عبدالله السكوتي يحكى ان شيخ عشيرة أسنَّ وعجز عن ادارة شؤون عشيرته، فاودعها عند ولده الاكبر وكان ضعيف الرأي، خائر العزم، قليل التجربة، فترك امور عشيرته تسير كما اتفق، وكان الوالد يتابع الامور ليرشد ولده نحو الصواب، ان حدث مايستوجب ذلك.
واتفق ان اجتازت عشيرة اخرى مضارب هذه العشيرة، فاشتجرت كلاب العشيرتين، مما حمل احد افراد العشيرة المجتازة على قتل كلب العشيرة المقيمة، فلم يكترث الشيخ لذلك واعتبره شيئا تافها، ولمابلغ ذلك مسامع الوالد تأثر كثيرا وقال لولده:ياولدي اقتل قاتل الكلب الا ان ولده لم يعر اهمية لقوله.ومرت الايام واذا بجماعة من عشيرة اخرى يستاقون قسما من مواشي تلك العشيرة، ولما بلغ ذلك الوالد اعاد القول نفسه: ياولدي اقتل قاتل الكلب، لكن ولده صم اذنيه.ثم مرت الايام واذا بشخص من عشيرة اخرى يقتل رجلا من عشيرتهم، ويتأثر الوالد ويعيد القول نفسه ياولدي اقتل قاتل الكلب: اقتل قاتل الكلب، فلم يستمع الشيخ الجديد الى تلك المقالة ايضا، واصبحت تلك العشيرة مهانة بين العشائر.قد تتعرض البلدان الى خروقات سهلة لاتستوجب ان تحترب عليها دول او ان تتأثر بذلك اقتصاديات بلدان اخرى جراء هذا الخرق الطفيف، لكن العادة الدارج عليها الناس، ان الفرد او الجماعة يجب ان يضعوا حدودا للاخرين كي لايتدخلوا بشؤونهم الداخلية، واذا ماصمتوا على امر سهل فسوف يتعرضون الى الأدهى والأمر، ولذا كانت العشائر تحمي ذمارها كي تحافظ على مكانتها بين العشائر الاخرى ولاتكون لقمة سائغة بافواه الاخرين، فلو ان الشيخ الجديد قام بقتل قاتل الكلب لكان تصرفا اهوج بنظر الانسان المتحضر الذي يحكمه قانون ولكن بحسب عرف القبيلة فان قتل الكلب يعتبر اعتداء عليها، كما هو جار الان بين الدول من ان اعتداء على شبر ارض حتى وان كان خاليا فهو اعتداء على سيادة وحرمة الوطن، وقتل قاتل الكلب بقانون العشيرة هو تصرف يضع المعتدي عند حدوده كي لايتجاوز على الاخرين، لقد سمعنا بالاموال الطائلة لحرف مسير نهر دجلة وحرمان العراقيين من مائه العذب وقبلها سمعنا بالاعتداء على الصيادين في البصرة ونسمع اليوم ونرى قصف قرى كردستان الحدودية الامنة وكل هذا ماكان سيحدث لو اننا قتلنا قاتل الكلب من الوهلة الاولى، ولكننا للاسف حكمنا بقانون جائر زالت مسبباته ولم يزل ساريا حتى الان، فالبند السابع وقسم يقولون انه الفصل السابع حدد حركة العراق بحسب القانون الدولي الذي فرضه عليه ابان احتلال الكويت، وحين كان العراق خطرا على الدول الاخرى في ظل حكم صدام، ولكننا ننادي ونصرخ: هؤلاء الناس لم يكونوا طرفا في نزاع بين الاشخاص وجلهم قبروا والشعب يبقى والاوطان لايمكن ان تمحى، فيصم المجتمع الدولي اذانه عنا لنبقى تحت طائلة بند لايرحم ولايخلي رحمة الله تنزل، فحين تقول ان الكهرباء سيئة يقولون لك انه البند السابع وحين تستفهم عن حجز الطائرات العراقية او المؤجرة للعراق في الخارج يقولون لك انه البند السابع، وهاهي عقود السنين تمضي على هذا البند الذي لايرضى ان يتزحزح من مكانه. وقاتل الكلب لم يزل سالما معافى، ونحن ننتظر من يقتل قاتل الكلب ليصبح شيخا للعشيرة بلامنازع.
هواء فـي شبك ..(اكتل كتال الجلب )
نشر في: 7 يونيو, 2010: 09:30 م