محمد حمدي
كان ولازال الإيفاد الرسمي خارج العراق أحد أهم وأخطر أنواع الفساد الإداري الذي أهدر مليارات الدولارات بمسمّيات شكليّة فارغة منذ عام 2003، وملفّات التدريب والتأهيل لحقوق الانسان وغيرها، وصولاً الى البطولات الوهميّة والأخرى السياحيّة التي اختصّ بها عدد من الاتحادات الرياضية وأشار لها الكثير وأوّلهم هيئة النزاهة فيما يختصّ بالجانب الرياضي.
وقد عانى الموفد الصحفي من الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية كثيراً وأكتوى بنار الاتحاد الذي لن يترك طريقاً في وقف تواجد الصحفي الرياضي مع الوفد إلا وسلكه ويجتهد معه المنسّق الإعلامي في تحقيق هذا الغرض، وقد تعرّضتُ لهذا الاسلوب الجاف شخصياً من قبل أحد الاتحادات الرياضية التي أدّعتْ ضياع جواز السفر الذي أملكهُ وما أن أنطلق الوفد برحلته حتى أبلغوني بأنهم وجدوا الجواز وهناك الكثير من القصص الشبيهة والغريبة أيضاً.
الحقيقة أنني تطرّقتُ الى هذا الملف بمناسبة تجدّد الحديث فيه بقوّة وتشكيك وغيرها من قبل بعض الزملاء الذين قدّموا العديد من الاعتراضات على عمل لجنة الايفادات الرياضية في الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية، وهو حق طبيعي ويجب أن يكون مكفولاً للجميع بعدالة ومهنيّة دونما تمييز أو محابّاة وغيرها، إذ ليس من المعقول أن يسافر أحد الزملاء مع ثلاثة وفود منذ عام 2015 على سبيل المثال فيما ينتظر الآخر دوره منذ عام 2012، واعتراضات أخرى تمسّ واقع عمل اللجنة وتعاملها الموضوعي مع ترشيح الزميل الجديد ضمن الاتحاد أو القديم من داخل العاصمة بغداد ومن خارجها، ولكن مع شرعية المطالبات غاب عن ذهن البعض من الزملاء الإشارة الى نوع آخر من الايفاد هو الايفاد الداخلي الذي لا يقلّ أهمية عن الخارجي لاسيما أن العراق نجح في استضافة عدد من البطولات الإقليمية على أراضيه هذا من جانب، ومن جانب آخر التركيز على أن الايفاد هو عمل احترافي في التغطية والتعامل مع البطولات الرياضية وليس مجرّد سفرة لمرافقة المنتخبات الوطنية، مهمّة قد تتطلّب إجادة اللغة الانكليزية مثلاً واستخدام التقنيات الحديثة وغيرها، أتذكّر أن أحّد الزملاء سافر مع أحد الوفود في بطولة آسيوية وليس لديه أدنى إطلاع على قوانين أو مضمون اللعبة وتسبّب له ذلك بحرج شديد!
أعتقد أننا اليوم أمام اختبار جديد وحقيقي لجميع لجان الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية من الزملاء المُنتخبين الذين نتوسّم فيهم كل خير، ونتمنّى لهم النجاح وهُم شخصيات إعلامية لها مكانتها الكبيرة في الوسط، وعليها أن تنجح باسم الاتحاد في إدارة أحد أهم وأخطر الملفات وهو الإيفاد أو الموفد الصحفي الرياضي، وتعتمد آلية جديدة في العمل تضمن حقوق الصحفي الموفد وطريقة تعامل الاتحاد الرياضي معه أولاً وأن لا يكون مجرّد رقم تكميلي مع الوفد يصل الى مبتغاه بمهمّة رسمية محترمة ولا يتعرّض لأي نوع من انواع الابتزاز أو الضغط باساليب نتمنّى أن تكون قد صارت من الماضي.
ونتمنّى أيضاً أن يبادر الاتحاد الى عقد دورات تدريبية تطويرية تخصّ عمل الصحفي الموفد من الجوانب الدبلوماسية والتمثيل الخارجي واللغة الإنكليزية إن أمكن، وهذا الإجراء كان معمولاً به في السابق مع جميع دوائر الدولة، والتركيز على الصحفيين الشباب في هذا الجانب، فهُم بحاجة الى الخبرة والدراية في هذا المجال.
أخيراً.. أتمنى من جميع الزملاء ضبط النفس، وعدم التسرّع أبداً في اطلاق الاتهامات والترويج الى التهميش وغيرها من المصطلحات على منصّات السوشيال ميديا!