علي حسين واخير تقرر ان يكون يوم 14 من هذا الشهر موعدا لانعقاد اولى جلسات البرلمان، يجيء هذا الاعلان والكتل السياسية لم تحسم امرها في شكل ونوع الحكومة القادمة، اما المواطن المسكين فقد حسم امره منذ اللحظة التي قرر فيها ان يواجه اعتى قوى الارهاب ليشارك في الانتخابات،
ولم يكن يتوقع ان تتحول العملية الديقراطية الى شجار سياسي بين ممثلي الشعب وتراشق للاتهامات، المواطن المسكين اختلطت عليه الامور واصبح مثل الحاج راضي لا يفرق بين الهندي والعربي، ينظر الى رجال السياسة يملأون وسائل الإعلام ضجيجا، وتحذيراً من الفوضى التي ستحدث لو لم يسمح لهم بتولى مقاليد الامور..اصبحت ثقافة التخويف والوعيد هي المسيطرة علي الاجواء.. الكل يخاف على البلد،الكل يحذر من الفوضى،الكل يشكك في المستقبل،- اصبح الضجيج والصوت العالي هو معيار الكفاءة والشجاعة وجذب القراء والمشاهدين،وضاعت في زحام الخطب الرنانة البرامج الجادة والمشروعات الحقيقية التي ينتظرها المواطن. ولاندري لماذا لايسعى الجميع الى الحوار وتبادل الرأي والتشاور حول افضل سبل للخروج من الازمة فيطرح كل منهم رايه بصراحة ويتنازل عن جزء من مطاليبه للوصول الى حل يرضي جميع الاطراف ويعيد الاطمئنان الى الشارع الذي امتدت اليه ثقافة الخوف من المستقبل.. ايها السادة ان مصائر الاوطان لاتخضع لاجتهادات ومستقبل الناس ليس نهبا للاهواء اولتفسيرات شخصية..يجب ان نواجه ثقافة التهديد والتخوين بـ"ثقافة الثقة".. الثقة في النظام السياسي، الثقة في أن هذا الوطن يمضي إلى الأمام تحميه مظلة ديمقراطية تشمل الجميع،وتحوطهم بالرعاية والاهتمام، دون خوف من ردة أو نكوص. وحتى نصل الى ثقافة الثقة اتمنى ان تنظم الامم المتحدة دروس تقوية خاصه لبعض السياسيين في علوم السياسة والتاريخ والجغرافية والتربية الوطنية حتى يتعلم البعض انهم ينتمون لهذا الشعب، ياكلون من خبزه ويكونون ثرواتهم من عرق جبينه وانهم ليسوا من الاجانب يعيشون على الهامش (وان كان البعض منهم لايزال يعتز بجنسيته الاجنبية) واتمنى ان تكون الدروس سرية ومكثفة حتى يتخرج الساسة بسرعة وهم يحملون شهادات محو الامية السياسية.
العمود الثامن ..دروس خصوصية
نشر في: 8 يونيو, 2010: 07:02 م