أ. د. عقيل مهدي يوسفربما كانت اللقطة مشفرة بطريقة علمية عند المخرج السينمائي (ازنشتين)*من حيث السبق التاريخي، أكثر من غيره من المخرجين، الذين سبقوه.وتشفيراته هذه، تنطوي على تحفيزات خاصة، بالسرد، مثل المحتوى الواقعي، أو الأدبي للقطة وكذلك الشكل الخاص بطول اللقطة، ووصفها ضمن نسق اللقطات الأخرى،
وكذلك الوجدان، لإثارة حالة شعورية عند المتفرج عن الموضوع المصور، وماتوافر عليه من إضاءة، وتركيب، ورؤية فنية متفردة، فالحركة حين تقطع من منطلق جمالي، تتجاوز حاجزي الزمان والمكان كما في فيلم (هيروشيما حبيبتي) الذي رتبت اللقطات فيه، ومزجت سينمائياً، بحيث يفقد الزمان أهميته، ويتركز الاهتمام على ما يجري بشكل حركة تشبه (الحلم)، المشحون بسريان نفسي غامض.البطلة في الفيلم- أيضاً- هي محصلة ماضيها، امرأة فرنسية مع مغتصب ألماني شاب، وسيدة راشدة مع مهندس معماري ياباني وامتزج الزمانان الماضي والحاضر بزمن آني واحد.اللغة السينمائية الجديدة في الفيلم، وما تحمله من ثراء التداعيات قادرة على إثارة المشاعر، وتحريض الذهن، بحيوية شيقة، ومرتبطة قبل كل شيء، بالطريقة السينمائية التي تفرض بها كيفية تسلسل اللقطات، للحفاظ على الرابطة العضوية فيما بينها.. كأن الكاميرا، تقوم بمهام العين المراقبة، والمونتاج هو التفكير، والعقل المدرك والمتفهم للقيم والمعاني والحقائق، جمالياً.
شذرات سينمـا..تحفيزات السرد السينمائي
نشر في: 9 يونيو, 2010: 05:33 م