عبد الزهرة المنشداوي (الهوسة) وكما معروف عنها عند عشائرنا المختلفة، والتي نكن لها بالغ الاحترام والتقدير نوع من انواع الاستعراض في الافراح او الاتراح ،وهي كذلك تكاد تكون طقساً من الطقوس الموروثة منذ أزمنة سحيقة في القدم، وتعبر عن الحالة التي يكون فيها افراد العشيرة في استعدادهم لخوض معركة او للتعبير عن انتصار او حزن، وما زالت بعض عشائرنا تعود لهذا الطقس بين حين واخر.
يضرب الرجال الارض باقدامهم بقوة ثم يقفزون بايقاع منظم على  كلمات (الهوسة) ،وبحماس لا يوصف  له دلالات على مكانة المحتفى به .في بعض الحالات تاخذ كلمة (هوسة )مدلول الاشارة إلى الفوضى فيذكر من لايعجبه حال من الاحوال كلمة (هوسة) ويعني بها ان الامور قد خرجت عن نظامها المعهود ولم تعد تتقيد بقانون او عرف او اتفاق مبرم.في الصباح المبكر كنت في طريقي عندما سمعت صبيا يجلس وسط مفترق طريق على هيكل حديدي لم يعد ذا نفع وهو يترنم ب(هوسة) وكانت كلماتها على ما أتذكر تقول :(هله بجية نخبنه وهله بلمتهمانه صدري انشرح من شفت جلستهم!لك فضوها. موطالت.. عرضت)يهزج بها، وبصوت عال، ويجلس وحيدا ،وليس هناك من يستمع اليه .لا اعتقد انه كان بحاجة الى مستمع، وانما جاءت الكلمات صادرة عن اللاوعي كما يبدو  ،سمعها من احد افراد عائلته او من اخرين قد يكونون مبتلين.(نخبة وجلسة)كلمات رادفت السياسة الجديدة لدينا ،بعد انهيار الصنم، وتهاويه بسرعة البرق. شاع استخدامها خاصة في هذه الفترة التي ينتظر فيها المواطن تشكيل الحكومة الجديدة وبفارغ الصبر.(فضوها.. موطالت ..عرضت) يمكن ان تكون اشارة الى ان المواطن  قد ضاق ذرعا من انتظاره لتشكيل الحكومة التي لايهمه منها غير ان ترعى مصالحه وتقوم بواجباتها التي تمس مفاصل حياته .وهي اما تكون (هوسة) عاطل عن العمل يمني النفس بتشكيل حكومة توفر له فرصة عمل، او متقاعد يأمل منها زيادة راتب.، لذلك ينتظر تشكيلها على احر من الجمر. أخيراً نقول مع هذا الصبي المهوال صاحب (الهوسة) (فضوها).