المدى/ الأنبار
خلافا للصورة النمطية عن محافظة الانبار باعتبارها مجتمعا عشائريا ذكوريا محافظا، تقول المرشحات للانتخابات النيابية انهن لا يواجهن صعوبات او احراجات في حملاتهن الانتخابية وكشفن عن دعم مجتمعي لدورهن السياسي، فيما أكدت ناشطة انبارية ان تغير وضع المرأة سياسيا يعود الى زيادة عدد النساء سكانيا وللظروف التي شهدتها المحافظة خلال السنوات الاخيرة.
وتقول رئيسة تجمع نساء الانبار، وديان محمد، بأننا "كنساء أنباريات نحن ندعم وبقوة دخول المرأة الأنبارية الى البرلمان، خصوصاً وأن ما تشهده المحافظة اليوم مغاير للدورات الإنتخابية السابقة".
وأكدت محمد، خلال حديثها لـ"المدى" بأن "عدد النساء يفوق عدد الرجال على مستوى المحافظة اليوم، لذا في إنتخابات تشرين القادمة سنرى مشاركة فعالة للمرأة تختلف كلياً عن المشاركة الباهتة في الدورات السابقة".
وإختتمت محمد حديثها بالقول "أدعو النساء الأنباريات المرشحات كافة إلى الإلتزام بوعودهن تجاه من وقفوا وصوتوا لأجلهن، وأن لا يعطين وعود ليست ممكنة أو ليست ضمن صلاحيات النائب البرلماني".
وتقول النائبة عن الانبار، نهلة الراوي، والمرشحة عن المنطقة الغربية ضمن "حزب تقدم"، الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، لـ"المدى"، أن "المجتمع الأنباري منفتح وداعم للمرأة والمرشحة الإنتخابية، وبدورنا نأمل أن نكون ممثلين لهم بأفضل صورة".
وأضافت الراوي "لا نواجه أي مشكلة بالتعامل مع الحملة الإنتخابية، وشخصياً لدي خبرة في هذا المجال إذ أني مرشحة لأربع مرات موزعة ما بين مجلس المحافظة والبرلمان، وتمكنت من إدارة الحملة الإنتخابية وزيارة الناس في بيوتهم ومضايفهم وبدورهم إستقبلونا بأفضل صورة".
واما المرشحة المستقلة عن الدائرة الثالثة في الانبار، سناء عباس العيساوي، فتقول "بعد عام 2003 اصبح للمرأة وجود ودور حقيقي على ارض الواقع، حيث ان العشائر والمواطنين بصورة عامة يؤيدون دور المرأة، من اجل أن تكون مشاركة في القرار السياسي".
وبينت، خلال حديثها لـ"المدى"، أن "بالنسبة لي وللكثير من النساء الاخريات، فقد رأينا دعما حقيقيا لنا من قبل المجتمع الانباري، وذلك نتج عن ما قامت به المرأة من دور كبير لمساندة الرجل في الاوضاع التي مرت بها المحافظة سابقا".
واشارت العيساوي، الى أن "المرأة الانبارية داعمة للمرأة المرشحة بشكل اكبر من دعمها للرجل المرشح، وحتى الرجال، فالانبار اليوم وعت جيدا بأن لا فرق بين رجل ومرأة، والكل يؤدي عمله حسب مكانته ووجوده في المجتمع والدولة".
أما مستشارة شؤون المرأة في مركز اليرموك للدراسات والتخطيط الاستراتيجي، فضاء مهدي، فقالت ان "الجهود سارية لدعم البرلمانيات من خلال إستعراض منجزاتهن وأعمالهن السابقة، كون تاريخهن هو ما يعزز من فرص تمثيلهن للمحافظة داخل البرلمان".
وأضافت مهدي لـ"المدى"، بالقول "قمنا بتشكيل خلية من مجموعة نساء اسميناه (تجمع انباريات)، في سبيل دعم المرشحات للانتخابات القادمة، بهدف التثقيف للإنتخابات ونشر أعمال المرشحات، وهناك مفاضلة على أساس ما قدمن للمجتمع".
وتابعت مهدي "نطمح لوجود إمرأة تمثل النساء وتدعمهن بشكل فعلي وحقيقي، وعلى سبيل المثال ما قدمته احدى النائبات عن الانبار في البرلمان، وهو ما تطمح إليه شريحة النساء من خلال دعمها لحقوق المرأة كرفضها لزواج القاصرات وقانون الحضانة ٥٧ وتعديلاته".
