TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > ثقافة الجامعات.. مشهد مهتز الواقع.. مبعثر الاتجاهات

ثقافة الجامعات.. مشهد مهتز الواقع.. مبعثر الاتجاهات

نشر في: 9 يونيو, 2010: 07:16 م

جمال العتابيعلى المستوى الموازي للسياسة ، يعاني الواقع الاجتماعي العراقي مخاضاً عنيفاً ، وميلاداً عسيراً ، فئات اجتماعية تنمو ، ومعها تنمو أخلاقياتها ، وتقاليدها وقيمها الاجتماعية، الشخصية العراقية تعاني زلزالاً داخلياً شديداً تتجاذبها قوى عديدة ، والذي يعنينا هو أن المتغيرات الاجتماعية تخلق أنصارها كذلك من المنتمين لها أو بموقف مضاد منها .
في وسط هذه الأجواء ، يجد المثقف نفسه، وهو الحالم بحياة أفضل تملأها سعادة حقيقية ومساحة حرية أوسع. أن تتوفر له الأدوات التي تساعده للوصول إلى هذه الغايات. وهو لا يملك سوى عقله وفكره.. من هنا تبدأ نقطة الصراع بين الموجود والمفترض وجوده. أو بين ما هو كائن فعلاً وبين ما ينبغي أن يكون، بين الحقيقة والخيال ، أو بين الواقع والفكرة. أن الحقيقة التي تفرض نفسها على المتتبع لمسيرة الحركة الثقافية في واقعنا المعاصر، يرى خارطة المشهد مهتزة الواقع، ومبعثرة الاتجاهات. لا تسجل سوى محاولات فردية تعبر عن ثقافة أصحابها الخاصة، أكثر مما تصدر عن وعي شامل بأبعاد الثقافة، وتفاعل حي مع حركة المجتمع ، وهي المحاولات التي تعبر عن جهود جماعات . تظهر هنا وهناك ممن أسهم أفرادها بنشاطهم ودأبهم في حياتنا الثقافية . ولعل الخلل الكبير في الفعل الثقافي . هو غياب الجهد الأكاديمي الذي لا يعبر عن مدى اعتراك أهله بعلمهم وثقافتهم .!إن جمهرة كبيرة من الأكاديميين ، اختاروا العزلة ، واكتفوا بالعيش على هامش الحياة الفكرية والثقافية . على انه ليس الحكم الجامع والمانع .. ومن غير الإنصاف عدم الإشادة بجهود رائعة وجليلة ورصينة لعدد غير قليل من الأساتذة اخذوا مواقفهم بجدارة ضمن هذا المشهد .. ألا أن عدداً أخر من الأكاديميين من لم يستطع أن يعبر أسوار الجامعة، أو أن يقتلع الأفكار التي لم تعد تنسجم مع واقع متغير ومتجدد، أو أن تسعى الجامعة إلى فتح الباب واسعاً من اجل الحوار، بينها وبين الاحتياجات المسلحة التي يفرضها هذا الواقع. أن دور الجامعات الفكري والعلمي في كل العالم .. يأتي في الصدارة دائماً في كل الفعاليات والنشاطات وبمختلف الميادين.. وبسبب هذا الدور. فأن حركة المجتمع وتطوره، تأخذ بالحسبان دائماً هذا الدور وتوليه أهمية خاصة واستثنائية.. لأنه الركن الأساس  في عملية التطور والبناء الحضاري. فما من أمة استطاعت أن تخطو خطوة نحو الرقي.. إلا ووضعت في الاعتبار .. إشراك هذا المفصل المهم في الحياة. لذا تظهر الحاجة إلى فعل ثقافي جامعي (أكاديمي) خارج الأطر التقليدية. بالإحاطة بالثقافات والتراث، والخروج برؤية عصرية تنويرية جدية لطبيعة الواقع وحركة التاريخ بحثاً في الأعماق عن المكونات الفكرية والسياسية والاجتماعية. التي تشكل الأبعاد الحقيقية للثقافة.. أننا بحاجة إلى جهد يزيح حالة الركون أو السكون، رفض الجمود والتقليد، فالجامعة عامل محرك.. في الجوهر الإنساني لكل الأشياء. أو البحث عن القيم المحركة التي تكمن خلف مظاهر التطور المادي والاجتماعي. وبكشفها عن هذه القيم الكامنة يحيلها إلى قوة ايجابية فعالة نحو مزيد من التطور من نفس الاتجاه.  فبمقدار تمثلها لهذا الواقع.. نستطيع القول أننا وضعنا أقدامنا في طريق التفاؤل.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram