إياد الصالحيفي الظهور الثاني لـ(المدى) بعد مونديال المانيا 2006 كان لابد من ان يستعد فريق العمل في القسم الرياضي باعلى تجليات التحدي المهني لوضع مونديال جنوب أفريقيا 2010 بكل إرهاصاته وما ينجم من مواقف مفرحة ومحزنة وتحليلات منطقية تستنبط تكهناتها من رؤى فنية تأسر اشواط البطولة وتستعرض ملامح الأقوياء بلا مغالاة لتقدمها باعتزاز بالغ للقارىء الكريم صباح كل يوم في ملحق ( كأس 2010)
الذي نريده إضافة متميزة وليست تكميلية الى سلسلة الإصدارات المتنوعة والمنسابة مثل نهر العطاء من قمة جبلنا الأشم مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون .ثلاثون يوماً سنكون معكم في رحلة مونديالية كنا نأمل ان يرافقنا فيها احد الزملاء عبر رسائل يومية من قلب الحدث في العاصمة الجنوب أفريقية جوهانسبرغ مثلما كان واقع الحال في مونديال 2006 يوم كان التناغم سريعاً بين الزملاء المجتهدين خليل جليل وحيدر مدلول واكرام زين العابدين ,وخبرة المصمم المبدع ماجد الماجدي وزميلنا النشيط يوسف فعل الذي تواجد في البطولة وغطى مبارياتها من يوم الافتتاح حتى إختتامها بحرفنة ومثابرة أبهرتا الجميع خاصة إذا ما علمنا أنها المرة الأولى التي يخوض فيها صحفي عراقي امتحاناً عسيراً في مادة ( المونديال) بتطبيق واقعي من مدرجات "ارينا" ويومها لم يسبق لـ(فعل) ان خاض تجربة صعبة بحجم ما أوكل إليه من مهمة شاقة لنقل انطباعات عراقية خالصة عن مجريات كأس العالم!المونديال الأفريقي الجديد أنصف فقراء قارة واحدة من خلال ثقة فيفا بإنجاح تنظيمه على ارض جنوب أفريقيا لكنه اوقع ظلماً اكبر على فقراء العالم بأسره الذين لن يتمكن نصفهم او أكثر من مشاهدة متعة المباريات وأهداف كأس العالم بسبب (غول) التشفير الذي اقتحم سوق الاستثمار ودمّر رغبات ملايين المشجعين المدمنين على أطباق كروية ساخنة من ( فرن) المونديال المرشح للانفجار بقوة في ظل تصاعد حماسة واندفاع الفرق الصغيرة ورفضها لعب الأدوار الثانوية وتتطلع لمقارعة أبطال التاريخ لتدوين مآثرها على إحدى صفحاته المضيئة وما أكثرها.ملحق كأس 2010 في إصداره العدد الأول يتمنى ان يحمل محاربو الصحراء راية الكرة العربية عالية من دور الى دور ، فالمنتخب الجزائري الشقيق أهل للمهمة ، ولم نعتده متهاوناً في أصعب معارك الدفاع عن سمعته حتى لو كان هدفه المشاركة بأقل الخسائر ، فلا توجد حرب نظيفة في المونديال عبر اكثر من 80 عاماً على انطلاقته الأولى ، والجزائريون تجرعوا نخب الشعور بظلم المؤامرة من الكأس نفسها عام 1982 باسبانيا إثر تواطؤ الماني – نمساوي اخرج رفاق سرباح مرفوعي الرأس بشهادة قائد المانشافت آنذاك بول برايتنر!ولن يكون المونديال المحروس والمدجج بفرق الجيش والشرطة ورجال الأمن اكثر من 40 الف عنصر في جوهانسبرغ بمأمن طوال مدة دوران كرة (جابولاني) ، فاللصوص لهم مونديالهم المصغر ايضا واعدوا خططهم وتكتيكاتهم للفوز بغنائم ضحاياهم من عابري خط التسلل الى احيائهم واجبارهم على الوقوف لتفتيش جيوبهم مثلما اكد اكثر من مراسل صحفي انذر ضيوف العاصمة المرعبة بعدم التنزه ليلاً لئلا يعودوا الى مقراتهم مفلسين .. ومحبطين و...نادمين!Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة : مونديال المدى الثاني
نشر في: 8 يونيو, 2010: 05:39 م