اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: ممثلو الشعب...

مجرد كلام: ممثلو الشعب...

نشر في: 28 سبتمبر, 2021: 10:41 م

 عدوية الهلالي

هل يمكننا الوثوق بمسؤول منتخب من المحتمل أن ينتهي به الأمرالى عدم تنفيذ الأفكار التي أطلقها؟

هذه هي الديمقراطية السائدة حاليا ، ديمقراطية الانتخابات ، حتى لو قال عنها البعض انها أسوأ اشكال الحكم ، ففي الغالب ، يتم تجسيد الديمقراطية من قبل الحكومة ، على وجه التحديد ، أي المسؤولين المنتخبين ، بشكل مباشر أو غير مباشر لأن من المفترض أن يمثلوا ويتصرفوا نيابة عن الناسوعلى وجه الخصوص ناخبيهم ، ثم نر ىالنتيجة مع مروركل يوم فيشعر الناخبون انهم عاشوا خدعة كبرى أو يعاودون بناء أمل جديد على أسس جديدة ويختارون مرشحين آخرين لعل لعبة الديمقراطية تسفر عن حقائق وواقع جديد يلائم تطلعاتهم واحلامهم ..

ولكن في النهاية ، هل نعرف ماهو دور المسؤول المنتخب،وفوق كل شيء،ماذا يجب أن يكون؟هل هو مندوبنا المختار من أجل تنفيذ مهمة ما قد تنجح او تفشل ثم يخرج منها بعد انتهاء فترة جلوسه على مقعد البرلمان وهو رابح في كل الأحوال ، ام انه (ممثل الشعب) الذي يكد ويكافح طوال جلوسه تحت قبة البرلمان ليفتح آذان المسؤولين لمطالب ناخبيه ومطالب الشعب وليترك بصماته على كل قانون يتم تشريعه من اجل خدمة الشعب ؟

نحن نفترض عندما ننتخب ان تكون السلطة الديمقراطية في أيدينا واننا سنختار من يمثلنا لكننا مررنا بخيبات عديدة اكدت لنا اننا أبعد مايكون عن الامساك بتلابيب السلطة عبر اختيار مرشحينا ، اما بسبب تزوير الاصوات وتهميش خياراتنا او بسبب تحول كامل من المناداة بخدمتنا الى السعي الى خدمة مصالحهم الشخصية .

على الرغم من ذلك ، ومع حلول كل دورة انتخابية جديدة ، نحاول ان نشحن ذواتنا بالأمل وقد نقول لأنفسنا : في النهاية ، لايمكن ان يكون السياسي سيئا تماما ، وربما سيحقق لنا نتفة من حلم صغيرحلمنا به يوما .. بل ربما نعطي العذر لنفر منهم بأن نقول انهم لايقررون وفقا لقناعتهم او تفكيرهم بل وفقا لمناهج أحزابهم فهل في هذا الأمر –أي التبعية للأحزاب – شيئا من الديمقراطية التي نحاول ان نحسن الظن بها في كل مرة ؟

مهمة النائب اذن في هذه الحالة ان يؤمن بأن المنصب الانتخابي زائل لامحالة لكن الشعب باق وبحاجة الى من يرسخ ايمانه بالديمقراطية ويجعله يسارع الى صناديق الاقتراع من تلقاء نفسه لأنه واثق من تفوق قراره واختياره على الأقلية من معارضي الانتخابات او ممن يمارسون خلالها لعباتهم القذرة لتحصيل مكاسب شخصية اكثر ..

يرى بعض الكتاب الليبراليين ان الديمقراطية ليست حرية جماعية بل ماهي الا نوع من انواع العبودية ، واننا عندما ننتخب نائبا يتبين لنا فساده فيما بعد فأننا نجسد هذا الخضوع حرفيا بتورطنا بخيارات خاطئة لابد وأن ندفع ثمنها مستقبلا ..ولكن ماذا سنفعل بدون مسؤولين منتخبين ، وبدون ديمقراطية ؟ نحن بحاجة الى مجتمع حر يحكمه القانون ،ونحتاج الى دولة قوية منفتحة على العالم ، ومجرد استمرار ممارسة الديمقراطية في بلد انهكته الاحداث الجسام طوال السنوات الفائتة هو انتصار عظيم بلاشك لأنه يعني اننا لازلنا نحتفظ دائما بكوة أمل صغيرة نطل منها على اشراقة مستقبل حلمنا به طويلا ...سننتخب حتى لو عجزنا عن التأكد من ان مرشحنا المثالي لن يصبح مسؤولا فاسدا مثل اي شخص آخر ؟ وسنفترض حسن الظن في البرامج الانتخابية للمرشحين الجدد على الاقل عسى ان ينأوا بأنفسهم عن الخوض في لعبة تقديم المصالح الشخصية على مطالب الشعب ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram