محمد حمدي
لا أعتقد أن النفوس ستهدَأ قريباً ويتم استيعاب الصدمات المدوّية التي لحقت بنا من جرّاء النتائج السيّئة لمنتخبنا الوطني بكرة القدم ضمن تصفيات مونديال قطر 2022، أمام كوريا الجنوبية وإيران ولبنان وأخيراً الإمارات العربية.
لا أريد الخوض في موضوع النتائج البائسة وتداعياتها التي لازالت تنسج حولها مئات الحكايات والاستنتاجات لتعليل أسبابها وكيفية تجاوزها، وكالمعتاد كان لابد من البحث عن ضحيّة تُعصَب برأسها الاخفاقات ويخفّف بذلك الضغط الجماهيري، وهو إجراء وارد جرت العادة عليه في مناسبات كثيرة جداً.
وشخصياً ومن سابق تجربة أجد أن اتحاد الكرة يبحث عن نتيجة إيجابية بشقّ الأنفس بعنوان الفوز لتكون نقطة شروع جديدة تمسح آثار الفشل والتخبّط الذي لحق بنا بعد التعاقد مع المدرب الهولندي ديك أدفوكات الذي يبدو أنه لم يدخل فورمة المنتخب والأجواء العامة حتى الآن، بدليل ابتعاده عن الساحة والاكتفاء باشارات حائرة هي الأخرى، وحتى مقرّرات الاتحاد الأخيرة المتشنّجة في بعض مفاصلها أنتهجت ذات الأسلوب في البحث عن إعادة محاولات الترميم وبناء المنتخب ومنها قرار التخلّي عن المدير الإداري باسل كوركيس وبعض اللجان والشخوص المرافقين بدعوى كسر حالة النحس والتجديد، وبصريح العبارة فإن إعلان أحّد المسؤولين بأن فوزنا وتسجيلنا لأول هدف في مباراتنا المقبلة مع سوريا سيكون كفيلاً بالتأكيد بمحو نصف آثار الخسارة الثقيلة والنتائج السلبية السابقة.
ولو ناقشنا أحد التصرّفات المستعجلة بإبعاد المدير الإداري للمنتخب سنجد أنها لا يمكن أن تكون حلاً لمشكلة أو عدّة مشاكل أدّت وستؤدّي بنا ليس الى الخروج المبكّر من التصفيات فقط، وأنما من البطولات الكروية المقبلة، وأقربها بطولة كأس العرب في قطر نهاية الشهر المقبل.
فممّا لاشكّ فيه أن هناك خلل كبير جداً في عمل الاتحاد بملف المنتخب والتعاطي معه بجميع الاشكالات حتى في الرضوخ لضغط الإعلام والجماهير والسوشيال ميديا التي رسمت وبلورت بعض الطرق لتلافي الاحباط ومنها المطالبة بإقالة باسل كوركيس ورحيم حميد وستة لاعبين كان ظهورهم بائساً حتى الآن، والأخيرة أجدها مشكلة المشاكل إن حصلت ومن هو البديل المناسب، وهذا الأمر من مسؤولية المدرّب المساعد والمستشارين المحليين إضافة الى المدرب الأول العاجز حتى الآن عن اقناع الجمهور بكونه الخيار الصح لتدريب المنتخب، ومن سيتمكّن من تحقيق حلم التأهل المونديالي الذي ننتظره بفارغ الصبر.
كان على اتحاد الكرة لكي يتخذ إجراءات معقولة ومنطقية توجّب عليه الطلب من المدرّب الحضور الى العراق وعقد لقاءات مع الفنيين المحلّيين ومدربي الأندية ومحلّلي المباريات والتداول في اسباب انخفاض المستوى الفني العام للمنتخب والاستماع لهم جيّداً وأبداء أكبر قدر من الحرص.
والأمر الآخر المُقلِق أيضاً هو أن التعاطي مع مشكلة حسّاسة جداً ويتعاطى معها الجمهور بلهفة وتفاعل، بلا مركزية في التصريح والإعلان والإبقاء على حالة التسريبات والتصريح من خلف الجدار هو السائد في معرفة ما سيحصل وهذا الأسلوب أضرّ المنتخب كثيراً وأسهم الى حدود بعيدة في انهيار الروح المعنوية، وبذلك يتحتّم على الاتحاد أن يمسك بتلابيب الفرصة الأخيرة أمام منتخب سوريا بقوّة ويحقّق منتخبنا الفوز فيها لتولد جذوة الانطلاق مجدّداً.