جلال حسنفي التحقيق الذي كتبته بعنوان ( التأخير في تشكيل الحكومة يثير مخاوف المواطنين ) ومن خلال استطلاع الآراء، رأيت أن الناس يعيشون أزمة حقيقية وقلقا واضحا، وأن تأخير تشكيل الحكومة يستهدف العملية الديمقراطية ، ويضع المستقبل أمام علامات استفهام كبيرة ، تأخير لا يحمل أي مبرر، بل مدعاة الى القلق والشك أمام أسئلة الناس اليومية.
إذن صار من المُلحّ على المنتخـَبين ، اختصار الزمن لتفعيل دور البرلمان والقيام بوجباته ، والشروع بعمله لانتخاب الحكومة الجديدة بالاستفادة من هضم أصوات الناخبين ومتطلبات المرحلة الجديدة.الناخبون يرمون حججهم هذه المرة في حكمة السياسي، هذه الحكمة التي صارت مطلوبة بمفاتيح الثقة التي أعطيت للفائزين بأصوات الشعب على اعتبار أنها مفتاح الحل للوصول الى برّ الأمان.ائتلافات وتوافقات وانسجامات وتفاوضات وحلحة مشاكل واصطراعات ، وما يطالعنا يوميا من عناوين تبرزها وسائل الإعلام المختلفة ، كلها تحول قلق المواطن الى يأس وتذمر ويرافقها ندم أحيانا.المواطن يريد الحفاظ على ثمرة التغيير بما يعزز ثقته بالعملية الديمقراطية باعتبارها وسيلة تبادل شريف لتداول السلطة ، وضمانة معززة بالدستور لتقدم المجتمع نحو حل جميع المشاكل المتكلسة من النظام المباد ، وهذا حق مشروع بإيجاد فرص للرفاهية والبناء والتقدم ، وبناء أسس متينة لبلد يستطيع أن يقفز ببراعة أبناءه نحو سلم العلم باختصار الزمن.لا يعقل ان يمضي على الانتخابات اكثر من ثلاثة أشهر ونيف كي نقرأ تصريحات بأن الحكومة سوف تتشكل في شهر آب المقبل ، تلك كارثة ، يرفضها أي ناخب ، ما يجعل الحكمة تتبدد في حنكة السياسي ونقول: لا رحمة له أي (السياسي) لأننا نعاني ونكابد وهو المتفرج على معاناتنا ، الحكمة الواثقة إيجاد الحل بالخروج من أزمة التأخير.قد لا يختلف اثنان منا على أن خط الشروع مشروع للجميع، ومن يصل الى رأس السلطة هو القادر على أن يطمئن الجميع بأنه المواطن الاول بحب العراق، ويفسر لنا فوزه باحتواء الجميع من دون استثناء أحــد.ولكن ما أفرحني في استطلاعي لآراء الناس أنه حين سألت سائق تاكسي عن رأيه في تأخير تشكيل الحكومة قال بثقة : إن زمن البيعة انتهى ومهما يحصل الان فهو مخاض طبيعي لهضم متطلبات المستقبل ، بإلغاء تبعات الماضي السحيق ، والنظر بجدية الى عراق ديمقراطي موحد وعادل نعيش فيه بسلام تحت خيمته الواسعة بمواطنة حقيقية وصادقة الى الأبد.rnjalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : تأخير ثقيل
نشر في: 9 يونيو, 2010: 06:03 م