نجاح العليشيء جميل ان نواكب التطور العلمي والتقني في العالم على ان يكون وفق خطط مدروسة وجداول زمنية متتابعة يتم وضعها بشكل علمي وواقعي بعيدا عن القرارات المستعجلة التي تكون نتائجها سلبية ان تم الترويج الاعلامي لها فقط دون تحقيق شيء من اهدافها امثال الحكومة الالكترونية والخصخصة والخطط لارسال عشرة الاف طالب سنويا في زمالات دراسية الى الخارج
دون ان نرى خطوة واحدة للامام نحو تطور العملية التربوية والعلمية في العراق بل ان الانتاج المحلي في زمن الحصار والانغلاق اكبر منه بكثير في زمن الانفتاح والتخصيصات المالية الانفجارية، والتطور العلمي الذي يدعيه البعض في بلدنا. من هذه الخطوات المستعجلة وغير المدروسة بشكل دقيق هي امتحان التوفل للمتقدمين لنيل درجة الماجستير والدبلوم العالي والدكتوراه اذ انه بحسب ضوابط وتعليمات وزارة التعليم العالي الجديدة فيتم اعتماد امتحان كفاءة اللغة الانكليزية I.T.P TOEFL وهو مختصر لـ((Test Of English as Foreign Language كأحد متطلبات القبول في الدراسات العليا للعام الدراسي 2010/2011 ، على ان يحقق المتقدم للدراسات العليا درجات معينة حسب تخصصه الاكاديمي ونوع الدراسة (ماجستير او دبلوم عالي او دكتوراه) ففي المجموعة الطبية للماجستير أو الدبلوم العالي يجب الحصول على درجة430 والدكتوراه 480 وفي المجموعة الهندسية للماجستير أو الدبلوم العالي 410 والدكتوراه 450 ومجموعة العلوم الصرفة والزراعية والبيطرية للماجستير أو الدبلوم العالي 390 والدكتوراه 430 و مجموعة العلوم الادارية والقانونية للماجستير أو الدبلوم العالي 370 والدكتوراه 410 ومجموعة العلوم الانسانية للماجستير أو الدبلوم العالي 350 والدكتوراه 390. اما خريجو اقسام اللغة الانكليزية فيطالب المتقدم لدراسة الماجستير بالحصول على درجة (500) ولدراسة الدكتوراه بالحصول على درجة (520). وهناك خمسة مراكز في جامعة بغداد هي (كلية الاداب وكلية التربية ابن رشد وكلية اللغات ومركز الحاسبة الالكترونية ومركز التطوير والتعليم المستمر) واثنان في جامعة الموصل الموصل (المركز التعليم المستمر / كلية التربية وكلية الاداب) واثنان في جامعة البصرة هما (مركز التعليم المستمر / كلية الاداب وكلية التربية) ومركز واحد في جامعة تكريت هو مركز التعليم المستمر/ كلية التربية، ومركز واحد في جامعة الكوفة هو مركز التوفل في رئاسة الجامعة ومركز واحد في الجامعة المستنصرية هو مركز اللغات الاجنبية في كلية الاداب ومركز واحد في جامعة بابل هو مركز جامعة بابل لامتحان التوفل ، ومركز واحد في جامعة الانبار هو كلية التربية للعلوم الانسانية. بصفتي اكاديميا انا لست ضد اعتماد التوفل كشرط للقبول في الدراسات العليا بل اراه امرا ضروريا لكن هناك اولويات اهم من التوفل الذي يمكن وضعها في الخطط المتوسطة او البعيدة المدى وليس ضمن الخطط الانية لعدة اسباب موضوعية وواقعية منها عدم الاهتمام بتدريس مادة اللغة الانكليزية في الجامعة وضعف مناهجها وخاصة في التخصصات الانسانية، اذ ان منهج اللغة الانكليزية في الصف السادس اعدادي يكاد يفوق في شموليته ما يتلقاه الطالب الجامعي طيلة اربع سنوات من منهج في اللغة الانكليزية، وضعف الاجراءات المتخذة لانجاح تجربة التوفل اذا تم الاكتفاء بفتح مراكز امتحانية تقدم ثلاث محاضرات موزعة على ثلاثة ايام اسبوعيا لمدة شهر واحد، وتحديد مواعيد الامتحانات وأجور الدراسة، اذ بلغت اجور المشاركة في الدورات التطويرية التي ستقام في مراكز اللغة الانكليزية في الجامعات حسب الموقع الرسمي لوزارة التعليم العالي (275,000) مائتين وخمسة وسبعين الف دينار، وهو مبلغ كبير يرهق ميزانية الطالب الذي قد لايوفق في الحصول على مقعد رغم تحمله اعباء مالية وذهنية لعبور امتحان التوفل الذي يفقد قيمته بعد مرور سنتين وعلى المتقدم اعادة الامتحان مرة اخرى ان اراد التقديم للدراسات العليا. المأخذ الاخر على تطبيق اختبار التوفل حاليا هو ان بعض الطلبة قد يكونون متفوقين في تخصصهم وقد يبدعون فيه مثل الاعلام والفنون الجميلة والاجتماع والاثار وعلم النفس وبقية التخصصات الانسانية دون ان يكونوا بالضرورة يجيدون اللغة الانكليزية ومتمكنين من قواعدها وهنا ما فائدة التوفل لهؤلاء. واخيرا اني وجدت في ظل الانفتاح على العالم رغبة كبيرة من قبل الطلبة في تعلم اللغة الانكليزية واجادتها بغض النظر عن نيتهم التقديم للدراسات العليا من عدمها، لذلك من الضروري الاهتمام بمناهج اللغة الانكليزية في الجامعات وزج الطلاب بدورات في اللغة الانكليزية عبر معاهد ومراكز لايكون همها الأول والأخير استحصال مبالغ مالية، ومن المهم أيضاً نشر كراسات وارشادات لتطوير اللغة الانكليزية، وعن برامج التوفل وآلياتها ونموذج من أسئلتها لكي يطلع عليها الطلبة ولا يتفاجاؤا بها عند الامتحان.Najahh2000@yahoo.com
امتحــان التــوفـــل.. معـوقـات وحـلـول
نشر في: 11 يونيو, 2010: 04:46 م