اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > ذكرى عبد الرزاق الحسني

ذكرى عبد الرزاق الحسني

نشر في: 9 يونيو, 2010: 05:00 م

فؤاد يوسف قزانجي ولد السيد عبد الرزاق الحسني، رائد الجيل الأول من المؤرخين العراقيين الذين برزوا بعد استقلال العراق في عام 1903 ونشأ وترعرع في بيت محب للعلم والعرفان، كان وابوه عطاراً معروفاً ولذلك سمي أهله بآل العطار. وعرف عن الحسني رزانته وطيبته ودماثة خلقه وتفاؤله، وأهم من كل ذلك اعتداده برأيه ورغبته الشديدة بالاطلاع على كتب التاريخ واهتمامه بمتابعة الوثائق التاريخية المعاصرة.
 تخرج في دار المعلمين في عام 1922. وبعد تخرجه بدأ بنشر مقالات بلدانية وتاريخية تحت اسم عبد الرزاق البغدادي اعتزازاً بمنشئه. عمل في بداية حياته العلمية مديراً لادارة جريدة (المفيد) ومراسلاً لها في المدن العراقية. بعد اغلاق جريدة (المفيد)، أصدر جريدة أدبية، تاريخية، اسبوعية، باسم (الفضيلة) وقد ظهر عددها الأول في الأول من أيلول عام 1925، ثم انتقل من بغداد إلى مدينة الحلة بعد ان ابتاع بما يملك مطبعة صغيرة. وأصدر هناك جريدة ثانية بعنوان (الفيحاء) وذلك في 27/ 12/ 1927 ولم يمض وقت طويل حتي سحب امتيازها وصودرت المطبعة. وبعد التجائه إلى الفريق جعفر العسكري سعياً إلى اعادة المطبعة اليه، أوصي بتعيينه في وظيفة عامة، تعين بوظيفة محاسب في وزارة المالية. وتنقل في وظائف مالية في الحلة وديالي وبغداد. وبعد ثورة 1941 ضد السيطرة البريطانية، فصل الحسني من الخدمة لمدة خمس سنوات، ثم أعيد إلى الوظيفة بعد ان قضى مدة في المعتقل مع مجموعة من الشباب القومي امثال صديق شنشل وفائق السامرائي. في عام 1949 نقل إلى وظيفة في ديوان مجلس الوزراء، وكان موقعاً مناسباً له كمحب للتأريخ والوثائق كما انه أصبح قريباً من الاحداث الجسام. نشر الحسني اضافة إلى كتبه العديدة، كثيراً من المقالات البلدانية والتاريخية والأدبية في معظم المجلات العراقية، وكذلك في مجلات عربية مرموقة كالهلال، والعصور، والكتاب المصريات، والعرفان، والعروبة، والحديث السوريات، اضافة إلى ما كان ينشره في جريدة الاهرام التي أصبح منذ عام 1929 مراسلاً لها في بغداد.كانت له مراسلات تأريخية وسياسية مع كل من ملك اليمن الامام يحيى والملك فاروق ملك مصر، والملك عبد الله ملك الاردن، ومع أمير البحرين، ومع الملك سعود بن عبد العزيز وعمه الامير عبد الله وغيرهم، وهي حصيلة تاريخية مهمة، ولعل نشرها سيلقي ضوءاً على هذه الشخصيات السياسية العربية التي برزت في منتصف القرن العشرين. كما راسل الحسني مجموعة كبيرة من الكتاب العرب المعروفين آنذاك بالاضافة إلى ذلك تراسل مع نخبة من المستشرقين والمؤرخين المشهورين في العالم أمثال جاك بيرك، هاملتون كب، وريتر، ودنلوب، ولويس ماسنيون، وكراتشكوفسكي، وغفووف، وغيرهم. ومازالت تلك الرسائل المتبادلة بينه وبين تلك الشخصيات العلمية والثقافية تشكل جانباً مضيئاً في نشاط الحسني التاريخي.(1)كان الحسين قليل الاهتمام بمناهج الحياة، متواضعاً، صبوراً، كرّس حياته ووقته للاهتمام بالبحث والتقصي والتأليف في تاريخ العراق المعاصر، وبعد ان احال نفسه على التقاعد عام 1964، نشط في حقل التأليف نشاطاً لامعاً. كان الحسني يبدأ صباحه بالاستماع إلى نشرات الأخبار في الساعة السادسة، ثم ينصرف إلى المطالعة حتى الثامنة، بعد تناوله الفطور يباشر كتابة ملاحظاته وهو يقرأ الكتاب المرشح لاعادة التصحيح، أو يضيف عبارات جديدة من وثيقة عثر عليها إلي مؤلف له سبق نشره. وبعد استراحة الظهيرة، يعود إلى مكتبته العامرة بالمصادر التاريخية، والوثائق عن مراحل مختلفة من تاريخ العراق المعاصر، والتي تبلغ أكثر من عشرين ألف عنوان عدا الوثائق، وفيها يستأنف الكتابة أو القراءة، حتى اذا ما حلّت الساعة الثامنة مساءً فضّل الذهاب مبكراً إلى فراشة وهو يستمع إلى آخر نشرة للأخبار بواسطة (مذياع) صغير يحمله معه. كان الحسني نادراً ما يشاهد ما يعرضه التلفاز من برامج، ولم يذهب في حياته إلى السينما الا ثلاث مرات ليشاهد أفلاماً تاريخية. وقلما يذهب مع عائلته لزيارة الأقرباء، ما عدا بعض المناسبات الكبيرة. وفيما عدا رحلاته التي أجري معظمها في الستينيات والسبعينيات موفداً إلى بعض المؤتمرات الدولية في التاريخ والتراث، فان سفراته الى لبنان كثيرة، وخاصة مدينة صيدا التي فيها طبع معظم كتبه وذلك في مطبعة العرفان.كان يحب البقاء معتكفاً في غرفته أو في مكتبته أو جالساً على الأريكة البسيطة الموجودة في ممر (طارمة) قرب باب حديقة الدار. كان لا يضجر من الكتابة والمطالعة صباح مساء، وحياته في غالب الأحيان تسير في رتابة اعتاد عليها أهله، وهو راض بها. ولكن المتعة لديه كانت تتحقق عندما يزوره الأصدقاء، وهم كثر أو مريدوه من الباحثين وطلبة الدراسات العليا في التاريخ فيستقبلهم ببساطة وتواضع، ويمدهم بالمعلومات والملاحظات ولا يضجر من تساؤلاتهم الكثيرة ولا من الحاحهم.أصيب الحسني في حادث دعس عام 1978م عندما كان يعبر الشارع من أمام وزارة الثقافة والاعلام في الباب الشرقي، مما أدى إلي كسر خطير في ساقه، وتمت معالجته خارج العراق على نفقة الدولة، وصار يسير معتمداً على عكازة، وبعد بضع سنوات أصيب بشلل نصفي عام 1984م، فاهتمت به الدولة ووفرت له أفضل المستشفيات وأجريت له عملية، لكنها بدون جدوي.كان وزراء الثقافة والاعلام يستفسرون عن احواله وصحته دوماً وهم على صلة وثيقة به حتى وفاته. منحته جامعة بغداد ش

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram