علي حسين
قول الأخبار إن أردوغان وخميس الخنجر اتفقا على رفضهما استهداف الأراضي العراقية والتركية. ولا تسأل عزيزي القارئ ماذا تفعل القوات التركية في الأراضي العراقية؟ وهل مدفعيتها تنثر المحبة والزهور والاخاء والصداقة ؟، وتقول الأخبار أيضاً، إن أردوغان ومحمد الحلبوسي ناقشا الأوضاع في العراق والانتخابات القادمة.. أما الخبر الأهم فإن رجب طيب أردوغان يريد من الحلبوسي والخنجر أن يصبحا يداً واحدة في مواجهة هذا الشعب الناكر للجميل.
يا سادة، مبروك عليكم احضان أردوغان وقبلاته ، ونتمنى أن تتجاوزوا مرحلة كسر العظم، لكن ماذا عن المواطن في بلاد ما بين النهرين؟ وما مصير آلاف المهجرين، وملايين العاطلين؟ .
منذ سنوات وهذا الشعب الجاحد، يعتدي على ساستنا الافاضل في البقاء على كرسي السلطة إلى أبد الآبدين، ويرفض أن يُمنحهم وسام الرافدين لجهودهم في افقار الشعب ، ولهذا أجد نفسي متعاطفاً مع ساستنا "الميامين" وهم يجدون أنفسهم حائرين بين الولاء لطهران وأنقرة ، وبين بطر هذا الشعب الذي يريد خدمات وديمقراطية وعدالة اجتماعية في بلد تتنازعه طوائف السياسة .
كنتُ قد حدّثتكم في هذه الزاوية، ماذا تفعل وسائل الإعلام عندما تكتشف أن مسؤولاً كبيراً قصّر ولو بشكل بسيط في عمله، ولا أريد أن أذكركم بحكاية نائب رئيس وزراء بريطانيا الذي استقال من منصبه، لأنّ أحد أفراد الشرطة قال للصحافة إنه وجد قبل سنوات في اللابتوب الخاص بالمسؤول الكبير صوراً فاضحة، فكان لا بد أن يعتذر الرجل ويذهب إلى بيته مشيّعاً بسخرية الرأي العام، ولا برئيسة كوريا الجنوبية السابقة التي حكم عليها بالسجن لمة " 20 " عاما بتهمة التدخل غير القانوني في ترشيحات حزبها قبل الانتخابات البرلمانية في عام 2016 ، وكدتُ أختنق من الضحك على سذاجة نائب في البرلمان السلوفيني اعترف لوسائل الإعلام بأنه لم يدفع ثمن شطيرة "ساندويتش" أخذها من أحد المطاعم، وبرر ما فعله بأنه استاء من "إهمال العاملين في المحل له"، وبعد هذا الاعتراف أعلن استقالته، وستقولون حتماً يارجل يابطران، هل هذا الخبر يجعلك تسقط على ظهرك من الضحك.. نعم ياسادة، لأننا، عشنا وشفنا، مسؤولين سرقوا المليارات تحت سمع ، لكنهم لا يزالون يطلبون من الشعب أن يهتف لهم في الساحات والشوارع .
لست خبيراً في الشؤون الدولية، ولا في ستراتيجيات الدول الصاعدة ، لكني أقول، وأصر على القول، إن تدخل الجيران في شؤون العراق كان السبب في أن نحظى بالمراكز الأولى في الخراب والانتهازية ، الحمد لله فقد تجاوزنا افغانستان التي لاتزال تحتفظ بالرقم العالمي، ودخلنا موسوعة غينيس في أعداد الناهبين للمال العام ..
جميع التعليقات 1
Anonymous
وهل من أحد يتوقع من سياسي فاسد و لايهمهةمصلحة بلده غير مصالحه الشخصية ان لا يكون وضيع ومذلول أمام القيادات السياسية لدول الجوار.