علي حسين
اذا كنت مثلي مجبر رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه مئات السياسيين تستطيع أن تُطلق عليهم، وأنت مرتاح الضمير، صفة "الفضائيين" فهم يتقاضون رواتب "فضائية" ويتقاسمونها بالعدل والقسطاس،
كنت مثلكم قد سمعت ما قالته "المستشارة" حنان الفتلاوي، قبل ثلاثة أعوام بالتمام والكمال، وهي تندب حظها لأن من وثقت بهم من جماعة دولة القانون قد خذلوها وحرموها من أن تجلس على كرسي البرلمان الذي احتلته "ثمان" سنوات وحصلت من خلاله على براءة اختراع لمنتج اسمه "7× 7" ، آنذاك قالت وبالحرف الواحد: "أستحق الإعدام في الساحات العامة لأنني وثقت بجماعة دولة القانون"، بعدها خرجت لتقول إن السيد نوري المالكي كان يدافع عن الفاسدين وضربت مثلاً عندما طلب منها أن تسحب استجواب رئيس هيئة الاتصالات السابق، بعدها خرجت بأكثر من لقاء تلفزيوني تبكي حظها مع دولة القانون وتتهمهم بالتآمر عليها .. ولأن حنان الفتلاوي "نشيطة" سياسياً، فإنها تستمر بمفاجآتها على القنوات، وعلى أية حال كانت هي نفسها مفاجأة الديمقراطية العراقية الحديثة، فمن كان يتوقع أن تصل موظفة بسيطة إلى مرحلة تأسيس حزب وشراء فضائية؟، مثلها مثل الكثيرين من الذين حصدوا المناصب والأموال من خلال خطاب طائفي إقصائي، ظلّ يتصدر المشهد في كل انتخابات، مثلما تصدر أحمد الجبوري "أبو مازن" مزادات بيع المناصب . قبل ايام في حوار مثير بشرتنا حنان الفتلاوي بأنها عائدة إلى قبة البرلمان ومن خلال دولة القانون حصرا ، واكدت بنا " بالفم المليان " أن الخير قادم على يد ائتلاف دولة القانون الذي قالت عنه قصيدة لم يقل مثلها المتنبي في مديح كافور الإخشيدي.
في مرات كثيرة يعاتبني بعض القرّاء لأنني أكتب بإعجاب عن مدن مثل دبي وسنغافورة وطوكيو، وأقول: تأملوا حياتنا،عن ماذا نكتب؟ تأملوا معي السذاجة السياسية وغياب العدل والقانون، ورائحة الكذب التي تخرج من أفواه من يدعون السياسة ن، عن ماذا نكتب؟ عن الدولة التي سُرق فيها تريليون دولار بوضح النهار؟! .
كلّ العالم ينظر اليوم إلى العراق ويضرب كفّاً بكفّ، ويشعر بالأسى على بلدٍ كان يراد له أن يلتحق بقطار العصر، فارتدّ بهمّة خطب عامر الكفيشي وتقلّبات سليم الجبوري إلى الوراء وإلى مجرد دولة يضحك فيها نواب " الشعب " على المواطنين بمانشيتات عن الاصلاح والعدالة الاجتماعية ، وعن انصر اخاك ظالما او مظلوما .
عندما يتقدم مواطن لطلب وظيفة بسيطة مثل أحواله، سيُطلب منه أن يملأ استماره عن عائلته وخبرته ومؤهلاته، وسيرته، لكننا في اختيار نوابنا، لانسأل عن الكفاءة والنزاهة وإنما يطربنا الصوت العالي .