علي حسين
يحتاج كاتب مثل جنابي محاصر بأخبار محمد الحلبوسي وحزبه المدني ، إلى أن يضحك وهو يرى ويسمع ان معظم المرشحين ومعهم كتلهم السياسية رفعوا شعار "نريد بناء الوطن".
أنا ومثلي جميع العراقيين لاعلاقة لنا بالتأكيد بمشروع "بناء الوطن!!"، فنحن علينا أن نبقى على الهامش مثل ما أخبرنا أحد النواب " مشكورا " وبكل ثقة أنه ليس من حق المواطنين أن يحددوا من هو رئيس الوزراء ومن هو رئيس الجمهورية، وأضيف إلى "معاليه" أنه ليس من حقنا حتى المطالبة بأن تكون لنا حصة في هذا الوطن، ففي النهاية نحن مواطنون لا يعجبنا العجب، بدليل سعينا إلى تهديم الوطن عندما تعاطفنا مع احتجاجات تشرين. في كل مرة نشعر كعراقيين بأننا مدينون بهذه الهمة لمعظم نوابنا فليس مطلوباً منهم أن يخرجوا علينا ليخبروننا أن الإمبريالية الأمريكية منعت إقامة مشاريع خدمية في العراق.
تسعة عشر عاماً لم نسمع خلالها سوى بيانات ومؤتمرات تندد بالطائفية وتشتم الطائفيين، وكلما أمعنوا في الكلام عن دولة العدالة الاجتماعية والمساواة التي سيعيشها الناس على أيديهم، كانت المصائب والمآسي تصب على رؤوس العراقيين، لنصحو جميعاً على دولة يعيث فيها فساداً أمراء الطوائف .
من ينسى صراخ النجيفي وهو يحذرنا من النزعات الطائفية الضيقة؟، ولعل كلمات إبراهيم الجعفري السنسكريتية لا يزال صداها يتردد في الفضاء حين طالبنا جميعاً بأن لا نصغي إلى الحكومات التي تنفث في نار الطائفية.. اليوم تثبت الوقائع أن النجيفي والجعفري كانا يضحكان علينا، ومن لايصدق عليه أن يسمع ويشاهد تصريحات المرشحين للانتخابات.
لقد ظل سياسيونا مصرين على اعتقال إرادة العراقيين داخل أسوار الطائفية والإحساس بالخطر من الآخر، وافتعلوا أزمات سياسية محبوكة، بالتوازي مع إشاعة أفلام الرعب من الخطر الخارجي الذي يحيق بأبناء الطائفة، مراهنين على أن المواطن سيلغي عقله، وينصرف تماماً إلى البحث عن غطاء طائفي يحميه من غدر الآخرين.
على هذه الأوتار يعزف الآن مرشحو الانتخابات، متقمصين شخصية حامي الطائفة والمدافع عن مظلوميتها، والساعي إلى تأمين الخائفين وتهدئة المرعوبين.
في انتخابات 2005 وانتهاء بانتخابات 2018 اكتشف الناس، ولو متأخرين، أن سياسيي الطوائف لم يقدموا خلال هذه السنوات الماضية سوى أداء كاريكاتيرياً مضحكاً وأن مرشحيهم كانوا يخبئون دول الجوار تحت ثيابهم، وظلوا حتى هذه اللحظة شركاء في تدمير الشخصية العراقية.
يدرك المواطن ان خفافيش الطائفية، هم جميعاً من أفسد ونهب ، لا فرق بين سياسي طائفي سواء أكان شيعياً أم سنياً ، عربيا كان ام كرديا او حتى مسيحيا من عينة ريان الكلداني ويونادم كنا ، فالجميع شركاء في سرقة أحلام الناس.