صفاء العبد لا تعولوا كثيراً على حفل افتتاح كأس العالم .. فقد عودنا( فيفا) على ان يجعل من هذا الحفل مجرد احتفالية (مبسطة) تختلف كليا عما يحدث في افتتاح الدورات الاولمبية التي تتباهى بمناهجها الاحتفالية اكثر مما تتباهى بمفرداتها التنافسية! اما السبب في ذلك فهو ان رجال (فيفا) يفكرون بطريقة تختلف كليا عن تلك التي يفكر بها رجال الاولمبية الدولية ..
فهم يحرصون دائما على تأكيد حقيقة ان جمالية هذا الملتقى العالمي الكبير لا تتأتى من تلك الفقرات الفنية او التراثية وحتى التاريخية التي تتضمنها برامج افتتاح الدورات الاولمبية ، وانما هي تتأتى من المضامين التنافسية المثيرة التي يقوم عليها هذا الصراع الكروي الساخن الذي يمتد على نحو شهر كامل بين منتخبات تضم بين صفوفها نخبة من لاعبين تتجاوز أقيامهم المالية المليارات من الدولارات . فالعبرة هنا تكمن في تسليط الأضواء على مضمون الحدث نفسه وليس على ما يدور عند هامشه بما في ذلك حفل الافتتاح .. لذلك فقد صار تقليدياً ان نشهد لهذه البطولات حفل افتتاح مختصر لا يأخذ الكثير من الوقت الثمين الذي سيكرس للمباريات وينشغل بها اكثر من انشغاله باي تفاصيل اخرى يمكن ان تقام على بوابة المونديال او عند خاتمته خصوصا وان العيون التي ستتابع ، سواء من فوق المدرجات او من على شاشات التلفزة في كل انحاء العالم ، ستكون مهتمة بالكرة نفسها وليس بما يمكن ان (يعتاش) عليها من احداث او فقرات او مناهج حتى وإن أخذت هذه المناهج شكل الاحتفال بالحدث الكروي نفسه .فكما في كل عرس من هذا الذي نشهده مرة واحدة كل اربع سنوات ، سنكون في جوهانسبرغ ، وتحديداً عند ملعب سوكر سيتي ، على موعد مع المختصر المفيد من بعض الفقرات التي تهدف الى التعريف السريع بالبلدان المشاركة في هذا المونديال ومن ثم الاستماع الى اغنية (الأمل) الخاصة بهذه النسخة من البطولة قبل ان تقرع اجراس الصراع التنافسي الكبير بدءاً بالمواجهة الافتتاحية بين (الاولاد) الجنوب أفريقيين و(أحفاد الأزتيك) المكسيكيين وكلاهما يبحثان عن بداية منطقية تمهد لمواصلة المشوار في اول بطولة من نوعها تضيفها القارة الأفريقية .وفي كل الاحوال ، وعلى الرغم من ان البطولة كانت قد فقدت (مطربها) قبل أن تنطلق بعد ان غيّب مرض الإلتهاب السحائي الفنان الافريقي الكبير شيفيو نتشيبي الذي اختاره المناضل الكبير مانديلا لأداء (أنشودة) المونديال الأسمر هذا ، إلا أن (الأمل) يبقى حياً وكبيراً في ان نشهد بطولة تتفق مع طموحات الأفارقة كلهم وترتقي الى المستوى الذي يجعلها عرساً كروياً حقيقياً وحافلاً بأعلى درجات الإبداع والتألق العالمي خصوصا واننا سنكون على موعد من كل تلك الاسماء اللامعة وهي ترسم اجمل اللوحات لتمنحنا فرصة التمتع بأرقى فنون الكرة وأحدثها على مدى شهر كامل من المواجهات التي تأتينا بين كل اربعة أعوام لتجرنا إلى عالم هو السحر بعينه!
موندياليات: مات المطرب وبقي " الأمل"
نشر في: 8 يونيو, 2010: 05:28 م