اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > لماذا دُهش الطبيب البريطاني بعمل الجراح العراقي؟

لماذا دُهش الطبيب البريطاني بعمل الجراح العراقي؟

نشر في: 8 يونيو, 2010: 07:49 م

 ترجمة: عمار كاظم محمد  ظلت منطقة اقليم كردستان شمالي العراق تنعم بالسلام نسبيا منذ بداية حرب اسقاط صدام قبل سبع سنين، لكن المستشفيات فيها بقيت بحاجة الى العديد من المستلزمات فكان مرضى الكسور مثلا يرقدون مع اكياس بلاستيكية مملوءة بالطابوق ومربوطة بأرجلهم ثم تعلق وتربط الى السرير، من اجل الحفاظ على ساق المريض المكسورة.
لكن لعنة الحروب التي أدت الى تخريب العراق لعقود عدة دربت ايضا بعض جراحي الكسور، ومنهم ايضا الدكتور عفان هورامي. منذ عام 1980 قام بعلاج ضحايا الالغام الارضية والاطلاقات النارية والقصف حتى أن كل صراع كان يجبره  وعائلته على ترك وطنه، وفي اعوام التسعينات من القرن الماضي دفعت مهارته كجراح عظام وكسور، الجمعيات الخيرية لاستخدامه في مستشفياتهم في افغانستان وكمبوديا. حينما ولد الدكتور عفان في عام 1962 كانت الانتفاضات الكردية قد جعلت من الجبال، التي توجد حول قريته التي تدعى"الطويلة" منطقة نزاع مملوءة بالالغام يقول الدكتور عنها: انها كانت قرية كبيرة قبل أن تدمرها الحرب وبينما كان يواصل دراسته في الطب في جامعة الموصل عام 1980 ، بدأ العراق وايران مأزقهم الدامي الذي استمر ثماني سنين من الحرب، وفي الوقت نفسه، استعمل النظام البائد سياسة الأرض المحروقة ضد الشعب الكردي مما، دفع الدكتور وعائلته إلى الانتقال الى مدينة حلبجة وحينما انهى دراسته عام 1985، دمرت الحرب بيته الثاني حيث قام جنود الجيش السابق بهدم احياء عدة في مدينة حلبجة لمعاقبة المواطنين المنتفضين، لذلك قرر الدكتور تفادي الانجرار الى الحرب قائلا: "لقد كانت الحرب شيئا غبيا جدا والخدمة في الجيش في ذلك الوقت أمر اكثر غباء فلم أكن اعتبر ذلك خدمة وطنية او مساعدة للبلاد فالحرب في ذلك الوقت كانت شيئا لا انسانيا".  في عام 1987 غادر الدكتور عفان مدينة حلبجة آملاً: الهرب الى اوربا لكنه غدا بعيدا في مخيم للاجئين في ايران ومن ثم لحقت الحرب به فقد بدأ فورا بمعالجة جرحى الشظايا والرصاص ومن ثم ضحايا الاسلحة الكيمياوية لمواطنيه من سكان حلبجة.في عام 1991 عاد الى العراق وقد غدا جراح عظام وخبر المعارك وطوال عشر سنين بقي فيها في العراق،  وكان اقليم كردستان يتعافى تدريجيا من عقود من الاهمال يقول الدكتور عفان:"لقد اثرت الحرب في كل شيء في البلاد من التعليم الى الخدمات الطبية وحتى في نفسية الناس."إعادة البناء تعني بالنسبة للدكتور عفان تثبيت الأذرع والارجل، لبعض منها ماض طويل يعود إلى تلك الحروب. يتذكر احد المرضى وهو نوري ايوب كيف التقى بالدكتور قائلا:"لقد عمل جراحة لركبتي اليمنى التي أصابتها شظية صاروخ عام 1983 وكان لدي تقوس بالساق بحدود سبعة الى ثمانية سنتيمترات مما جعلها اقصر من ساقي اليسرى، وقد اشار الاطباء الآخرون الى ان ساقي ستغدو عديمة الفائدة، لكن العملية التي اجراها الدكتور عدلت ساقي الى مجرد عرج طفيف"وقد ذهب المريض نوري إلى العمل  كصحفي في اوروبا والولايات المتحدة وهو يقول: أن الأطباء في كل مكان وبضمنهم طبيب اخصائي امريكي يعمل في فرجينيا كانوا يبدون ردة الفعل المدهشة نفسها تجاه العملية فقد فحص الطبيب الأمريكي ركبتي لمدة 45 دقيقة ثم اتصل بمجموعة من الاطباء على الهاتف ودعا جراحاً آخر الى غرفته قائلا:"انظر الى هذا العمل العظيم الذي انجزه لهذا الرجل طبيب في مكان ما في العراق". في ذلك الوقت كان الدكتور عفان يعمل مع مجموعة المساعدة الايطالية التي تدعى   الطوارئ"وقد طلبت منه العمل في المستشفيات الميدانية الاخرى وفي عام 2001 أرسلته المجموعة للعمل في افغانستان حيث كان يعالج جرحى اعمال العنف في البلاد. وحينما عاد عام 2002 غادر الى فنوم بنه في كمبوديا في مهمة اخرى مهملا الاشاعات بشأن عمل عسكري وشيك على البلاد حيث قال انه ذهب الى كمبوديا لانه لم يكن يعتقد ان الولايات المتحدة ستقوم بشن الحرب. وكان في كمبوديا يعالج اصابات الالغام الارضية إضافة  الى تصحيح علاج الاصابات القديمة، ومع سقوط صدام عاد سريعا الى الوطن حيث وجد نفسه منذ عام 2003 يقوم بعلاج سيل من المرضى معظمهم من ضحايا السيارات المفخخة في مدن مثل الموصل وكركوك وبغداد حيث انه لم يكن يهتم، كيف تعرض مرضاه الى الجروح بقدر ما كان عمله يقتضي علاج جروحهم على حد قوله. يقول الدكتورعفان: ما زلت أرغب في الدراسة في الخارج للتعرف على الطب الحديث لكن كردستان ستبقى بيتي. عن: لوس انجلس تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram