عبد الزهرة المنشداويمشكلة مواطننا مع صيفه مشكلة مستديمة وتداعياتها قد لاتقف عند جانب من جوانب الحياة.الحرارة عندما ينبري لها مختص في الفيزياء او العلوم الاخرى يؤكد انها تشيع الفوضى في الاجسام، اي اجسام معدنية ام غير معدنية،
ويستشهد على ذلك بالقول ان الحرارة هذه تستخدم بتحويل الفولاذ المنظم بقوالب ذات ابعاد هندسية الى عجينة داخل المصهر يسيل كل جانب من جوانبها باتجاه يختلف عن اتجاه الجزء الاخر ،اي ان الحرارة فككت من تماسك اجزائها واشاعت فيها الفوضى التي لا تتقيد بنظام وبالعكس منها البرودة التي تحتفظ بالنظام وتعمل على تماسك المياه المتجمدة وتمنحها القوة والصلابة.هذا يعني ان الانسان قياسا الى ماذكرنا اكثر عرضة لان يتاثر بدرجة الحرارة من بقية الاشياء من معادن وغيرها. الخوض في هذا الجانب العلمي لايمكن ان نستوفيه حقه ولكن هذا ما سمعناه من اولي الاختصاص، والذمة على الراوي كما يقولون .ما يتبادر الى الذهن ان كان فعل الحرارة في الاشياء الصلبة فياترى ماذا ستفعل بالانسان الرقيق الجلد والانسجة والحساس من نسمة هواء قد تمر به،لاشك في ان الفعل سيكون اكثر تاثيرا بالتاكيد.المواطن عندنا والذي يتعرض هذه الايام الى درجة حرارة تتصاعد ما بين يوم واخر لتصل ذروتها في اشهر لاحقة يجب ان تؤخذ حالته بالحسبان فيما يسلك، او فيما يقول، اوفيما يبدر منه لانه ليس اقوى من المعدن. من كل ذلك اردنا القول ان التيار الكهربائي ومسالة تجهيز دار المواطن به اخذت من الزمن اكثر مما قدر لها وانه يدفع الثمن غاليا في بيته وفي الشارع وفي محل عمله بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي يمكن ان يعد توفيره للمواطن بالصورة التي تجعل منه مستقرا ومطمئنا الى ان يغفو ليلا بلا ارق وان يصعد السيارة متوجها الى عمله من دون ضغوطات يمكن ان تجعل منه اقل احتمالا لتنفيذ عمل رسمي يوكل اليه او تفكير صحيح او قرار يتخذه.صارع الانسان الطبيعة منذ وجوده على ارض المعمورة وخرج من صراعه متوجا بالنصر ولكننا كما يبدو ما زلنا في صراع غير محسوم ونحن في الالفية الثانية.
شبابيك: صــــراع
نشر في: 7 يونيو, 2010: 05:12 م