علي حسين
منذ سنوات وبدافع "تآمري" بالتأكيد، صدّعت رؤوسكم ببلدان مثل سنغافورة والإمارات وكوريا الجنوبية، وكان بعض القرّاء الأعزاء يهزّون أيديهم بالتأكيد كلما حاول "جنابي" أن يحشر اسم اليابان أو الصين في عموده اليومي، وهم يقولون بالتأكيد: لقد أضجرتنا بأحاديثك عن بلدان العالم، وتنسى أن تجربتنا الديمقراطية تُدرّس في أرقى جامعات العالم ، كما أخبرنا، ذات يوم النائب محمود الحسن.
منذ أيام تدور معركة صناديق الانتخابات، وبدلاً من أن يعترف بعض الساسة بفشلهم وتقصيرهم، خرجوا علينا ينددون بالإمبريالية وبدول الجوار التي تحسدنا على معدلات الرفاهية التي فاقت حتى بلاد مثل النرويج، ولهذا في خضم حالة "البطر" التي يمر بها المواطن العراقي وهو يعيش أزهى عصور التقدم، ثمة أخبار تساعدنا على الضحك، منها الاكتشاف المذهل لرئيس البرلمان السابق محمود المشهداني وهو يقول بكل أريحية إن تزوير الانتخابات لم يكن عراقياً بل نفذته دول. ياسلام يارجل: وماذا عن حصولك قبل سنوات على منصب رئيس البرلمان؟، هل تدخلت دول أيضا لكي تضعك على الكرسي؟. ولم ينته الأمر عند "مفرقعات" المشهداني، فقد أخبرنا أحد الخاسرين أن دولة الإمارات تآمرت عليه شخصياً وتلاعبت بأصوات ناخبيه.
أعرف جيداً أن البعض من القرّاء الأعزاء سيضعني في خانة "العملاء"، لكنك ياعزيزي القارئ عندما تعرف أن العراق عام 1971 كان مؤملاً له أن يكون بلداً مثل اليابان أو ألمانيا لوفرة أمواله وعقول أبنائه، وبدلاً من أن يهتم قادتنا الأشاوس بالبناء والعمران انشغلوا بالحروب، في العام نفسه واعني به عام 1971 قرر الراحل الشيخ زايد تأسيس الإمارات العربية، وبعد خمسة عقود تحولت الإمارات إلى واحة من الجمال وورشة للعمل والسعادة، فيما لا يزال العراق يعتبر تبليط شارع إنجازاً ثورياً لا بد من أن يتصدر الصحف ووكالات الأنباء.
قبل أشهر نشرت مجلة إيكونوميست تصنيف المدن الآمنة في العالم للعام 2021، وتصدرت كوبنهاغن أكثر المدن أماناً في العالم، فيما تصدرت أبوظبي مدن العالم العربي.. وماذا عن العراق أيتها المجلة الإمبريالية ؟ لايهم فالمواطن العراقي عليه ان يعيش في خوف دائم منذ لحظة اعلان نتائج الانتخابات .
أمضينا الثمانية عشرَ عاماً الماضية في معارك إعلامية، تقودها وسائل الاعلام محلية ، غايتها تقديم تحقيقات استقصائية تقول بالوثائق إنّ هناك شبهات فساد ، وإن معظم المسؤولين استولوا على عمولات تُقدَّر بعشرات الملايين من الدولارات، ونبهتنا عالية نصيف مشكورة إلى أن وسائل الاعلام هذه تسعى للنيل من الشخصيات الوطنية. هل هي مؤامرة؟ بالتأكيد، وتقودها الامارات التي اغاضها الحدث الأكبر في العالم " اكسبو بغداد " ، وازاحة مطار دبي من قائمة الأكثر ازدحاماً في العالم ، ليحتلها مطار بغداد ، وتَصدر العراق قائمة الدول الاكثر رفاهية وسعادة .. !! .