علي حسين هل اصبحت الكوارث من كثرتها شيئا عاديا في حياتنا، سؤال يلح علي كلما سمعت خبر سرقة مصرف اوعملية سطو مسلح على محال الصيرفة او الصاغة، اتذكر ما سبقها واجد السيناريو نفسه يتكرر بحذافيره كل مرة..
مصيبة اوكارثة ما في مكان ما من بغداد او احدى المحافظات يعقبه تجمع لعدد من المسؤولين امام عدسات وسائل الاعلام ثم تصريحات من نوع سنعمل، وسنقوم ونؤكد. تصريحات اشبه بشيء لزوم الشيء على حد تعبير اخواننا المصريين.. ثم قرارات ولجان ثم لجان منبثقه عن لجان لتحديد المسؤولية ثم طلبات استفسار من عدد من النواب ثم صمت كصمت الموتى في القبور.. الى ان ننسى ويعود كل شيء الى سابق عهده.. الفوضى تستمر.. والجرائم تتكاثر..المهمل يستمر في اهماله..والمرتشي يستمر في فتح ادراج مكتبه.. والقتلة والسراق يجوبون الشوارع بكل ثقة.. وفي النهاية كل شيء يعود كما كان. الكوارث لم تعد شيئا عاديا في حياتنا،فلايمكن ان نعتبر وقوع عشرات الضحايا على انه شيء عادي، دموع اهالي القتلى والجرحى لايمكن ان تصبح شيئا عاديا..العوائل التي فقدت من يعيلها لايمكن ان يكون احساسنا بها عاديا، مااصبح عاديا في حياتنا هو اللامبالاة، ومن كثرة الماسي التي ننام ونصحو عليها. اصبحنا نتعايش مع الجريمة على انها جزء من روتين حياتنا اليومي.. اصبحنا نتعامل مع العبوات التي تنفجر في الشوارع والسيارات والبنايات كانها قدر لاحول لنا ولاقوة تجاهه..كوارث تاتي مصحوبة بفضيحة لكل المسؤولين الذين ابتلى الله والبلاد بصنف منهم يظهرون غير ما يبطنون، نجوم بارزة في الحكومة والبرلمان وهم في الوقت نفسه اشد نقمة على الحكومة ومؤسساتها حين يتعرض البلد الى كارثة. مسؤولون يطلقون كلاماً في الهواء الطلق وعكسه تماماً في الغرف المغلقة، «حكوميون» علناً و«معارضون» سراً، يتغدون علي مائدة الحكومة ظهراً، ويتعشون مع المعارضة ليلاً.. مسؤولون يغلفون مصالحهم الشخصية بسلوفان المصلحة العامة، فتختلط الأمور، وتنتحر المصلحة العامة، وترتفع راية التصرفات الأنانية والمكاسب الذاتية، وتزداد الامور سوءاً ويستمر القتلة والسراق في التجول بطرقات المدن لأن المصلحة الشخصية أصبحت أهم ألف مرة من المصلحة العامة.
العمود الثامن..حكوميون ومعارضون
نشر في: 7 يونيو, 2010: 06:26 م