ترجمة: حسن عبد حسنالكرملين لم يعلن عن خطط للاحتفال بمرور 100 عام على وفاة تولستوي كاتب روسيا الأشهر. أرشيفية يعد عام 2010 عام التذكر بالنسبة لمحبي الكاتب الروسي ليو تولستوي. فبعد 100 عام على هروب الروائي الروسي الشهير من مزرعته في ضواحي موسكو، حيث مات بعد ذلك بثلاثة اسابيع، يستعد العالم للاحتفال بهذا الروائي العالمي.
وثمة ترجمات جديدة في كل من ألمانيا والولايات المتحدة لروايته الشهيرة «أنا كارنينا». وتقام في كوبا والمكسيك معارض لكتب تولستوي، في حين تعرض أفلام وثائقية باللونين الابيض والأسود، في جميع أنحاء العالم. وتم الحصول على افلام جديدة من الارشيف الروسي تظهر تولستوي العجوز وهو يلعب مع كلابه، ويثب على حصانه بقوة ورشاقة.ويشهد الشهر المقبل افتتاح الفيلم البريطاني «المحطة الاخيرة» الذي يتحدث عن ايام تولستوي الاخيرة. ويلعب بطولته هيلين ميرين، وكريستوفر بلومر وجيمس ماكافوي. ويصور الفيلم السنتين الاخيرتين من حياة الكاتب، واللتين كانتا تعجان بالاحداث. وقد تشاجر تولستوي مع زوجته صوفيا اندريفنا بشأن الملكية الادبية لتولستوي، حيث كان الروائي مصراً على ان يترك حقوق ملكية اعماله للبشرية جمعاء، في حين ان صوفيا كانت تريد حصر العائدات بنفسها. ونظرا لضجره من المشاحنات الزوجية هرب تولستوي من بيته، ولكنه مرض أثناء سفره بالقطار نحو الجنوب، ومن ثم توفي.وكتب قصة الفيلم جاي باريني، والبطلة الرئيسة فيه هي سكرتيرة تولستوي الشابة فالنتين بولغاكوف. ومن المعروف أن تولستوي خلال السنوات الاخيرة من حياته كان يرفض الملذات المادية، ولكن ذلك لم يستمر طويلاً، إذ إن احدى صديقات الكاتب وتدعى ماشا جعلته يغير رأيه.ولكن ثمة دولة لم تشارك العالم باهتمامه الكبير بتولستوي هي روسيا. وتقول الشائعات ان فلاديمير بوتين زار المنزل الذي عاش فيه تولستوي، بينما كان ضابطا في المخابرات الروسية (كي جي بي)، ولكن الكرملين لم يعلن عن قيامه بخطط كبيرة للاحتفال بمرور 100 عام على وفاة تولستوي في 20 نوفمبر المقبل. والاغرب من ذلك أن مخرج الفيلم الاميركي مايكل هوفمان يريد ان يصور فيلم «المحطة الاخيرة» في كلير غليد جنوب موسكو، وهي القرية التي عاش فيها تولستوي، ولكن كثرة العقبات التي واجهته حالت دون ذلك. وتم تصنيف تولستوي في العالم الغربي باعتباره أفضل روائي في العالم، حيث اعتبرت مجلة نيوزوويك رواية «الحرب والسلام» الاولى بين أفضل 100 رواية في العالم.مزاج دوستوفسكيلكن اندريه دريابين الذي شارك في انتاج الفيلم يقول إن معظم الروس يعتقدون أن القرن الماضي كان كئيبا، أي أنه عصر الروائي دوستوفسكي، ولكنه يتمنى ان يكون العصر المقبل هو عصر تولستوي. وهو ما قاله حفيد تولستوي وهو فلاديمير إليتش تولستوي «إن روسيا عاشت قرنا مؤلما في القرن الـ،20 وكان يحمل مزاج دوستوفسكي الكئيب»، وقال «اتمنى أن يحمل القرن الـ21 مزاج تولستوي»، وأضاف تولستوي الحفيد وهو مدير متحف ادبي في ياسنايا بوليانا «كان دوستوفسكي يركز على المشكلات المؤلمة، وعلى الجانب المظلم من الروح البشرية. أما تولستوي، فكان على العكس، فقد دافع عن قيم أساسية مثل الحب والصداقة والعلاقات الاسرية».وتمكن تولستوي الحفيد من تحويل متحف ياناسيا الى مركز جذب ثقافي روسي يزوره الآلاف من محبي تولستوي. وطبقا لفلاديمير، فإن عدد السياح الزائرين للمتحف تزايد خلال الـ15 عاما الماضية، والعديد منهم من الاجانب. وقال فلاديمير انه مندهش؛ لأن جميع ممثلي فيلم المحطة الاخيرة من البريطانيين باستثناء الممثل الذي يلعب دور تولستوي فهو كندي، ولكنه استدرك «احببت ذلك الفيلم».ويعترف فلاديمير أن سمعة جده في العالم الغربي أشهر منها في روسيا، وقال ربما يرجع ذلك إلى الاضطراب السياسي الذي تعيشه روسيا منذ تفكك الاتحاد السوفييتي، و التركيز الحالي على كل ما هو مادي وليس الثقافة والفكر. ولا يبدي الكرملين الكثير من الاهتمام بروائي روسيا الاكثر شهرة. ولم يذكر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين تولستوي في خطاباته أبدا، كما أن «انتقادات تولستوي للأرثوذوكس والسلطات جعلته شخصية خطرة على من يتزعمون روسيا في المرحلة القيصرية وحاليا»، حسبما يعتقد فلاديمير.العبقري الحيربما أن عداوة تولستوي مع كنيسة روسيا الارثوذوكسية هي جزء من المشكلة، فقد كانت الكنيسة قد حرمت تولستوي من الحقوق الكنسية عام ،1901 لغضبها على روايته التي تحمل عنوان «الانبعاث»، وفي عام 2001 أعادت الكنيسة تأكيد الحرمان، كما أن المفكرين الارثوذوكس المحافظين وضعوا أعمال تولستوي على القائمة السوداء. وتقول لودميلا ساراسكينا أشهر الخبراء في الأدب الروسي في القرن التاسع عشر «أشعر بأنه يجب الدفــاع عن تولستوي وعلينا أن ندعمه أخلاقيا وعاطفيا وفكريا».والغريب ان روسيا هي الدولة الاخيرة التي عقدت صفقة مع منتجي الفيلم لعرضه في روسيا. ويعمل ديريابين على إنتاج فيلم آخر عن الروائي الشهير بعنوان «ليو تولستوي: العبقري الحي»
100 عــام من دون تولســتوي
نشر في: 11 يونيو, 2010: 04:34 م