اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > صناعة الدكتاتور موسيقياً.. وكاظم الساهر

صناعة الدكتاتور موسيقياً.. وكاظم الساهر

نشر في: 11 يونيو, 2010: 05:08 م

احمد مختار يؤكد علماء النفس والاجتماع على عدم إطلاق صفات التمجيد المبالغ بها على الأشخاص خصوصاً الأطفال، لأنها ستؤدي للاستبداد والتزمت وعدم تقبل رأي الأخر، وسترسخ لديهم القناعة بان ما يطلق حقيقة كامنة وجزء من حقهم الشرعي. 
 وبتمعن قليل نجد ان الموسيقى من الوسائل الإعلامية الأكثر فعالية لمن يريد استغلالها لإغداق صفات التمجيد والمبالغة والتهويل في صناعة البطل الوهمي. التأثير الموسيقي يكمن في الإيقاع المتسق مع الإيقاع الشعري والنغمات التي توُلحن الشعر، لذا وصف العرب شعراءهم المنشدين، بأنهم يلحنون قصائدهم، وذلك لزيادة التأثير أثناء الإلقاء بإضافة تعبير صوتي مموسق على معنى القصيدة، فيسهل حفظ القصيدة، ليصبح التحلين بالإلقاء أكثر تأثيرا من اللقاء الغير ملحون، و التأثير الأكثر فعالية هو في الأغنية التي يغلب فيها اللحن على الشعر، والتي تعيش معنا  فترات طويلة زماناً ومكاناً. لذا فقد أكدت الدكتاتورية على إقامة مهرجانات للأغنية الحربية كل شهر تقريباً، وأنفقت الأموال الطائلة لتنتج الآلاف من الأغاني الزائفة، فمثلاً مطرب يغني للدكتاتور( من تحكي والله نعوف (نترك) كل شي و نستمع ماء و هواء ومنك ابد ما ينشبع) وحين قامت انتفاضة شعبية، كان المداحون أول الهاربين، فاكتشف الدكتاتور بأنه ليس سوى مجرم  يعيش وحيداً ولا يسمعه احد.  اليوم وبعد سقوط الصنم وذهاب الخوف من بطشه وهي حجة يتحجج بها اغلب المداحون، رغم ان المغني كاظم الساهر يقول في برنامج "العراب": لم يُجبر اياً من المطربين على الغناء لصدام، و يكذب من يقول انني مجبر، انا اغني لأي رئيس يرفع شعبه للسماء!!!!. بمعنى ان الساهر غني لصدام برغبته وربما بحب. أو ربما يقصد انه غنى لصدام لان الأخير رفع شعبه إلى السماء، الأكثر دهشة إننا لم نسمع رداً على هذا التصريح من أي مطرب غنى لصدام، فهل السكوت علامة الرضى؟ نقول ما نراه اليوم معاكس للمطلوب فعله حيث ادهشنا مشهد ممثل عراقي يعتبره البعض معلم كبير في المسرح، شهدناه يقدم عمل مسرحي في الأشهر الأولى من السقوط فيه انقلاب في الطرح من أقصى الدكتاتورية إلى أقصى التشدد ويوشي بانتهازية واضحة، فهل يا ترى يفكر الآن بتقديم عمل توفيقي لكي يضمن مصالحه في حال عودة أعوان الدكتاتور ومع الوضع الجديد.الحالة الثانية هي مغني غنى اخر اغنية للدكتاتور العراقي بعنوان " فوت بيها وعلى الزلم خليها " وكان اول الهاربين الى دولة عربية بعد السقوط، واليوم يغني لرئيس كتلة عراقية سياسية ليعيد تجربة الامس، واخر يغني لصاحب نفس القائمة العراقية ويقول (نحب الذي يحبك نظل والمايحبك نرفضه).يقول كونفويوس حكيم الصين ورائد الفكر الانساني: ترتقي الشعوب حين يرتقي مثقفوها الى ناصية الصدق مع الذات.!صناعة الدكتاتور تمت بأياد عراقية ومنهم" شعراء و مطربين وموسيقيين واعلاميين بلا اخلاق" فأن اراد رئيس الكتلة تلك ان يصبح دكتاتوراً فما عليه الا ان يبدأ بالسماح لمن مجد صدام بالامس ان يمجده اليوم ويمجد تكتله، فهي البداية الصحيحة على طريق الدكتاتورية.وحين يسمح السياسي بهذه الممارسات الدكتاتورية فانه يريد الآخرين في محاولة اعادة ظاهرة استغلال الموسيقي بعد ان اعتقدنا انها ولت مع الدكتاتور السابق، و من حقنا ان نقف بوجه هذا الرياء مستقبلاً وادانته الان، ومن حق اي سياسي وطني منع المداحيين من باب المحافظة على سمعته ومشروعه السياسي من التشويه ولا يغرنه التبرير المجافي للواقع، وليتذكر من نسي من السياسيون ان زمن الحاكم المطلق قد ولى في العراق.ومن هنا ادعو الى رفع دعوة قضائية ضد كل من غنى لصدام ولتُقبل حجة الغناء بالاجبار(يُستثنى من ذلك كاظم الساهر باعتباره غير مجبر على الغناء لصدام على حد قوله) وليقدم المطرب المُجبر إعتذاراً للشعب وللضحايا وغرامة مالية رمزية بأعتبار الفنان والمثقف قدوة في الاعتذار، ولابد من سن قانون جديد ضد كل تمجيد ومديح منافي للحقيقة لاي سياسي او قائمة او كتلة اوائتلاف او منصب حكومي حتى لو كان رئيس الجمهورية، كي لا نكرر مأساتنا و نعود الى مربع النظام السابق و نصنع دكتاتورا بداءاً بالغناء والموسيقى من جديد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram