علي حسين
أرجوكم أن تحفظوا هذا الاسم جيدً "أبو زين العابدين الحسناوي" مواطن من مدينة النجف وأحد ابرز وجوه احتجاجات تشرين، تظاهر ضد الفساد وتعرض للتهديد أكثر من مرة، وكان جريئاً وهو يكشف ملفات خطيرة تتعلق بأموال نهبتها الكتل السياسية..
المواطن العراقي حسن زهير حاكم، المعروف بـ"أبو زين العابدين الحسناوي"، أعلن قبل أيام عن إطلاق حملة لجمع الأموال لعلاج أحد جرحى تظاهرات تشرين الشاب كميل قاسم، الذي أصيب بالشلل بعد أن اخترقت ظهره رصاصة ضاعت عائديتها بين الحكومة والجماعات المسلحة، كميل قاسم واحد من 12 شاباً يعانون من الشلل الرباعي لأن حكومة عادل عبد المهدي انزعجت من التظاهرات، وكان ناطقها "الهمام عبد الكريم خلف" قد حول موت 700 شاب إلى مهرجان للأكاذيب. لم ينتظر "أبو زين الحسناوي" أن تجتمع وزارة الصحة وتصدر بياناً تؤكد فيه مسؤوليتها عن معالجة هؤلاء الشباب، ولم يستعطف مجلس النواب الذي أغلق أبوابه منذ أشهر لأن محمد الحلبوسي يقوم بجولات ترفيهية حول العالم وعلى حساب الدولة . وبعد أن تنصل الجميع دولة وحكومة عن واجبهم تجاه هؤلاء الشباب، أطلق "أبو زين" حملته لجمع مبلغ "280" مليون دينار لمعالجة كميل قاسم في ألمانيا، ولم يمض سوى "12" يوماً على الحملة ، فإذا المبلغ جاهز بعد أن تنادى شباب جميع المحافظات لدعم حملة "إنقاذ كميل".
في كل يوم أصدع رؤوسكم بحديث عن تحولات عالية نصيف وعبقرية مشعان الجبوري، ونزاهة جمال الكربولي، وأنسى أن في هذه البلاد نماذج تجعلك تشعر بأن هذه البلاد لن ينال من طيبة أهلها جماعة "ما ننطيها" وجوق بيع المناصب، وأصحاب خطب الإصلاح وإعادة الدولة . فقد "أبو زين العابدين الحسناوي" ومعه آلاف الشباب يعيدوا لنا اكتشاف جوهر الانسان العراقي . وأنا أتابع حملة "أنقذو كميل" وجدت نفسي أمام مواطنين يريدون أن يُنفض عن هذا الوطن غبار الطائفية والمحسوبية والانتهازية، ولعل أجمل ما في هذه الحملة أنها أثبتت أننا شعب لم يتفسخ بعد، رغم سياسة التنكيل والإفساد وشراء الذمم التي مورست خلال السنوات الماضية، شعب لم يفسد رغم محاولات البعض لإفساد مناخ الألفة فيه وزرع قيم الطائفية وإشاعة نظرية حنان الفتلاوي التوازنية، وبث الفرقة بين أبنائه على طريقة محمد الكربولي ، وسياسة التخويف والقتل على الهوية التي تمارسها الجماعات المسلحة، أدهشتني وأفرحتني هذه الاستعادة المبهجة لأصالة ووطنية الشخصية العراقية، في لحظة تصور البعض أن أحزاب الطوائف استطاعت أن تحرق مساحات الأمل والوطنية فيها، فاذا "أبو زين" ومعه الآلاف يقدمون صورة عن العراق الحقيقي فنشعر بنبرة الصدق تشرق من بين كلماتهم، لا فرق بين مسلم ومسيحي، بين سني وشيعي، كردي وعربي، الجميع انصهر في بوتقة واحدة اسمها العراق.