TOP

جريدة المدى > سينما > حين ينسى الطبيب مهنته ويحول عيادته الى دكان!

حين ينسى الطبيب مهنته ويحول عيادته الى دكان!

نشر في: 8 يونيو, 2010: 06:00 م

كربلاء/ المدىارتفاع اجور الاطباء بغض النظر عن تخصصهم او درجة مهنيتهم حملت المواطن اعباءا على اعباء.الطبيب في العراق يتقاضى اجر طبيب في (لندن) والفارق شاسع بين مواطن( لندن) ومواطن (بغداد)او (كربلاء)
على سبيل المثال لا الحصر في مستوى الدخل الشهري،ولكن الامور هكذا تجري وبما لايشتهي المواطن المضطر لمراجعة طبيب في عيادته الخاصة  وسط بيئة ما زالت مصدرا وموطنا لشتى الأمراض حتى السرطانية منها وشرائح الفقراء هم الاكثر تعرضاً للإصابة من غيرها.مهارة وكفاءة الطبيب مطلوبة وايضا انسانيته وموضوعيته يجب ان لاتتسترا وراءهما، المواطن بحاجة لان يتفهم وضعه الطبيب قبل غيره.    يقول المواطن حسين جواد: انه عانى من مرض طارئ، تحول الى مرض مزمن ،بسبب كثرة المراجعات المتكررة لعيادات الاطباء. يرسلون به للحصول على اشعة السونار وتخطيط القلب وتحليلات مرضية  عديدة ثم يصفون له الدواء ويشيرون عليه بمراجعة عيادتهم بعد ثلاثة ايام وبعد الايام الثلاثة لايجد ما يشير الى تحسن حالته المرضية إذ أن الآلام مستمرة والحال يزداد سوءا، فاضطر للمراجعة ،ودفع (الكشفية)التي وصل ثمنها الى عشرة آلاف دينار لأدفعها من جديد لان المراجعة الثانية لا تعد متابعة، بل فحصا وكشفا جديدا. ذهب ذلك الزمان الذي كانت فيه المراجعة الثانية للطبيب نفسه مجانا ...ويضيف :لذلك يحتم على المريض الذهاب ثانية فيكشف الطبيب من جديد ،ويعطيه دواءا بدلا من الدواء القديم مع التمنيات بالشفاء،ويطلب منه المجيء بعد اسبوع ليدفع عشرة الاف دينار اخرى، ويؤكد (جواد)ان هذه العملية عملية لحلب الاموال .عادة ما يمل المريض من طبيبه فيراجع طبيبا آخر ليجد الحكاية نفسها تتكرر والى ثالث حتى تعثر على طبيب مهني بمعنى الكلمة ليخبرك بان المرض الطارئ قد تحول الى مزمن بسبب عدم التشخيص المبكر له، وان لاعلاج له الا خارج العراق! مواطن اخر قرأنا مشكلته في الصحف المحلية  التي تصدر في مدينة كربلاءوالعجيب ان المواطن الذي جاءت على ذكره موظف في دائرة الصحة ولم تجده الهوية الصادرة له من الصحة نفعا في المستشفيات .يؤكد المواطن (مسلم مكي) في شكواه التي نشرت وهو الموظف في مركز الرعاية الصحية في الهندية انه راجع مستشفى الهندية لعرض حالة زوجته الحامل التي تبين ان الجنين ميت في بطنها الا ان ما حدث هو طرد زوجته من صالة الولادة لانها لم تراجع العيادات الخاصة للطبيبات وربما هي الحالة الوحيدة التي تتم فيها الإحالة الى المستشفيات بدلا من الاطباءالاخرين والمختبرات والاشعة والمراكز الصحية، ويواصل القول :انه ذهب الى مدير المستشفى ليعرف نفسه بهويته الشخصية وعندما عرضها على العاملين في مكتب المديرما كان منهم الا القول له (هذه الهوية لا تعرض هنا وانما على سيطرات التفتيش) فيما كانت الزوجة تئن من الالم في حديقة المستشفى، ويصف معاناته حينها بسبب رؤية تدهور حالة زوجته التي اضطر الى حملها الى منزل احدى الطبيبات واستجار بها فوجد منها التفهم والتعاطف.يقول احد المواطنين :انه دخل في حالة انهاك وتدهورفي صحته على طبيب وشعرت باني ساجد منه العناية والاهتمام اكثر من غيره من الاطباء والذي حدث اني وجدت العكس في تعامله غير الودي والمتعالي على الاخرين حتى انه صرخ في وجهي ثم كتب الدواء وقال لي تعال بعد يومين.وكان العلاج (ابر زرق). ويستدرك المواطن بالقول :اكثرهم الان يعملون بهذه الطريقة. ما يلفت النظر انه ليس له الثقة بالعاملين معه في العيادة فيستلم الاجر مباشرة من المريض بخلاف الاطباء الذين عرفناهم من قبل وهو وقت مستقطع من زمن الفحص اذا ما عرفنا ان العيادة يراجعها 75مريضا أو أكثر في عصر يوم واحد واجرة الفحص لاتقل عن عشرة الاف دينار ،هذه العيادة توجد في منطقة يطلق عليها (سوق النجارين) وغرفة العيادة ومكان انتظار المريض عبارة عن (بنكلة)غرفة الطبيب يفصلها عن غرفة المراجعين المرضى جدار خشبي من (الفايبر) فيما درجة الحرارة في اوج اشتدادها والمرضى ينضح من اجسادهم المنهوكة سيل من العرق المتفصد من جباههم ،غرف الانتظار لاغلب الاطباء رغم البعض منها في ابنية حديثة لكنها تخلو من الشروط التي تؤهلها لان تكون مكانا لاستقبال المرضى. مريض آخر يشارك بالقول:هناك اطباء ما زالوا يعملون بمهنية وانسانية وتعاطف مع المريض،لي ابنة اشتد بها المرض وارتفعت درجة حرارتها مع بدء الامتحانات المدرسية فأخذتها إلى اقرب عيادة طبيب في المنطقة وكانت اجرة الفحص ثمانية الاف دينار وقام الطبيب بما يتوجب القيام به واستخدم الاجهزة في الفحوصات واوصى لها بالدواء لكنها لم تتحسن كما كنت اتوقع فتوجب علي عرضها على طبيب اخر والمفاجأة ان ثمن اجرة  فحصه كانت ثلاثة آلاف دينار فقط وأوصى لها أيضاً بالدواء اللازم من الصيدلية القريبة من عيادته والذي اعتقد كان له الاثر في شفائها.احد الاطباء حين وجه اليه سؤال عن سبب رفع اجرة الفحص واغلب المراجعين من المواطنين الفقراء قال :الطبيب قدوة المجتمع لايمكن الاستغناء عنه والمبلغ الذي يستلمه جراء فحصه حق من حقوقه لكي يعيش بكرامة ويعيش

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram