اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > رسائل نادرة لشيخ المؤرخين عبد الرزاق الحسني

رسائل نادرة لشيخ المؤرخين عبد الرزاق الحسني

نشر في: 9 يونيو, 2010: 04:53 م

رفعة عبد الرزاقلايختلف اثنان على ان لاستاذنا الكبير عبد الرزاق الحسني، فضلاً كبيراً على الدراسات التي تناولت تاريخنا الحديث، فهو بحق شيخ المؤرخين العراقيين ولا غرابة ان يعد مرجعاً رئيسا لكل باحث في تاريخ العراق في العهد الملكي، وان تصبح مؤلفاته الوثائقية من نوادر الكتب ، بالرغم من الطبعات العديدة لها، ومهما قيل عن طريقة الحسني في كتابه التاريخ
 واعتباره وثائقياً وليس مؤرخاً فان ما كتبه سيبقى مصدرا كبيرا، وذلك لان كتبه قد عرضت على الذين كانوا في مركز الاحداث فاضافوا اليها فوائد كبيرة، وحسبه ان يكون ملاذ طلبة الدراسات العليا الذين حصلوا على الدرجات العلمية في التاريخ الحديث بعد ان استعانوا بما لديه من وثائق كثيرة، وبما يتذكره عن لقاءاته بالذين صنعوا الاحداث في العهد الملكي. من الحسني الى الكرملي*لقد لقي الحسني، وهو في شيخوخته ، من اهتمام ما يدعو للاعجاب والتقدير فقد شملته الحكومة السابقة بمكرمتها ورعايتها فأوعزت بعلاجه في ارقى المشافي في العالم. كما بدأت وزارة الثقافة والاعلام بطبع موسوعته (تاريخ الوزارات العراقية) ضمن منشوراتها. ولقد وجدنا اثناء بحثنا في زوايا تاريخنا المنسي، على جملة من الرسائل التي كان قد بعثها السيد عبد الرزاق الحسني الى العلامة الأب انستاس ماري الكرملي (1866 -1947) والتي تحتفظ بها الان مكتبة دائرة الاثار والتراث العامة ضمن مخلفات مكتبة الكرملي التي الت اليها من دير الاباء الكرمليين ببغداد، وقد عقد استاذنا الحسني صلات علمية وشخصية مع عدد كبير من العلماء والمؤرخين شرقيين وغربيين، غير ان صلته بالاب الكرملي بدأت منذ ان بدأ بالاهتمام الجدي بالبحث والدراسة ونشر ما يمكن نشره في بداية العشرينيات وهو طالب في دار المعلمين. *وتكشف هذه الرسائل عن نواح منسية من سيرة شيخنا الجليل الحسني كان لايخفيها في رسائله للكرملي بمقتضى العلاقة الوثيقة بينهما، منها قضية خلافه مع المرحوم طه الراوي (1890 -1946) مدير المطبوعات في العشرينيات وما آل هذا الخلاف الى تركه الصحافة او قضية خلافه مع صاحب مجلة (الزنبقة) المرحوم عبد الاحد عبوش، وهذه القضية اطرف ما مرت به سيرة استاذنا الحسني، وقد اثرت ان اقدم للقارئ الكريم بعض الرسائل الطريفة لأستاذنا الحسني. rn*الرسالة الاولى معتقل الفاو 10 كانون الاول عام 1941 سيدي العلامة الاب انستاس ماري الكرملي المحترم. محبة احترام وبعد كان الاستاذ مير بصري كتب الي في 25 تشرين الاول يطلب موافاته بكلمتي او مقالي عن «الديون العثمانية وحظ العراق منها». لينشرها في مجلة (غرف تجارة بغداد) وقد لبيت هذا الطلب فارسلت اليه في 27 من الشهر المذكور المقال موضوع البحث وشاءت مصلحة الحكومة ان تعتقلني في اليوم المذكور وترسلني الى معتقل الفاو مع من ابعد اليه من الرعيل الاول، وقد طالعت اليوم فهرست الجزء العاشر من هذه المجلة فلم اجد ذكرا لمقالي فيه واخشى ان يكون الاستاذ قد خشى نشر مقال علمي لكاتب معتقل فاهمله، فاذا كان الامر كذلك، فارجو تفضلكم باسترجاع المقال وحفظه لديكم لانني لا املك نسخة ثانية له والتكرم باعلامي عن ذلك، فيما اذا كنتم لاتجدون مانعا من الرد على هذا الخطاب. يـتألف معتقل الفاو من 36 دارا عصرية تحيط بها الاسلاك الشائكة وتنيرها الكهرباء، وفي كل بيت اربع غرف مع حمام ومطبخ ومرحاض وساحة صغيرة (4×4) ويقطن في المعتقل 150 معتقلا بينهم الطبيب والمحامي والحاكم والمدير والمدرس والصحفي والاديب وغيرهم والحكومة تنفق على كل معتقل 119 فلساً، عدا الصابون والحاجيات الضرورية الاخرى كالفحم مثلاً، وصحتنا جميعاً على احسن ما يرام، فاذا اراد احد المعارف او الاخوان ممن يحضر المجلس العلمي الانور معرفة احوالنا او السؤال عنه فلا بأس من تزويده بهذه المعلومات والبريد الينا على غاية من الانتظام ودمتم. السيد عبد الرزاق الحسني *الرسالة الثانية سيدي العلامة الاب انستاس ماري الكرملي المحترم تأخرت بالرد على بطاقتكم الرقيقة مدة غير يسيرة لا بخلاً بالوقت اللازم لهذا الرد ولا ضناً بثمن الكتاب أو الورق ولكن تأخرت عن ذلك لانصرافنا الى توديع الاخوان الذين تم نقلهم الى معتقل السلمان في البادية الجنوبية وهم نحو (60) معتقلاً وتشييع الشيوخ الذين نقلوا الى معتقل سامراء، ثم انشغالنا في تأمين الراحة وجلب الاسباب اللازمة لفصل الصيف. فقد استقبلنا موسم الحرارة منذ ايام بعد ان كافحنا رطوبة الشتاء والمطر مدة طويلة ونحمد الله اننا نتمتع جميعاً بالصحة والسلامة ما عدا ثلاثة من الاخوان اصيبوا بخلل عقلي وثلاثة اخرون ظهرت عليهم اعراض التدرن الرئوي، فنقلوا الى مستشفى البصرة حذرا من العدوى وقد وصل الى هنا الصديق القديم عبد الاحد عبوش صاحب مجلة الزنبقة وهو يهديكم السلام والاحترام ويتمتع بأتم صحة واحسن عافية فلا يبقى احد يفكر عنه (كذا) ولا ادري هل تكرم العلامة الجليل فاسترجع مقالي الاقتصادي من السيد ميري بصري، واذا كان قد تم استرداده فهلا يراه جديرا بالنشر في احدى المجلات او الصحف تحت توقيعي الصريح بشرط ان ترسل الي ان لايحرمنا الاب الجليل من لطيف اخباره وان يتكرم علي باهداء سلامي واحترامي الى الاساتذة الذين يحضرون مجلس الجمعة الادبي، وبانتظار بطاقة ثانية اجرو قبول احترامي.الح

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram