيث انتشرت مهفة الخوص في العديد من المحال والاسواق الشعبية. (أخيرة المدى) تجولت في أشهر مناطق صناعة المهافيف
وسط سوق الصدرية الشهير في باب الشيخ، حيث يزود هذا السوق بقية مناطق بغداد وبعض المحافظات القريبة وعند سؤالنا عن اشهر صانعي مهافيف الخوص، كان الجواب واحدا هو (ام حسن) امراة تجاوزت الستين من عمرها، تنسج الخوص بمهارة وسرعة وقربها اكوام كثيرة من المهافيف المنجزة بعضها ملون والآخر بلون الخوص الأصلي، سألتها عن عملها فقالت: اعمل في مهنتي هذه منذ ثلاث سنوات،وهي تدر علي وارداً اساعد به في مصروف البيت فراتب زوجي العامل في الأمانة لا يكفينا ونحن عائلة من ثمانية افراد وتضيف ام حسين: اتفقت مع صاحب احد المحال على تزويدي بالمواد الخام للعمل مقابل ان أنجز عملي هنا في بيتي، وكل يوم انجز تقريبا (10-15) مهفة، وكذلك (الحصران) والزنبيل والمكانس ومطابق الخبز وحسب الطلب. زميلتها ام مرتضى التي تمتهن هذه المهنة منذ سنوات قالت: اعمل في صناعة المهافيف منذ سنوات طويلة وكانت مربحة ايام زمان حيث لامبردات ولامراوح لكنها في السنوات الاخيرة عاد الطلب عليها وذلك بسبب انقطاع الكهرباء عن معظم المناطق. وعن كيفية صناعة المهافيف قالت ام مرتضى: نقوم أولا بتخريط الخوص و(تفليسه) تقشيره، وتقسيم الخوصة إلى قسمين متصلين من الأسفل ثم يترك حتى يجف ثم نقوم بتنقيعه بالماء بحدود نصف ساعة لكي يتم العمل به بسهولة، ونعمل على تلوين الخوص احياناً بأستخدام الملونات الصناعية وتثبيتها بالحرارة، وهو ما يزيد من جمال المهفة, اما محصولي اليومي من عملي فمعدله 5الاف دينار تزيد اذا ما ضاعفنا نتاجنا، ويبلغ سعر المهفة الواحدة منها250 ديناراً. في ركن بالقرب من جسر الشهداء افترش ابو خضيراحد اشهر صانعي مهافيف الخوص في منطقة الصدرية اقتربنا منه فوجدناه منهمكا ينسج باتقان غير مبال بدرجة الحرارة المرتفعة، سألناه عن مهنته فقال: اكتسبت الحرفة من والدي وجدي، والصناعات التي اجيدها لا تقتصر على المواد المنزلية بل هناك صناعات للاستخدام خارج أعمال المنزل، بالامس كان معظم مقتني هذه الصناعات يأخذونها للديكور أما الآن يزداد تسويقنا لهذه الصناعة في فصل الصيف وخصوصا (القبعات والمهافيف) وسابقاً كان يرتاد محلاتنا السياح والاجانب حيث يقتنونها كرموز تراثية وهناك شخصيات عراقية تشتري كل ما يذكرهم بحياة البغداديين البسيطة.المهفة التي ارتبطت بذاكرة اهل بغداد منذ بدايات القرن الماضي كونها بديلا لاجهزة التبريد التي لم تكن مكتشفة انذاك، عادت اليوم الى الواجهة لتنافس جهاز التكييف والمبردات والمراوح التي غابت عنها الروح واصبحت مجرد ديكور منزلي والسبب الحب الكبير الذي تكنه وزارة الكهرباء للمهفة وصانعيها.
مع إرتفاع الحرارة وشح الكهرباء.."المهفـة" تتربع على عرش أجهزة التكييف
نشر في: 6 يونيو, 2010: 06:53 م