محمد حمدي
يخوض منتخبنا الوطني اليوم الثلاثاء أحد أهم مفاصله التنافسية ضمن للجولة الرابعة للتصفيات النهائية المؤهّلة لنهائيات كأس العالم 2022 عندما يلتقي نظيره الإماراتي على ملعب زعبيل في مدينة دبي بشعار الفوز، ولا بديل عن ذلك بالاستمرار في هدر نقاطه ذات الأهمية العظمى، ولكي لا يتّسع الفارق مع أقرب منافسيه، وما قد يولد حالة احباط للفريق والجماهير معاً.
المباراة مهمّة جداً لكونها تمثل تطلّعاً مشروعاً للمنتخبين العراقي والإماراتي لأن الفوز سيُنعش آمالهما، والتعادل سيكون مخيّباً إذ لن ينفعهما حصد ثلاث نقاط فقط من مجموع المباريات التي خاضوها حتى الآن.
من المؤكّد أن جميع البعثة العراقية في حال لا تحسد عليه أبداً من المدرّب أدفوكات الذي اعتبرت الصحافة الهولندية أنه زجّ اسمه في رهان خاسر وصولاً الى اللاعبين الذين أفرزت مباراتنا الأخيرة مع لبنان الكثير من التساؤلات حول مستوياتهم منفردة وجماعية وكانت سبباً في تدنّي شعبية الأسود الى أبعد حدود ممكنة في تاريخ الكرة العراقية، قد يتصوّر البعض أن جميع هذه الأمور المُحبطة ستكون سبباً في هدر نقاط مباراتنا اليوم مع الإمارات لاعتبارات تسلسلية متناسقة في تدنّي النتائج، وهذا أمر معقول جداً لكن التاريخ والتجربة يخبرانا عن عكس ذلك وفي مناسبات كثيرة أكثر من العدّ أن المنتخب الوطني في حالات الحرج الشديد يستجمع قواه وينتصر على الذات ويقدّم أفضل ما لديه ولنا ثقة في ذلك بطبيعة الحال لنسجّل عودة ميمونة الى التنافس مجدّداً وشحذ الهمم باتجاه المزيد.
كل ذلك مطلوب ومتوقّع بطبيعة الحال، ولكن ما مطلوب أكثر هو تصحيح الأخطاء الكارثية التي ترافقنا في كل رحلة، التشكيلة وتسريبها مبكّراً، واللغة الطارئة بتقسيم اللاعبين بين مغتربين ومحترفين ومحلّيين الأمر الذي نتج عنه انقسامات حرجة وصل صداها الى الملعب، وأخيراً الإعلام السلبي ومدوّنات التواصل الاجتماعي التي أثرت هي الأخرى تأثيراً حرجاً كبيراً تسبّب في نتائج كارثية على لاعبي المنتخب وتدنّي مستوياتهم وانشغالهم بما يثار عنهم من احاديث حتى وإن كانت مجرّد محطّات بسيطة على الفيسبوك أو برامج بسيطة لقنوات بعيدة عن أثير المتابعة.
هنا تسكن العبرات ويتّضح مدى النقص الذي نعانيه ثقافياً لدى اللاعب العراقي وضعفاً فاحشاً لدى البعثة وإدارتها التي تفشل في السيطرة على اللاعبين وإبعاد أجواء الشحن عن مسامعهم، وهي عملية يسيرة وليست معقّدة، ومن المُمكن السيطرة عليها إذا ما كانت الوفود محترفة وتتبع معايير الجودة في الإدارة .
أمر آخر لابد من الإشارة اليه وما قد يسبّبه من حالة شحن بالاتجاه الصحيح، ويكمن في الظهور المشرّف لمنتخبنا الأولمبي وما قدّمه من مستوى جيّد في بطولة غرب آسيا حتى مع الخسارة أمام السعودية بهدف وحيد ومغادرة التنافس على اللقب، وهو توافر خزين جيّد من اللاعبين الذين يمكن الاعتماد عليهم بالنظر لما أاظهروه في هذه البطولة، وتعويض مكامن النقص لدى المنتخب الأول هذا من جانب، ومن الجانب الآخر فإن كثرة الاشادة بلاعبي هذا الفريق ومستقبله ستكون خير حافز للأسود في مباراة اليوم أمام الإمارات وكسر النحس التهديفي والعودة إلى سكّة الانتصارات.