TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > وداعا للمنطقة الخضراء.. الامريكان يغادرون سجنهم المميز

وداعا للمنطقة الخضراء.. الامريكان يغادرون سجنهم المميز

نشر في: 6 يونيو, 2010: 08:09 م

 ترجمة: عمار كاظم محمد احتفل العراقيون بنهاية الفترة التي لم يحبوها حينما تخلى الجيش الامريكي عن سيطرته على المنطقة الخضراء المحصنة التي كانت تحكم من خلالها في السنين السبع الماضية. كانت المراسم مختصرة تحت الشمس الحارة في وقت مبكرمن الصباح، وقد اشر الجنود الأمريكيون تلك اللحظة عندما انسحب آخر الجنود الامريكان من نقاط التفتيش التي تحيط بهذه المنطقة في قلب العاصمة يقول احد الجنود"من الآن قد غدت هذه المنطقة مشكلة العراقيين وهم يرحبون بها.
مداخل المنطقة الخضراء كانت تبعد المواطنين العراقيين العاديين عن مركز السلطة على الرغم من دخول الديمقراطية اليهم وكان الكثير منهم يشعرون بالاحباط بسبب تلك الترتيبات الموجودة هناك حتى مع انتخاب رئيس الوزراء الذي ظل يقيم هناك. يقول أحد اعضاء البرلمان"المنطقة الخضراء أكثر من اي شيء آخر تبين لنا لماذا فشل الأمريكان هنا، فقد عاشوا منفصلين عن العراقيين ولم يستطيعوا فهمنا ولهذا السبب ارتكبوا العديد من الأخطاء التي كلفت الكثير من العراقيين حياتهم". ومما هو جدير بالاشارة ان البرلمان يقع في المنطقة الخضراء ايضا كما هو حال مساكن العديد من اعضائه. ان هذا الأمر لا يقوض كثيرا تحليل عضو البرلمان وهي النقطة التي يرى من خلالها القادة العراقيون انه ليس من الضروري الخوف من مغادرة الأمريكان. لقد ظلت المنطقة الخضراء هدفا للهاونات والصواريخ على الرغم من ان تلك الهجمات قد غدت اقل بكثير مما كانت عليه وفي هذا العام تلقت السفارة الأمريكية الكبيرة العديد من مثل هذه الضربات ولذا بقي العديد من مرائب السيارات مغطاة ومجهزة بملاجئ خرسانية. يدعو العديد من الأجانب بقية مناطق العراق خارج سفاراتهم المحمية وثكناتهم ومكاتبهم بالمنطقة الحمراء وهو التعبير الذي يراه العراقيون محيرا او حتى عدوانيا يقول ابو ابراهيم وهو بائع فاكهة"ان اللون الأخضر هو لون الاسلام ولذا يجب أن يكون لنا".حينما سمع القادة الأميركان مثل ردود الافعال تلك بشأن التسميات اطلقوا تسمية"المنطقة الدولية"على المنطقة الخضراء لكن الاسم القديم لم يتغير فقد دخلت تسمية"al-green zone"في اللغة العربية.  كان العراقيون على مدى السنين الماضية مستاءون من فقدان الماء والكهرباء التي يتمتع بها ساكنو المنطقة الخضراء في داخلها بقيت الانارة مضاءة والمكيفات استمرت في العمل طوال فصول الصيف اللاهبة. وكان يمكن رؤية السكان من الاجانب وهم يرتشفون القهوة المستوردة في مقهى"الفاصوليا الخضراء"تحت القباب العالية قبل قيادة سياراتهم من دون خوف من التعرض إلى الاختطاف نحو مسبح الحرية في الهواء الطلق في تلك المنطقة التي دعيت بفينيسا الصغيرة هناك بسبب ممراتها المائية وفي اوقات العشاء كان الدبلوماسيون ورجال الأعمال والحراس الأمنيون كانت لديهم امتيازات خدمة الكحول بمختلف انواعها في نادي بغداد الريفي، لكن في الحقيقة كان القليل من اولئك فقط احبوا الحياة في داخل تلك الغابة الخرسانية المتربة المحاطة بنقاط التفتيش والحيطان الواقية من الانفجارات فهي بالنسبة لهم سجن بنيران الهاونات المقبلة"كما يصفها احد البريطانيين الساكنين فيها سابقا.  اما بالنسبة للايجارات فيها فقد تراوحت صعودا ونزولا بحسب خدمات الترفية والوضع الأمني وبالنسبة للقوات العراقية فلديهم الآن منطقة بمساحة خمسة اميال يسيطرون عليها تماما بينما بعض المتشككين مازالوا يتساءلون فيما اذا كان بامكان تلك القوات ان تضمن أمان وسلامة الحكومة. لكن على أية حال فانه حتى السنة المقبلة فان هناك قوات خاصة اميركية مدعمة بالمروحيات ستبقى في المطار لمساندة الحكومة العراقية المدنية في حالة التعرض إلى أي طارئ. الشوارع في مدينة بغداد مزدحمة دائما بسبب كون الشرايين الرئيسة التي تمر عبر هذه المنطقة مازالت مغلقة وهناك مقترح انه سيتم السماح للسيارات بالمرور عبر شوارع محاطة بالحواجز الخرسانية والتي كانت مقصورة على ساكنيها.  عن: التايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram