محمد حمدي
يخوض منتخبنا الوطني استحقاقين على درجة عظيمة من الأهمية نحو التأهل لمونديال الدوحة 2022 حين يلاقي منتخب لبنان في قطر يوم الخميس المقبل ومنتخب الإمارات يوم الثلاثاء من الاسبوع المقبل.
لا يخفى على أحد حراجة الموقف الذي يمرّ به منتخبنا الوطني الجريح بعد تعادل إيجابي مع منتخب كوريا الجنوبية، وهزيمة ثقيلة أمام منتخب إيران، ومع أن الوقت مازال مبكّراً جداً للحكم بضياع الفرصة من عدهما ونحن على اعتاب لقاءات مهمّة تشاركنا الفرق المنافسة فيها ذات التطلّع نحو التأهّل، ومن الجانب الآخر ندرك أكثر من أي وقت مضى أن منتخب لبنان على سبيل المثال قد تطوّر كثيراً ولم يعد صيداً سهلاً لفرق المجموعة كذلك هو الحال مع منتخب الإمارات المتمرّس وصاحب الخبرة الكبيرة في التعامل مع المباريات المهمة.
يوم أمس ناشد وزير الشباب ورئيس الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم الكابتن عدنان درجال نجوم الكرة السابقين والإعلام الرياضي والجماهير الرياضي بتبنّي رسائل دعم توجّه الى المنتخب الوطني بغية رفع معنويات الفريق وتشجيعه بقوّة من أجل العودة الى المستوى المعهود وتعويض الاخفاق السابق.
ممّا لا شك فيه أن المنتخب الوطني هو من يجمعنا، وأكثر جماهيرية ولهفة للجمهور نحو تشجيعه ومتابعة اخباره والوقوف معه، وأعتقد جازماً أن رئيس الاتحاد والأسرة الكروية جميعاً تحس بحجم الجفاء الكبير الذي يحصل اليوم الى درجة تبنّي مصطلحات مناهضة للمنتخب في السوشيال ميديا انتشرت كالنار في الهشيم وتأتي بجوانب سلبية غاية في الحراجة، الأمر الذي تطلّب تدخّل رئيس الاتحاد شخصياً لوقف هذه الحملة.
ومن المؤسف أن تجد من يقود ويوجّه الجماهير في أغلب المواقع المؤثرة هُم من الإعلاميين المعروفين على الساحة، ولهم تأثيرهم الكبير على الجماهير، والأغرب أن يجاهروا بهذا الجفاء علناً ويكثّفوا من حملات التسقيط بحق عددٍ من اللاعبين الذين تم استدعائهم الى التشكيلة ويفنّدوا تبريرات المدرّب والمساعد وغيرهم في عُتمة الاحداث المتسارعة التي لا تؤدي إلاّ مزيدٍ من الاخفاقات التي ستحصل لمنتخبنا الوطني.
لا ننكُر أن منتخبنا يعاني الأمرين بلا تجميع ولا مباريات ودّية تؤهّله فضلاً عن كثرة الاصابات التي تلمّ به والكثير من الأخطاء الإدارية والفنية التي تصاحب حالات الانضباط والإعداد، مع كل ذلك لابدّ أن نستعيد التاريخ ونتذكّر أن فرقنا الوطنية تزداد صلابة في المهمّات الصعبة والظروف العسيرة تحت أي ضغط طالما كانت الجماهير معها تدعمها وتقف معها بقوّة نحو النصر والظفر بالبطولات، ولكن أن يتحوّل الوضع الى العكس تماماً فهذا ما لا يمكن تحمّلهُ اطلاقاً لأن منتخبنا يلعب باسم العراق بلدنا الذي نحبُّ ونريدُ له الفوز وجماهيرنا التي نتطلّع الى فرحها الغامِر وخلاف ذلك غير مسموح به بالمرّة.
نناشد إعلامنا المهني الحُر الشجاع بأن لا يكون محبطاً الى هذا الحدّ ويؤثّر أسوأ الأثر على نجومنا وجمهورنا معاً، ولنتابع منتخبنا ونبعث له برسائل الاطمئنان والتشجيع وننتظر الفور بعون الله.