TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نكتة بناء الوطن!!

العمود الثامن: نكتة بناء الوطن!!

نشر في: 14 سبتمبر, 2021: 11:56 م

 علي حسين

يحتاج كاتب مثل جنابي محاصر بأخبار محمد الحلبوسي وحزبه المدني ، إلى أن يضحك وهو يرى ويسمع ان معظم المرشحين ومعهم كتلهم السياسية رفعوا شعار "نريد بناء الوطن".

أنا ومثلي جميع العراقيين لاعلاقة لنا بالتأكيد بمشروع "بناء الوطن!!"، فنحن علينا أن نبقى على الهامش مثل ما أخبرنا أحد النواب " مشكورا " وبكل ثقة أنه ليس من حق المواطنين أن يحددوا من هو رئيس الوزراء ومن هو رئيس الجمهورية، وأضيف إلى "معاليه" أنه ليس من حقنا حتى المطالبة بأن تكون لنا حصة في هذا الوطن، ففي النهاية نحن مواطنون لا يعجبنا العجب، بدليل سعينا إلى تهديم الوطن عندما تعاطفنا مع احتجاجات تشرين. في كل مرة نشعر كعراقيين بأننا مدينون بهذه الهمة لمعظم نوابنا فليس مطلوباً منهم أن يخرجوا علينا ليخبروننا أن الإمبريالية الأمريكية منعت إقامة مشاريع خدمية في العراق.

تسعة عشر عاماً لم نسمع خلالها سوى بيانات ومؤتمرات تندد بالطائفية وتشتم الطائفيين، وكلما أمعنوا في الكلام عن دولة العدالة الاجتماعية والمساواة التي سيعيشها الناس على أيديهم، كانت المصائب والمآسي تصب على رؤوس العراقيين، لنصحو جميعاً على دولة يعيث فيها فساداً أمراء الطوائف .

من ينسى صراخ النجيفي وهو يحذرنا من النزعات الطائفية الضيقة؟، ولعل كلمات إبراهيم الجعفري السنسكريتية لا يزال صداها يتردد في الفضاء حين طالبنا جميعاً بأن لا نصغي إلى الحكومات التي تنفث في نار الطائفية.. اليوم تثبت الوقائع أن النجيفي والجعفري كانا يضحكان علينا، ومن لايصدق عليه أن يسمع ويشاهد تصريحات المرشحين للانتخابات.

لقد ظل سياسيونا مصرين على اعتقال إرادة العراقيين داخل أسوار الطائفية والإحساس بالخطر من الآخر، وافتعلوا أزمات سياسية محبوكة، بالتوازي مع إشاعة أفلام الرعب من الخطر الخارجي الذي يحيق بأبناء الطائفة، مراهنين على أن المواطن سيلغي عقله، وينصرف تماماً إلى البحث عن غطاء طائفي يحميه من غدر الآخرين.

على هذه الأوتار يعزف الآن مرشحو الانتخابات، متقمصين شخصية حامي الطائفة والمدافع عن مظلوميتها، والساعي إلى تأمين الخائفين وتهدئة المرعوبين.

في انتخابات 2005 وانتهاء بانتخابات 2018 اكتشف الناس، ولو متأخرين، أن سياسيي الطوائف لم يقدموا خلال هذه السنوات الماضية سوى أداء كاريكاتيرياً مضحكاً وأن مرشحيهم كانوا يخبئون دول الجوار تحت ثيابهم، وظلوا حتى هذه اللحظة شركاء في تدمير الشخصية العراقية.

يدرك المواطن ان خفافيش الطائفية، هم جميعاً من أفسد ونهب ، لا فرق بين سياسي طائفي سواء أكان شيعياً أم سنياً ، عربيا كان ام كرديا او حتى مسيحيا من عينة ريان الكلداني ويونادم كنا ، فالجميع شركاء في سرقة أحلام الناس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram