علاء المفرجي
(سيدتنا أليس باتي) رواية اخرى للروائي الانكليزي الباكستاني الأصل محمد حنيف، صدرت عن دار المدى بترجمة رشا صادق. يقدم محمد حنيف رواية جديدة ساخرة بشكل صادم تدور أحداثها في كراتشي ، حول الفرص الثانية والطموحات المحبطة والحب الموجود في الأماكن الأكثر احتمالاً لوجوده. تدور القصة حول الحياة اليومية لممرضة مسيحية تعمل في مستشفى حكومي في مدينة كراتشي الباكستانية . وأيضا محنة الأقليات الدينية التي تعيش في باكستان .
يحتاج مرضى مستشفى القلب المقدس لجميع الأمراض إلى معجزة. قد تكون أليس باتي –بطلة الرواية- هي بالضبط ما يبحثون عنه. إنها ابنة معالج بدوام جزئي في المستعمرة الفرنسية ، الحي المسيحي السيئ السمعة في كراتشي ، ويبدو أنها ورثت ، للأسف ، هديته بدوام جزئي. مع القليل من الحسد والارتجال الملهم ، بدأت أليس في تقديم العون لمرضى المستشفى المتكدسين. لكن كل شيء ليس معجزة. أليس مسيحية في عالم إسلامي ، واقعة في شرك البيروقراطية في المستشفيات ، ومحاصرة في نظام الطبقات ، وممزقة بين مرضاها ووالدها وزوجها - الذي هو على وشك جر أليس إلى وضع خطير للغاية لدرجة أنه ربما لا حتى المعجزة ستكون قادرة على إنقاذهم.
نحن بحاجة للحديث عن أليس. أليس بشعرها الأسود وفمها الكبير. بجسدها الجميل وضعف السيطرة على الانفعالات. أليس ، مجرمة ومنقذة ، ضحية وبطلة «سيدة أليس باتي» ، رواية صغيرة ماهرة وشريرة للعبقرية الكوميدية لمحمد حنيف ، مؤلف الكتاب الحائز على جائزة «حالة انفجار مانجو».
يستكشف محمد حنيف العلاقات بين الطبقة الاجتماعية والجنس والدين في باكستان الحديثة من خلال بطلة الرواية أليس باتي. أليس ممرضة كاثوليكية في مستشفى فاسد ومتداعي في كراتشي ، ومستشفى القلب المقدس لجميع الأمراض ، وابنة كاثوليكي تشوهرا يسافر إلى المدينة لعلاج القرحة من خلال تلاوة صلاة المسلمين عندما لا يقوم بتنظيف المجاري كعامل من الطبقة الدنيا. . من خلال قدومها للعمل كممرضة مبتدئة في المستشفى ، تسعى أليس إلى التغلب على هويتها الطبقية والدينية وإيجاد إشباعها من خلال العمل الصادق.
ومع ذلك ، في كل منعطف من رواية أليس تواجه الفساد والانحراف الذي يدل على الحياة الباكستانية اليوم. أثناء علاج المرضى من كبار الشخصيات ، تتعرض أليس للتحرش من خلال علاقات زيارة المرضى. في سعيها وراء الحب ، تجد نفسها متزوجة من تيدي ، السفاح المأجور من الشرطة المحلية ، الذي يختفي لعدة أيام في كل مرة مع عمله. حتى في حبه العميق لأليس ، يجب على تيدي أن يفسح المجال للتكهنات والنصائح المنحرفة لرئيسه الملتوي ، المفتش مالانجي. عندما يقترن الزوجان بالنصيحة التي تتلقاها أليس من رئيستها الأخت هينا ألفي بشأن الزواج ، يقع الزوجان بلا حول ولا قوة في فخ عدم الثقة.
كما لو كانت تحاول العمل في وظيفة غير مرغوب فيها وتحقيق التوازن بين زواج غير مستقر من رجل مسلم بالكاد تعرف أنه لم يكن صعبًا بما فيه الكفاية ، تجد أليس نفسها فجأة غارقة في أعمال التدخل الإلهي في القلب المقدس. من خلال تجاور الدناءة البشرية والأحداث التي تبدو معجزة ، ينسج حنيف قصته ، وبالتالي يستكشف حدود الإنسانية من كلا الطرفين ، في الفساد والألوهية.
ومحمد حنيف كاتب وصحفي باكستاني بريطاني يكتب مقالا رأي شهريا في صحيفة في نيويورك تايمز، ولد في اوكارا ، باكستان. تخرج من أكاديمية القوات الجوية الباكستانية كضابط طيار، لكنه تركها بعد ذلك لمتابعة مهنة الصحافة.
وحنيف هو مؤلف الكتاب المشهود نقديا «قضية تفجير المانجو»، الذي تم ترشيحه للجقائمة الطويلة لجائزة بوكر، وكذلك في القائمة المختصرة لجائزة الغارديان الأولى للكتاب، وفاز بجائزة الكومنولث لأفضل كتاب. حصلت روايته الثانية (سيدتنا آليس بهات)، على جائزة ويلكوم للكتاب. كما عمل كمراسل لبي بي سي نيوز في كراتشي، كما كتب الدراما المشهورة والفيلم الروائي الطويل (الليلة الطويلة). ونشرت أعماله من قبل صحيفة نيويورك تايمز, ديلي تلغراف, النيويوركر و واشنطن بوست. تم عرض مسرحيته «زوجة الدكتاتور» في مسرح هامبستيد.
غالبًا ما تمت مقارنة أسلوب حنيف مع أسلوب الكاتب سلمان رشدي. لكن حنيف لا يوافق على ذلك. على الرغم من أنه يقول إنه يستمتع بقراءة كتب رشدي، فإنه لا يريد أن يعاني نفس المصير الذي آل أليه رشدي.
