أفراح شوقيتصوير/ مهدي الخالديخطواتها المترددة والحائرة  وهي تسير وحدها بالقرب من السياج الحديدي  لضفة دجلة في شارع أبي نؤاس، أثارت الشكوك لدى أفراد دورية الشرطة القريبة منها، وعند سؤالها عن سبب تواجدها في المكان  تلعثمت قبل أن تخبرهم بأنها ضيّعت الطريق إلى مستشفى الراهبات القريب من المكان، كانت الساعة وقتها تشير إلى العاشرة والنصف من صباح يوم الإثنين الماضي،
والهدوء يملأ المكان نسبياً،  وما هي إلا ساعات حتى وصل إخبار إلى دورية الشرطة النهرية يشير إلى حادث انتحار امرأة  شابة في النهر!rn حكاية نورالقصة بدأت عندما ورد إخبار من أحدهم (شاهد عيان) يشير الى قيام امرأة برمي نفسها الى النهر، بعد أن خلعت نعليها وتركتهما الى جانب حقيبتها اليدوية البيضاء، وعلى الفور تم الاتصال بالشرطة النهرية للقيام بواجبات الانقاذ  وفق الشهادة المعلنة،   الرائد مزهر عجيل  مساعد النجدة النهرية كان  متواجداُ في مقر  الحادث، وهو يتابع إجراءات الإنقاذ ويعطي ملاحظات للغواصين الثلاثة الذين تولوا البحث عن الفتاة،  قال لنا: بعد وصول الإخبارية، حددنا الهدف وتم البدء بعمليات البحث، لكن لسوء الحظ  سرعة الريح هذا اليوم تجعل مهمة البحث أصعب،  وأضاف:  إن الأشياء التي تركتها الفتاة على الشاطئ، حقيبة اليد البيضاء والصور الشخصية  التي بداخلها، بيــّنت  لدورية الشرطة  أنها الفتاة ذاتها التي كانت تسير بالقرب من المكان صباحاً و قبل ساعات من الحادث، وحسب إفادات شاهد العيان أيضاً.rnرسالة الانتحار الأخيرة... وعن حوادث الانتحار التي تحصل قرب ضفاف دجلة، أخبرنا الرائد مزهر بأن حوادث الانتحار والغرق عادة ما تتكرر هنا،  وعلى ضفاف دجلة بالذات  في عدة مناطق  منه، وانتحار النساء هو الأكثر، وهناك حوالي 5- 6 حالات انتحار شهرياً، قبل فترة قريبة استطعنا إنقاذ امرأة رمت نفسها من الجسر، وتمكنــّا من إنقاذها،  وحادثة أخرى لمهندسة شابة  استطعنا إنقاذها بعد أن رمت نفسها من أعلى جسر 14 رمضان. وقد تفشل محاولات الإنقاذ  إذا ما وصلنا الإخبار عنها  متأخراً، وخلال حديثه معنا كان ضابط الشرطة النهرية  يتنقل ببصره الى النهر صوب الغواصين وهم لازالوا  يواصلون البحث،  وعندما طلبت من الرائد مزهر معلومات عن سبب الانتحار، قال لنا: إسألوا زوجها، إنه هناك على الضفة، وبالفعل توجهنا الى زوج الفتاة،  وعلى الرغم من  صعوبة الأمر بسبب تجمهر الناس من سكنة المنطقة والدور المجاورة لمراقبة عملية الإنقاذ،  اقتربنا من زوج الفتاة (نور،س) فوجدناه  وقد بدا في حالة متعبة ومضطربة وهو يحاول أن  يحبس دموعه، ولكنه رفض الإجابة على أسئلتي، وكل ما ذكره أن العلاقة بينه وبين زوجته كانت جيدة، وقد تزوجا منذ ثمانية  أشهر فقط، وراح يبتعد عني بصمت.  rnشاهد عيان: كنت أظنها تتسلـّى!كلام المقربين من الزوج أوضح  أن الزوجة المنتحرة تركت البيت منذ يومين، من دون أن تعلم أحدا بالمكان الذي خرجت إليه، وهي تسكن في بيت أهل زوجها في منطقة الكرادة القريبة  من مقر الحادث، في حين أن أهلها يسكنون قرب جسر ديالى، وعلمت أن الفتاة  تركت رسالة الانتحار في حقيبتها وكتبتها على ظهر صور شخصية لها في مناسبة عائلية، وطلبنا من محقق الشرطة الذي راح يدون إفادة شاهد العيان والشهود ومحضر الحادث أن يمنحنا الصور لتصويرها و قراءة ما فيها، حيث وجدنا أن الرسالة التي كتبت بخط الضحية وبلغة ضعيفة تقول: (سامحوني مالكيت حل لمشكلتي بس أن أموت نفسي وأخلص من عذابي) ويبدو  من رداءة  الخط أنها كتبته على عجالة وقبل الحادث بقليل، شاهد العيان قال لنا: شاهدت امرأة تتجه نحو النهر، واعتقدت  أنها تتسلى فقط، او تقضي وقتاً بانتظار أحد،  إذ أن وجودها وحدها قرب ضفة النهر  أثار استغرابي،  ولما أطلت النظر وجدتها تبتعد أكثر وجسدها يكاد يغمر كله بالماء، فقمت بالتوجه  سريعاً نحوها لكني  لم استطع اللحاق بها، فقمت  بالإخبار عنها لدى دوريات الشرطة المتواجدة في المكان. وصنف الشاهد الوحيد  ملابس الفتاة المنتحرة وأغراضها التي تركتها قرب النهر، واستطاع مصورنا أن يلتقط لها الصور.وحول إمكانية الحد من حوادث الانتحار ودور الشرطة النهرية في ذلك قال: لدينا مراقبون للضفاف، لكن نحن في فصل الصيف القائظ، ولا نستطيع  منع المواطنين  من السباحة برغم التوجيهات والتحذيرات التي نضعها بالقرب من المكان.الملازم أول أحمد، ضابط تحقيق المسبح، كان حاضراً في المكان ليسجل الإفادات في محضر التحقيق، وأخبرنا بأن البحث عن الجثة متواصل، وفي حالة عدم العثور عليها يتم تسجيل إفادات الشهود وتثبيت الدلائل التي عثر عليها وشهادة  ذوي الضحية لتحرير شهادة وفاة للمتوفاة  وفق  البيانات الواردة في الحادث.rnتساؤلات واتهامات..ومع ابتعادنا