TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لا تخذلوا الثقافة العراقية

العمود الثامن: لا تخذلوا الثقافة العراقية

نشر في: 25 سبتمبر, 2021: 11:48 م

 علي حسين

تشهد الثقافة العراقية تكريماً خاصاً في "معرض الرياض الدولي للكتاب" الذي سيفتتح بعد أيام ، حيث قررت وزارة الثقافة السعودية " مشكورة " استضافت العراق ضيف شرف للمعرض ،

وكانت المؤسسات الثقافية العراقية تامل أن يتم تقديم الثقافة العراقية بما يليق بتاريخها الحافل بالاسماء الهامة، التي تشكل صورة متكاملة عن العراق بأطيافه وتنوعه الثقافي والفكري، لكن يبدو أن جهات معينة في وزارة الثقافة أرادت احتكار تكريم الثقافة العراقية لها فقط، وانت تسجل الاحتفالية طابو باسمها ، بعيداً عن مؤسسات ثقافية لها مكانة خاصة في الشارع الثقافي العراقي، مؤسسات ثقافية لا تزال منذ عشرين عاماً تعمل بجد وبجهود ذاتية ، ولا يعرف المتابع للشأن الثقافي : ما الغرض من استبعاد هذه المؤسسات ، ولماذا يتم تجيير حدث ثقافي كبير بمؤسسة رسمية واحدة هي وزارة الثقافة ؟ إلا إذا كانت وزارة الثقافة تعتقد أن الأمر هو تكريم خاص بها وليس تكريماً لاسم الثقافة العراقية.. أكتب هذه الكلمات وأنا ممتن للجهات القائمة على إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب لاختيارها العراق ضيف شرف، وهو ما يؤكد أن لا بديل عن دخول الثقافة والفنون بقوة في معترك الحياة العامة.. ولا مكان لجهات تغييب الفنون . في في هذا المكان كتبت أكثر من مرة عن ضرورة دعم وزارة الثقافة، للدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في حياتنا في ظل خطابات الكراهية، لكن لأنني كاتب "غشيم" وعلى نياتي، كنت أتصور أن وزارة الثقافة، ستجعل من أيام معرض الرياض احتفالية بالثقافة العراقية بعيداً عن المحسوبيات ، مع احترامي الشديد لجميع المشاركين. لكن يبدو أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فغابت اسماء مهمة واستبعدت آراء مؤسسات ثقافية عن اهتمامات وزارة الثقافة.

للأسف كلّ وزارات الثقافة التي مرت علينا خلال السنوات الماضية ، ظلت تنظر إلى المثقفين، كمجموعة من عبيد إحساناتهم. فالمثقف كائن غريب، لا يحق له الاعتراض. والمثقفون في نظر القوى السياسية مجرد مجموعات من الأسرى والتابعين، مطيعين ومستجيبين ومنفّذين لكلّ ما يُطلب منهم. خلال السنوات الماضية عشنا مع سياسيين يضعون أصابعهم في آذانهم حين تعلو أصوات المثقفين مطالبة الاهتمام بالثقافة، لأنّ وحوش المحسوبية والبيروقراطية والمحاصصة الطائفية دائماً ما تجهض أحلام العراقيين.

يعود الكتاب العراقي مبتهجا الى معارض الكتب ، متأملا ان تهتم الحكومة في دعم صناعة النشر والتوزيع وان توسع افاق المعرفة وان لا تحتكرها جهة حكومية واحدة، وان يتم الاهتمام بالمؤسسات الثقافية الغير رسمية التي تقدم للقارئ العراقي كل يوم نشاطات وكتب في سائر المعارف . والأهم أن لا تتحول الثقافة الى مهرجانات تحتكرها المنطقة الخضراء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram