متابعة/المدى
كشف القادة العسكريون الامريكان، اليوم الثلاثاء، انهم يعتبرون الانسحاب من افغانستان فشلا ستراتيجيا أضر بالمصداقية الدولية للولايات المتحدة مع حلفائها، معلنين عن توصيات رفضها بايدن بالابقاء على عدد من القوات في افغانستان.
واستجوب النواب الأمريكيون في الكونغرس قادة الجيش الأمريكي حول قرار الإدارة الأمريكية بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، وما تلا ذلك من سقوط البلاد مرة أخرى في يد طالبان.
وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة إن تقديره هو أن 2500 جندي أمريكي كان يجب أن يبقوا في أفغانستان، مع خيار زيادة ذلك إلى 3500 جندي حسب الحاجة.
وعندما سأله السناتور الجمهوري توم كوتون عما إذا كان شارك هذا التقييم مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال ميلي إنه لن يخوض في التفاصيل حول مشاوراته الشخصية مع الرئيس.
وكرر الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، رأي ميلي حول إبقاء القوات في أفغانستان، لكنه لم يقل أيضًا ما إذا كان بايدن يشارك في وجهة النظر هذه.
كما تجنب وزير الدفاع لويد أوستن تساؤلات بشأن ما إذا كان بايدن كذب بشأن تلقيه نصيحة بالإبقاء على 2500 جندي في أفغانستان، قائلا ببساطة إن "كبار مسؤولي البنتاغون قد أتيحت لهم الفرصة لتبادل آرائهم مع الرئيس".
وسأل السناتور الجمهوري دان سوليفان الجنرال مارك ميلي عما إذا كان يعتبر مهمة الإجلاء في كابول ناجحة.
ورد ميلي "لقد كان نجاحًا لوجستيًا ولكنه فشل استراتيجي".
وسأل السناتور الجمهوري روجر ويكر قادة البنتاغون عما إذا كانوا يعتقدون أن التعامل مع انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان قد "أضر" بمصداقية أمريكا الدولية.
وقال الجنرال مارك ميلي: "أعتقد أن مصداقيتنا مع الحلفاء والشركاء في جميع أنحاء العالم ومع الخصوم تخضع لمراجعة مكثفة من قبلهم لمعرفة الاتجاه الذي سيسفر عنه هذا الأمر"، وأضاف قائلا: "أعتقد أن كلمة ضرر هي كلمة يمكن استخدامها، نعم."
واعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن تصريحات ماكنزي، تتناقض مع تصريحات جو بايدن بشأن النصيحة التي تلقاها بشأن إبقاء القوات في أفغانستان.
وقال ماكنزي إنه أوصى ببقاء 2500 جندي أمريكي في أفغانستان للمساعدة في ضمان استقرار الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني لكن الرئيس زعم في السابق أنه لم يتلق أي نصيحة بشأن إبقاء بعض القوات في أفغانستان.
كما أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الولايات المتحدة فقدت خلال الحرب في أفغانستان، والتي استمرت أكثر من 20 عاما، 2461 جنديا وأصيب أكثر من 20 ألف أخرين، موضحا أن واشنطن لم تدرك عمق الفساد وضعف القيادة في أفغانستان.
وأشار الوزير إلى أن الولايات المتحدة بدأت التفكير في احتمالات إجلاء غير المقاتلين منذ الربيع الماضي، لافتا إلى أنها نفذت أكبر عملية إجلاء في تاريخها، وتم تنفيذها خلال 17 يوما فقط.
وأوضح أن الجيش الأمريكي قام بنقل الكثير من الأشخاص بسرعة كبيرة إلى خارج العاصمة الأفغانية كابول، لدرجة أنهم واجهوا مشكلات في القواعد الأمريكية خارج أفغانستان.
وأوضح الوزير أنهم لا يزالون يعملون على إخراج الأمريكيين الراغبين في مغادرة أفغانستان، كما أنه لم يتم إخراج كل الحلفاء الأفغان المسلحين في برنامج التأشيرات الخاصة.
وفيما يتعلق بفوضى الانسحاب، قال أوستن إن الاحتفاظ بقاعدة باغرام كان سيضع 5 آلاف جندي أمريكي في خطر ويبقى الولايات المتحدة في حالة حرب، كما أن تمديد المهمة إلى ما بعد نهاية آب كان سيجعل الأمر أكثر خطورة.
من جانبه، قال رئيس الأركان الجنرال مارك ميلي إن أكثر من 800 ألف جندي أمريكي خدموا في أفغانستان، وكان عدد القوات وقت الذروة في عام 2011 نحو 97 ألف جنديا، إلى جانب 41 ألف من قوات الناتو.
وفيما يتعلق بطالبان، قال ميلي إن الحركة التزمت باتفاق الدوحة بعدم مهاجمة القوات الأمريكية، لكنها لم تحترم بالكامل أي شرط آخر.










