متابعة/المدى
تخليدا لشاب محب للعلم من ضحايا الإبادة التي تعرض لها الايزيديون افتتح فيرو ميرزا مكتبته "ريزان" هذا العام في مجمع التأميم "خنصور" في ناحية الشمال التابعة لقضاء سنجار غربي الموصل.
وتحدث الشاب الايزيدي (المعروف في مدينته بالخانصوري والبالغ من العمر 28 عاما ً) عن مشروعه الثقافي الأول من نوعه في مدينته قائلا "لقد افتتحت المكتبة على نفقتي الخاصة في شهر نيسان الماضي، وفكرتها خطرت ببالي بعد العودة إلى سنجار وبما أنني لم أكمل دراستي وأشعر بما يعانيه الآخرون لعدم وجود مكتبات في المنطقة ولكي نسهل للطلاب عمل الأبحاث بالحصول على الكتب الموجودة في المكتبة ونشر الثقافة في المجتمع أقدمت على اقامة هذا المشروع".
ويضيف الخانصوري الذي ترك الدراسة في عام 2010 عندما كان في الصف الرابع الاعدادي لأسباب أرجعها للظروف المادية الصعبة، أن شعار المكتبة هو "نعم للقراءة كلا للسلاح"، مبينا "لأنه باستخدام الأسلحة لم تصل الدول إلى هدفها، بالعلم والثقافة تبني البلدان".
وأوضح الخانصوري، أن تسمية المكتبة "ريزان" جاء تخليدا لطالب يدعى ريزان كان يدرس في كلية الطب واستشهد هو وحوالي 30 شخصا من عائلته على يد عصابات "داعش" الإرهابية.
وأكمل، بسبب حب ريزان للعلم سُميت المكتبة على اسمه، وهي تضم أكثر من 1000 كتاب، وهذه الكتب متنوعة ما بين الشعر والتاريخ والروايات والقصص والدينية والسياسية والمعاجم وقواميس اللغات.
وتفتح المكتبة أبوابها من السبت إلى الخميس وتتراوح أسعار الكتب فيها من 3 آلاف دينار عراقي إلى 90 ألف لبعض المجلدات.
ولفت مالك المكتبة في ختام حديثه إلى تبرع فتاة تدعى سبيندا من أربيل مركز إقليم كردستان العراق للمكتبة بحوالي 500 كتاب متنوع، وبسبب الحواجز الأمنية لم تصل الكتب إلى المكتبة حتى هذه اللحظة.
وشهد قضاء سنجار غربي الموصل عودة الآلاف من النازحين إليه منذ مطلع العام الجاري، بعد نحو 7 أعوام على تعرض المكون الإيزيدي للإبادة والتهجير على يد تنظيم "داعش" الإرهابي.
واجتاح التنظيم الإرهابي قضاء سنجار والنواحي والقرى التابعة له في غرب الموصل في الثالث من آب 2014، ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق المكون الإيزيدي.










