TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: منتخبنا.. بين الهامش والقدرة!

معالي الكلمة: منتخبنا.. بين الهامش والقدرة!

نشر في: 6 أكتوبر, 2021: 10:56 م

 عمـار سـاطع

أعلم، مثلما يعلم غيري، أن منطق كرة القدم يفرض علينا التمسّك بالكثير من المعطيات التي تمنحنا حق التكهّنات وفقاً لِما نملكهُ من رصيد نضيف اليه بعضاً من المتغيّرات الأقرب لأن تكون استثناءات كي نصل الى نتيجة التوقّعات التي قد تكون نسبة درجاتها أعلى من حدود المفاجآت!

أما أن يصل الحال بأن نشكّك بالقدرات، استناداً لعاملي العاطفة والانحياز، فهذا ما لا يمكن أن يدخل ضمن دائرة الواقع والمنطق، وهو ما تَسَرَّبَ الى نفس عديد المهتمّين بشأن منتخبنا الوطني، وهو يواجه، اليوم الخميس، نظيره اللبناني في إطار الجولة الثالثة من تصفيات القارة الآسيوية المؤهّلة لمونديال قطر 2022!

نعم.. قد تحدُث مفاجأة من العيار الثقيل، ويخسر الأسود أمام أبناء شجرة الأرز، لكن أن يكون التوقّع هذا هو السائد والطاغي لدى المتابعين، مثلما ظهرت ذلك في مواقع التواصل وبعض الصفحات الإلكترونيّة، وفقاً للمسيرة الخجولة والضعيفة التي بدأ بها منتخبنا رحلته الشهر الماضي من التصفيات بتعادلٍ سلبي مع كوريا الجنوبية وخسارة ثلاثيّة أمام إيران، فأن الأمر بحاجة ماسّة الى الوقوف أمام هكذا تخوّف غريب حقاً!

المعقول قبل مواجهتنا لبنان اليوم، هو أن يكون مبدأ تعويض فقدان النقاط الخمس الماضية، حاضراً وبقوّة، وأن تكون القدرات متاحة من أجل إعادة الروح لمنتخبنا في ظلّ خوضه المواجهة في أرضه الافتراضية، والتي اعتاد اللعب عليها، مثلما يفترض أن تكون عملية الانسجام في خطوط الفريق موجودة الى جانب هضم تام للاسلوب التكتيكي الأكثر نجاعة وتناغماً جيّداً بين ما يطلبه المدرّب ديك أدفوكات من جهة واللاعبون من جهة أخرى!

أجل.. لا يمكن لنا القبول إلاّ بالردّ على المشكّكين أو المتخوّفين من مواجهة المنافس اللبناني، مع جُلّ الاحترام لهذا الفريق الذي وصل الى نخبة القارّة الآسيوية وتجاوز مرحلة التأهّل الى المنافسات النهائية، إلاّ أن الفارق بين تاريخ ومجد الكرة العراقية وقدراتها على الصعيد القاري يختلف تماماً عمّا تحملهُ المشاركة اللبنانية من محاولات لإثبات الذات قبل كلّ شيء، خاصة وأنها تقارع منتخبات مهمّة على المستوى الآسيوي!

لن أقلّل من شأن المنتخب الأحمر، الذي استطاع في بحر العقدين الماضيين أن يتجاوز الكثير من العُقَدْ، ويكون مؤهّلاً للانضمام الى أقوياء القارّة، بفعل اِصراره على بلوغ المراحل المتقدّمة، والدليل ما سجّله من تعادلٍ مع منتخبنا في نهائيات كأس أمم آسيا عام 2000 وسط بيروت وبهدفين، وكان أقرب للوصول من الفوز في فترات مهمّة من عُمرِ اللقاء التأريخي في حينها بالنسبة لاحفاد الراحل عدنان الشرقي!

اجزم.. أن الفوارق التاريخية شاسِعة بين المنتخبين، بدليل أننا كُنا نجتاز اللبنانيين عربياً بسهولة جداً مثلما كُنا قد تفوّقنا عليهم بسداسية مرّتين في تصفيات 1985 المؤهّلة لمونديال المكسيك في الكويت، بيد أن الامكانيات اليوم تجعلنا نحترم تطلّعاتهم ونُقدّر اندفاعهم، لكن مهما اختلف الواقع على منتخبنا الوطني، ومهما تبدّلت الاحوال عنه، تبقى إمكانات لاعبنا جديرة في أن تحقّق المطلوب في امتحانٍ يجعلهم أمام محكّ معرفة قدراتهم الفعلية في عالم المستديرة!

أقول.. برغم الغيابات التي ضربت قائمة منتخبنا بسبب إصابات العديد من اللاعبين، واللغط الذي هيمن على بعض الأسماء التي تمّ استدعاؤها لمواجهة اليوم أمام لبنان ويوم 12 أمام الإمارات، إلا أن فريقنا يضمّ أسماء مهمّة ونجوم رائعين بخامات مميّزة، يمكن أن يكون لهم الدور الأكبر في حسم نتيجة المباراة، مع التأكيد على ضرورة خوض مباراة هجومية واستثمار الفرص واحترام الوقت دون إهداره، وتوزيع المجهود البدني على مدار شوطي اللقاء، وتحديد الأهداف الفعلية التي من شأنها أن تصل بِنا الى غاية كسب النقاط الثلاث!

ما مطلوب من لاعبينا اليوم، هو تقديم أداء رجولي فَعّال يُعيد للأسود هيبتهم في التصفيات عبر خطف الفوز للاستمرار في الصراع القارّي المؤهّل للمونديال المرتقب، وأن يخوضوا مباراة أقرب لأن تكون نهائي كؤوس، لا تقبل نتيجتها القسمة على فقدان النقاط، كونها مواجهة يجب أن يُرفَعُ فيها شعار أكون، دون اكماله (أو لا أكون)!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram