متابعة/المدى
تخلو منطقة هورامان الواقعة شمال محافظة حلبجة في إقليم كردستان، من العنف الأسري، وهي حالة نادرة في كل العراق.
وتتمتع المنطقة التي يقدر عدد سكانها بأكثر من 10 آلاف نسمة، بالمحافظة على العادات والتقاليد وتعترف بحرية المرأة ضمن حدود العائلة، والاهم انها تتميز بجمال الطبيعة الذي أدرجها على لائحة التراث الانساني.
وتشير إحصائيات نشرها مكتب مناهضة العنف ضد المرأة في محافظة حلبجة أن هورامان لم تشهد حالة عنف واحدة أو شكوى خلال 20 عاما.
وقالت سوزان نوري (إمرأة متزوجة): " سكان منطقتنا هورامان مثقفون جدا وكل عام تكون هورمان الاولى على مستوى التعليم والدرجات الجيدة في حلبجة، وهو ما يعكس استقرار العائلة".
وقال برزان عثمان مدير شرطة محافظة حلبجة: "منذ بداية هذا العام ولحد الان سجلنا اقل عدد من المشاكل العائلية في حلبجة، اما في هورامان فلم نسجل أي حادثة قتل او مشكلة عائلية صغيرة او كبيرة، ولا توجد حوادث عنف ضد النساء هذا العام".
وأضاف "استطيع القول ان منطقة هورامان هي المنطقة الاولى الخالية من العنف".
بينما تقول كولستان عثمان - مديرة مفوضية حقوق الانسان في حلبجة "هورامان هي الاقل تسجيلا لحالات العنف بحسب مراكز الشرطة، والسبب يعود الى التعاون بين الرجل والمراة في الحياة والعمل معا في الزراعة ومواجهة ظروف الحرب".
وتضيف "عندما نعود الى الماضي نرى كيف حاربت المرأة مع الرجل ايام النضال، كما ان هذه الحالة الاستثنائية تعود الى الوعي الثقافي في المنطقة وحرية المراة والمسؤولية الكبيرة التي تتحملها ضمن حدود العائلة، وسكان المنطقة يتمتعون بمستوى تعليم عال، وهو مايؤثر ايجابيا على قلة العنف في هورامان ومحافظة حلبجة ايضا".
وتقول أواره عبدالقادر (باحثة اجتماعية في مركز كشه لحماية وتنمية النساء في حلبجة): "انخفاض العنف بسبب الاجواء الجميلة في هورامان، وعمق العلاقة بين الرجل والمراة والمشاركة في الحياة، حيث تعمل المراة مع الرجل جنبا الى جنب خارج البيت وداخله".
وهورامان منطقة جبلية تقع شمال شرق إقليم كردستان على الحدود مع إيران وتتبع اداريا محافظة حلبجة، ووضعت منظمة اليونسكو المنطقة، أواخر تموز الماضي، على لائحة التراث الانساني لتميزها طبيعيا ولكونها شاهدة على الثقافة التقليدية التي تمتد لثلاثة آلاف عام.










