اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > أسماء في ذاكرة الثقافة العراقية ..عبد الرزاق الحسني وذلك الأرشيف الحي

أسماء في ذاكرة الثقافة العراقية ..عبد الرزاق الحسني وذلك الأرشيف الحي

نشر في: 9 يونيو, 2010: 04:56 م

ناطق خلوصي ظلّ السيد عبد الرزاق الحسني محتفظاً بروح الشباب ويقظة الذاكرة حتى في سنوات شيخوخته . فقد كان معتاداً على أن يقطع المسافة بين بيته في الكرادة الشرقية وشارع المتنبي (بضع كيلومترات) مشياً صباح كل يوم، وصولاً إلى المكتبة العصرية حيث يقضي وقته في البحث والقراءة .
 وفضلاً على ذلك فإنه كان يمارس المشي علي شاطيء دجلة عصراً وهو يقول بهذا الصدد: كل الناس يعرفون ان ّ الحسني يمشي يومياً على حافة النهر من الكرادة إلى بغداد (يقصد الباب الشرقي) ذهاباً واياباً وكتابي بيدي أقرأ فيه فإذا استوقفتني فكرة أو خاطرة، توقفت قليلاً لأكتبها في دفتر أحمله معي . وهذه المتعة أمارسها صيفاً من الساعة الخامسة عصراً ، وشتاءاً في الساعة الثالثة بعد الظهر . ما ذاكرته اليقظة فقد كانت تحتفظ بخزين ثر من المعلومات عن تاريخ العراق الحديث أهّله لأن يكون مصدراً حيّاً يرجع إليه دارسو هذا التاريخ من الباحثين وطلبة الدراسات العليا ولم يكن يبخل عليهم بشيء . وظلت كتبه، وما تزال، تُعتمد مصدراً أساسياً موثوقاً به . ونزعم أنه لم يصدر أي كتاب في تاريخ العراق الحديث سواء في العراق أو خارجه ، دون أن يرجع مؤلفه الى كتابه " تاريخ العراق الحديث " . فعلي سبيل المثال، أحصيت عدد المرات التي رجع فيها حنا بطاطو إلى " تاريخ الوزارات العراقية " في كتابه " العراق " بأجزائه الثلاثة (وهو واحد من أهم المصادر) فوجدتها تقرب من عشرين مرّة . نموذجيقول السيد الحسني انه ولد عام 1903 في بيئة محافظة وترعرع في كنفها يوم لم تكن في العراق نواد ٍ وملاه ٍ ودور سينما، وهو لم يكن يدخن ولا يسكر ولا يسهر ولم يكن يجلس في مقهي ولم يشاهد السينما سوى مرّة واحدة في حياته ولا يشاهد برامج التلفزيون لكنه يقرا الصحف ويستمع إلى الإذاعات أحياناً ، باعترافه في اللقاءات الصحفية التي كانت تجرى معه . ويقول الباحث حميد المطبعي في الجزء الأول من " موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين " ان الحسني " ولد في بغداد بسوق العطارين (الشورجة) وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة في جامع الخفافين ودرس في (مكتب الترقي الجعفري العثماني) وتعلّم فيه التركية والفرنسية، ثم انتقل مع والده السيد مهدي السيد صادق إلى النجف في سنة 1920، وعيّن معلماً في المدرسة الأميرية " .لا ناتي بجديد حين نقول ان الحسني نموذج، قد لا يتكرر، للباحث غير الأكاديمي المثابر على عمله بحيوية واخلاص وقد تفوّق بما أنجزه في مجال الثقافة التاريخية على كثير من الأكاديميين . ولعل في قربه من مركز اتخاذ القرار (مجلس الوزراء) ما وفـّر له فرصة الإطلاع على ما كان يصدر من وثائق قام بأرشفتها ودراستها والاستفادة منها في تأليف عدد من كتبه، فقد عمل مديراً في ديوان مجلس الوزراء للمدة بين عامي 1949 و 1962 .يقول الحسني انه بدأ كاتباً للقصة وقد أصدر روايةً تحمل عنوان " تحت ظل المشانق " بثلاثة أجزاء في أوائل عشرينيات القرن العشرين . ولأن تلك الرواية لم تلق رواجاً فقد توقف عن كتابة القصة والرواية وتحوّل إلى الشعر لكنه لم يحقق فيه شيئاً يذكر فانصرف عن الأدب تماماً واصبح تاريخ العراق الحديث مجال اشتغاله الرئيس . عمل في الصحافة مديراً لإدارة جريدة " المفيد " وكان مندوباً متجولاً لها وهو يقول بهذا الصدد في حوار صحفي أجرته معه مجلة " الف باء " البغدادية في العدد 974 الصادر في 27 أيار 1987: " طفت المدن العراقية كبيرها وصغيرها ووضعت كتاباً بعنوان (رحلة في العراق أو خاطرات الحسني) طبع مرتين ." لم يكن بين كتب الحسني ما تم طبعه مرّة واحدة فقط . ان بينها ما تم طبعه عشر مرات مما يدل على سعة حجم الاقبال عليها، ويقف كتابه " تاريخ الوزارات العراقية " (وقد صدر في عشر مجلدات) في مقدمة هذه الكتب من حيث سعة الانتشار، وكان الجزء الأول منه قد صدر ليغطي الوزارات العراقية التي تشكلت من بداية الحكم الوطني عام 1920 الى عام 1925، في حين يغطي الجزء العاشر منه وزارات المدة التي تمتد من عام 1955 وعام 1958، بمعنى ان الكتاب بأجزائه العشرة يغطي مدة تمتد لثمان وثلاثين سنة شهدت تشكيل تسع وخمسين وزارة كلها في العهد الملكي ' فضلا َ على وزارة الاتحاد العربي التي تشكلت قبل ثورة 14 تموز بشهرين، إلى جانب التوقف عند الثورة قليلاً وذكر بيانها الأول وأسماء وزراء أول وزارة تشكلت في العهد الجمهوري . لقد كان الحسني يعيد النظر في كل طبعة من طبعات كتبه حيث يضيف إليها ما يستجد لديه من معلومات يحصل عليها بعد صدور الطبعة السابقة . جاء على  غلاف الطبعة السابعة من " تاريخ الوزارات العراقية " وهي طبعة موسعة ومزيدة صدرت عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد عام 1988، انه " أوسع كتاب صدر باللغة العربية حتى الآن عن تاريخ العراق السياسي الحديث، للبحث في نشوء الدولة العراقية وكيفية رسوخ ما رسخ من أوضاعها، ويثبت نصوص أهم المعاهدات والاتفاقيات التي عقدتها، ويشرح الحوادث التي مرّت بالدولة شرحاً مؤيداً بالوثائق والمستندات وهو حصيلة بحث واستقصاء استمر ستي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram