TOP

جريدة المدى > سينما > أُسطورتي السينما العربية: القبطان وخلطبيطه..افلام مغايرة.. وصنعة مدهشة

أُسطورتي السينما العربية: القبطان وخلطبيطه..افلام مغايرة.. وصنعة مدهشة

نشر في: 9 يونيو, 2010: 05:38 م

عبد الكريم يحيى الزيباريفيلم القبطان/1997، أخرجه وألَّفَهُ سيد سعيد المخرج الفيلسوف، انتظرَ عشرين سنة، بعد تخرُّجِّهِ في معهد السينما، ليخرجَ فيلمه الأول والأخير، ليؤسِّس لشخصية عجائبية، تظهر وتختفي فجأةً، لها قدرة على شفاء المرضى، تلاحق السلطة، حتى تقضي عليها، باعتبار الحكمدار رمزاً لهذه السلطة، وهو هنا قد تجاوز محاكمة كافكا، بتقديم نموذج معاكس تماماً.
فاز القبطان بجائزة أفضل فيلم وسيناريو في المهرجان القومي للأفلام المصرية 1997، في بداية الفيلم يرقص القبطان رقصة يونانية، ليذكرنا بشخصية زوربا، للقبطان مسحة صوفية، ولديه أربعة مريدين: وجيدة (وفاء صادق)، يتنافس عليها ثلاثة: سامي (مصطفى شعبان) يعاني من رفض وجيدة والمجتمع لأنَّ والده يعمل في معسكرات الإنكليز، محمدي (عيد أبو السعود) استشهد والدهُ في حرب 1948، لذا فإنَّ والدته تقول أنَّ حرب فلسطين لم تنتهِ بالنسبة لها، حتى لو أعلنت الدول العربية الهدنة، لأنَّها لم تأخذ ثأرها، كمال (طارق عبد العزيز) ثري منفتح على طبقة الفقراء، رافض للانغلاق والاستعلاء البرجوازي، يجري القبطان بينهم مباراة أيُّهم يحتمل نار الشمعة، ولا يسحب يده من فوقها، يكون الأجدر بوجيدة، ويفوز سامي، ومع القبطان طفلان صغيران يتبعانه أيضاً. مجموعة كبيرة من الأسئلة والافتراضات والاستنتاجات يطرحها القبطان، وهو يعاني اختفاء هيلينا، والحكمدار يعاني اختفاء القبطان، مَـنْ هو الخيالي وَمَـنْ هو الواقعي؟ الشعب ينكر وجود القبطان لينقذه، فلماذا ينكر وجود هيلينا؟مدحت السباعي ألَّفَ وأخرجَ فيلم خلطبيطه/1994 ليؤسِّس لصورة السلطة التي تلاحق مواطنا ساذجاً، بطريقة غير معقولة، وليس بعيداً عن بطل محاكمة كافكاِ (ك)، والفيلمان يلتقيان في شخصيتي المواطن محمود عبد العزيز والمحقِّق أحمد توفيق.القليل من الأفلام لا يكفي لفهمها، أنْ تشاهدها مرة واحدة، ولا تنفد المتعة مع تكرار مشاهدتها، ومن هذه الأفلام الفيلم العربي، القبطان/ 1997، بطولة: محمود عبد العزيز، وفاء صادق، احمد توفيق، طارق عبد العزيز، مصطفى شعبان، حسن مصطفى، وضيف الشرف الممثلة اليونانية جوليا ليوبولو، فيلم يبدأ بعبارة للنفري (إنَّما أُحدِّثُكَ لترى، فإذا رأيت فلا حديث).وصوت منبِّه السفن، وصورة الميناء تستقبل المهجَّرين الفلسطينيين، ثم عزف موسيقى عسكرية، ومقطوعة سلام الأمراء لاستقبال حكمدار مدينة بورسعيد عام 1948، وفي استقباله طابور وجهاء وأعيان المدينة، الذين لا يستظلون إلا بقاعدة (اللي يتزوج أمِّي...)، وحين ينتهي الحكمدار من الطابور، يلاحظُ رجلاً يُدَخِّن غيلونهِ غير آبهٍ بما حوله من الضوضاء، فيلتفت إليهِ، بطريقةٍ ساحرة، فاغراً فاهُ، متلاعباً بعينيهِ، مشمئزَّاً، بقلق، ثمَّ يمضي في طريقهِ، لقد عرفَ فيه عدوَّهُ، فليس للحكمدار أعداء، إلا الأبرياء البسطاء، الفقراء، الذين لا يجدون قوت يومهم، ولا يسمعون معزوفة سلام الأمراء، حتى لو عزفت طوال اليوم قربَ آذانهم. ينتهي الفيلم بمغادرة الحكمدار، لأنَّ مسؤوله يأمره بتقديم استقالته لفشلهِ في القبض على القبطان، وإلا سوف يُقدَّم إلى محاكمة عسكرية، وأنْ يسَلِّم عهدتهُ إلى الحكمدار الجديد، وقبل أن يتحرَّك القطار، ينظر الحكمدار من النافذة، فيرى القبطان جالساً عين الجلسة، يمسكُ غليونهُ وَيُلَوِّحُ له بيدهِ. في الدقيقة 37، القبطان، صيَّاد السمك، يُلوِّح بالصنّارة ويرميها، يشاهد قدمي السائحة اليونانية "هيلينا" التي قامت بدورها (جوليا ليوبولو) حورية البحر، وهي تترنَّم بأغنية يونانية، القبطان، صيَّاد السمك، ضمير المدينة، فاغراً فمه، فاركاً عينيهِ، صار عاشقاً، لتكتمل نصف الأسطورة، في المشهد التالي يذهب القبطان إلى الفندق السياحي ملاحقاً الشقراء، يجلسٌ قبالتها، يحدِّق فيها، فإذا بالحكمدار من ورائهِ وقد فاز في لعبة بليارد، ينادي هل من مبارز؟ فيتصدَّى القبطان، ويستدير إليه، وبالطبع يفوز القبطان، والحسناء تشجِّعُهُ بابتساماتها، هذا المشهد التقليدي الذي يتكرر في الأفلام الهندية والتركية، وبعض الأفلام التاريخية، حيث تراقب الأميرة فارسها وهو يفوز بالألعاب الأولمبية.الحرب العربية الإسرائيلية الأولى انتهت بهزيمة نكراء للعرب، مع تفشِّي لوباء الكوليرا، والفقر، والاحتلال الإنكليزي الغاشم، والسلطة المتعسِّفة، وبداية هجرة الفلسطينيين إلى مصر، شاب بورسعيدي، نصف مجنون، متهوِّر، سوَّاح، مذياع المدينة، أو ضميرها المتأزِّم، يعيش كحلمٍ لأهالي المدينة، وكابوس للحكمدار الذي يفشل في القبض عليه، اسمه منصور الدهشوري، يلقبه مواطنوه بالقبطان، يستمع للراديو ليترجم لهم بحسب هواه، أخباراً عن الثورة الفرنسية، "وجيدة" تخاطب ابن الملوَّاني بابن "كلب الإنكليز" كإشارة إلى تعاون والده مع المحتلين الإنكليز، ويمضي القبطان يحكي قصة عائلة الشابة وجيدة بطريقة أسطورية، أقرب إلى الحكاية الشعبية، يظهر فجأةً ويختفي فجأةً، لكن الأحداث تتطوَّر فإذا بسامي بن الملوَّاني يقتل الجنرال الإنكليزي، ويختبئ في بيت الحكمدار، بمساعدة وجيدة، زوجة الحكمدار، وفي المخزن بين الأشياء العتيقة يعثر على سيرة القابوطي، مؤسِّس مدينة بور سعيد، لاستعادة الأجواء الأسطورية (ويقال أنَّ من الغرائب والكرامات أنَّ البحر هجمَ على بيت القابوطي، حمله

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram