اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: السينما وجرأة المغامرين في صناعتها

كلاكيت: السينما وجرأة المغامرين في صناعتها

نشر في: 29 سبتمبر, 2021: 10:29 م

 علاء المفرجي

عبر أكثر من مئة عام من تاريخ الفن السابع، فان تاريخة هو تاريخ محاولات لتطويره بوصفه اختراع قبل أن يكون فنا، وكانت على الدوام تصطدم هذه المحاولات بإعتراض المحافظين، ولكن في الوقت نفسه تشهد هذه المحاولات الأصرار من قبل المغامرين بل وعشاق هذا الفن.

فتاريخ السينما الممتد الى أكثر من مئة عام يحتفظ بعدد من الأفلام التي كانت صناعتها بمثابة علامة فاصلة في تاريخها ، وليس المهم أن يكون هذا الحدث متعلقاً بتقنيات صناعة هذا الفيلم او بطريقة تنفيذه، قدر علاقته بأسلوبه او تأثيرها الكبير.

فعلى الرغم من التحديات التي واجهت هذا الفن على امتداد تاريخه والتي راهنت على شعبيتها او أثرها المتجدد إلا أن السينما كانت سرعان ما تقدم ما يؤكد خطل هذا الرأي ، فكان اختراع التلفزيون التحدي الأبرز الذي واجه السينما والذي ذهب الكثير الى الاعتقاد أن هذا الفن سينزوي فاسحاً المجال لهذا الاختراع الجديد ،حيث ان السينما ستكون في متناول اليــد والحاجة.

فالسينما وتاريخها هو تسجيل لمحاولات المخرجين تجربة استغلال الابتكارات والاختراعات الجديدة وايجاد افلام تجلب المتعة للمتفرج .. فلا سينما كاختراع كانت بحاجة الى خيال مُبدع ليستخدمها استخداما فعالا، فأدخل هؤلاء وسائل جديدة لمزج لقطاتهم، ووظائف جديدة للممثل وللديكور وللصوت، وكان هذا من شأنه ان يُغيـِّر السينما، بل ويجعلها في تطور مضطرد.

وعندما جرّب صُناع السينما الصمت وخلقوا وسائل غنية ومعبرة تعبيرا قويا الى درجة التغلب على (صمت السينما) ، كان هناك الفيلم الناطق ، وهكذا مع اللون ، والفيلم المجسم ، وصولا الى الشاشة العريضة ، ووصولا إلى الثورة الرقمية التي استفاد منها فــن السينما استفادة كبرى .. كل ذلك جربته السينما وعملت به من أجل خلق إحساس بالواقع طريق نقله بالكاميرا.

فقوة السيما وتجددها مرهون بيـد الجمهور الذي يرى ادولف زوكور "انه لا يُخطئ أبداً".. فهو لم يُخطئ في الصور المتحركة كما لم يُخطئ بما أدخله غريفث من تقدم فني ، مثلما لم يكن مخطئاً باعترافه بنظام النجوم . فتحمس لنطق السينما ، وأقبل على السينيراما والسينما سكوب وكذلك على الابتكار الرقمي وغيرها.

لذلك فان الافلام التي شكّلت علامة فاصلة هي (مولد أمه) لجريفث الذي فضلا عن امتلاكه أهمية تاريخية كبيرة، كونه أول فيلم سينمائي طويل في العالم، طور فيه المونتاج من مجرد تجميع بدائي للقطات غير متناسقة الى توليف فني واعٍ... ثم فيلم مُغني الجاز اول فيلم ناطق قبله كانت الأفلام صامتة برغم اعتمادها على الخلفية الموسيقية المناسبة للحدث، من هذا المنطلق، تم التوصل لطرق إضافة الصوت وضبطه مع الصورة، وبهذا الفيلم الذي أخرجه آلان جروسلان، تغير شكل صناعة السينما في العالم لتختفي الأفلام الصامتة تماماً أمام هذه الثورة السينمائية المذهلة في ذلك الوقت. وكذلك مع رائعة اورسن ويلز (المواطن كين) وغيرها من الافلام التي شكّلت اضافة الى السينما.

ودخل فيلم مشرروع السحر بلير التاريخ لا بكونه فيلما موضوعا او الإيهام في الزمن ، بل من تكاليف انتاجه التي لم تتجاوز البضعة آلاف من الدولارات، والإيرادات القياسية التي حققها والتي وصلت الى اكثر من مئة مليون دولار .

ولا نريد ان نذكر الأفلام التي استفادت من المنجز الرقمي الذي اجتاح التكنلوجيا ، والذي شمل صناعة السينما بكل تفاصيلها من التنفيذ مرورا بالمؤثرات الصورية وليس بطريقة العرض ، بل وصلت الى توزيع الفيلم نفسه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram